أحياناً بتسائل: “هل ما يحدث الآن من طائفية سيكون سبب من أسباب تفريغ مصر من المسيحيين الشرقيين كما حدث من قبل فى مصر مع اليهود الشرقيين ؟؟”
المسيحيين الشرقيين هم طبعاً السكان الأصليين لمصر بخلاف أن المسيحيين الشرقيين هم أقدم مسيحيين فى العالم، فتخيل لو تم طرد المسيحيين الشرقيين من مصر يسهل بعد كده الادعاء ان المسلمين فى مصر مهاجرين من الجزيرة العربية أو وافدين على البلد يعنى زيكم زى دولة إسرائيل طردت السكان الأصليين واستقبلت مهاجرين من آوروبا “محدش أحسن من حد”، يعنى اختفاء المسيحيين الشرقيين من اماكنهم وهجرتهم خارج بلادهم “زي ما حصل مع اليهود العرب قبل كدا” هيخلق صورة موحدة للشكل الديموغرافى لـ اسرائيل هيبقى مهاجرين يهود من اوروبا قصاد مسلمين مهاجرين من الجزيرة العربية وهذا يعنى ان اسرائيل ليس جسم غريب فى المنطقة وأنها زيها زى بلاد كتير حواليها، بل بالعكس هتكون واحة من الديموقراطية مقارنة بـ مصر مثلاُ اللى طردت اليهود والمسيحيين بينما اسرائيل لا ترفض بقاء العرب فى إسرائيل كـ أقلية 🙂
المعلومة التى يجهلها الكثير من المصريين هى إن التنوع الاثني والديني والمذهبي، بيخلق شخصية وطنية مختلفة تماما عن الشخصية المعزولة في دين واحد او إثنية او مذهبية واحدة، تخيل نفسك فى غرفة ومعاك واحد بتكلمه، لما الواحد ده يمشي وتقعد لوحدك، حتعمل ايه؟ حتكلم نفسك، واللي بيكلم نفسه بيتجنن، وبيميل للتطرف، والتعصب، والعنصرية.
الكيانات المؤسسة على اساس ديني، او عرقي، او مذهبي، بتربط الوطن والهوية بالدين او العرقية او المذهب، وعليه عشان الدولة المؤسسة تعمل لنفسها الفخر الوطني اللي بتحتاجه كل دولة لخلق الانتماء، لازم تتبنى خطاب عنصري او طائفي او مذهبي غصب عنها “مدام ده الاساس اللي اتبنت عليه” ودا بيخلق شخصيات مواطنين اقرب للنازية، والعنصرية او الطائفية او المذهبية بطبعها بتخلق طاقة عنف داخل الإنسان، بتدفعه دفعاً لخلق صراعات وحروب بيدفع ثمنها فى الاول وفى الاخر الوطن والأجيال القادمة.
الواضح انه مش تفريغ لـ مصر بس من المسيحيين الشرقيين .. لا دا تفريغ للمنطقة كلها “العراق، مصر، ليبيا، سوريا، ألخ ألخ ألخ” .. انا مبحبش الكلام عن نظريات تآمرية والكلام دا .. بس دى حاجة واضحة للعيان .. ودا ان دل يدل على إن الإسلاميين والمتطرفين والجهادين من المحيط للخليج مجرد عرائس ماريونيت فى أيدى مؤسسات كبرى .. وانهم قنبلة موقوتة فى المنطقة.