(1)
فى زمن الخيال الطائفى المأزوم والوعي الجماعي المريض والتضخم الدينى للمجتمع، يحدث أن يغلق قواد قناة رقص لـ يفتح قناة دين، حيث تتلاعن الأديان والملل وتتنابح الفرق والمذاهب والطوائف، وتنشر غسيل بعضها البعض أمام الملايين من الناس وهنا يبدأ “البيزنس”
(2)
إعلانات رُقية شرعية لعلاج سرعة القذف وضعف الإنتصاب عند الرجال، خصم 50% على الغسالة الإسلامية، أرقام هواتف لدعاة يعالجون السحر ويُعالجون الصلع والقرحة والعنوسة، نغمات موبايل إسلامية بأصوات الدعاة والشيوخ، الحجامة الإسلامية للوقاية من جميع الأمراض الخبيثة
(3)
وعلى الشريط: ”دردشة شرعية”، (أرسل رسالة تصلى بها على الحبيب وشارك فى حملة مليون صلاة على النبى .. ثمن الرسالة خمس جنيهات)، وطلب سكرتيرة “منقبة” أرملة أو مطلقة، حملة جمع التبرعات للشعب السورى الشقيق ودعمهم بالشباب المجاهد، وخبر يفيد أن الراقصة سونيا تعلن عن نيتها التحجب في حفل ختامي
(5)
يهلل المبصوق في رؤوسهم أمام تلك القنوات في مشهد سريالي لم تصل له أعلى خيالات دانتي وكوميدياه الإلهية، لو كان عندهم ذرة من الوعى لـ كنسوهم نحو مصحات للحجر الصحي كما فعل العالَم المتحضر .. ولكنه البغاء كعقيدة في الزمن الرديء.
……
على الهامش: في حين يعكف علماء المنهج العلمى على تطوير الأدوية للقضاء على شتى الأوبئة ، التخطيط لمُستوطنات بشرية في الفضاء على ظهر كواكب أخرى، وإعادة كتابة قصة الحضارة بعد ظهور النانوتكنولوجي وعلم الجينات الوراثية .. تجد شيوخ الفضائيات “أعلم أهل الأرض” يجذبون جمهورهم “جمهور الترسو” لـ نقاشات الأزمنة الغابرة عن عذاب القبر وطول الثعبان الأقرع وأسئلة منكر ونكير بخيال الترهيب السيكوباتي المريض.
صدقاً لن تتمكن من وصف شعورك وردود أفعالك حينما تصادف شيخ منهم يخبرك بأن العاهرات والسكارى والشواذ جنسياً والمتخلفين عقلياً هم فقط من يريدونها دولة علمانية، وأننا لن نشهد أي تقدم أو رخاء إلا لو طبقنا شرع الله.
ستتذكرنى وقتها وانا أقول لك “أليست العلمانية هي الأحق بـ التطرف؟”.