مرسي يهدد ويتوعد. والسؤال: هل يستطيع؟ نقطة قوته الأساسية: ١. كتلة فاشية ضخمة وراءه. يستطيع الاعتماد عليها وعلى تأييدها الغوغائي لتبرير أي قمع أو بطش يريده. هذه الكتلة فاض بها بالفعل وتحلم بمرسي متقمصاً شخصية عبد الناصر ليطيح بخصومه وخصومها السياسيين والاجتماعيين كذلك. هذا الظهير الشعبي لا يحتاج لتعبئته لموارد مالية أو خدمات من الدولة، هو محشود بالفعل على أساس أيديولوجي بحت، وهذه هي نقطة القوة الأساسية التي افتقدتها كل أنظمة الحكم المصرية منذ عبد الناصر (قاعدة قوة عبد الناصر كانت محشودة على أساس أيديولوجي واقتصادي معاً وليس أيديولوجي فقط). نقاط ضعفه الأهم (الأهم وليس كلها): ١. داخلية غير راغبة في القمع الواسع ومنقسمة فيما بينها على مشروعية فعل القمع في هذه الظروف. وإذا كانت بعض قطاعاتها راغبة، فهي غير قادرة بسبب نتائج ٢٨ يناير ٢٠١١ واستمرار عجزها عن إخضاع أبسط أنواع تحدي سلطتها. ٢. جيش مازال متماسكاً وخارج هيمنة التيار الحاكم، وله قاعدة تأييد شعبي متصاعدة وتختلف عن قاعدة تأييد التيار الحاكم، ولن يجد مبرراً مشروعاً للتدخل السياسي الصريح أفضل من إجراءات قمع مباشر تتخذها السلطة ضد معارضيها. ٣. أمريكان ومجتمع دولي يصعب عليهم توفير غطاء سياسي لقمع سلطة “ديمقراطية إسلامية” لمعارضين “ليبراليين أو علمانيين”. وبالتالي فستؤدي أية إجراءات استثنائية لوضع مصر على طريق عزلة دولية ذات نتائج موجعة للنظام والدولة. ٤. موارد مالية شبه منتهية وقوة شرائية سياسية شديدة الضعف وبالتالي عدم القدرة على توسيع التحالف الاجتماعي لما هو أبعد من المنتمين أيديولوجياً بالفعل للتيار الحاكم. يعني مفيش قدرة على مثلاً رفع الأجور أو تخفيض الأسعار أو توفير مزايا اجتماعية واسعة النطاق لجمهور عريض سيقبل ساعتها القمع ويرتضيه مقابل تحسين أحواله المعيشية، بل العكس هو المطروح في ضوء قرب حلول ساعة الحقيقة الاقتصادية. المحصلة: من الممكن أن يتهور النظام ويطيح بمعارضيه، كلهم أو بعضهم، ويعدي بيها على المدى القصير جداً. ولكنه يخاطر وقتها بتوحيد كل قوى معارضته من جديد على طريقة الإعلان الدستوري في نوفمبر ٢٠١٢ وتأزيم وضعه في الخارج. وفي كل الأحوال لا يستطيع تأسيس نظام سياسي جديد، على طريقة عبد الناصر في الفترة من ١٩٥٤-١٩٦١، دون إيجاد حل لنقاط الضعف الأربعة دول، وغيرهم قد لا يقل أهمية مثل الإعلام غير المسيطر عليه مثلاً. والخلاصة أنه وتياره – ومعه مصر كلها – في أزمة حقيقية: لا يستطيع الجلوس ساكناً وإلا يخاطر بتفكيك قاعدته التنظيمية والشعبية انتظاراً لقطار الإجراءات الاقتصادية الذي سيتكفل بدهس ما تبقى من سلطته، ولا يستطيع الهروب للأمام مثلما اعتاد أن يفعل منذ تولى الحكم، حيث وصل بالفعل للحاجز الأخير قبل أن يقفز في غياهب مجهول قد يقوض مشروع تياره بأكمله وليس حكمه فقط.
وصف القسم
أحداث مصر اليوم 2019 شاهد اخر اخبار الاحداث المصرية الاخيرة الان
بحث جريدة أحداث
COPYRIGHT (C) 2024موقع جريدة احداث اليوم : احد مواقع شبكة مصريات