عاش الإخوان وغيرهم من تيارات الإسلام السياسي المحافظ على وهم إن المجتمع (باستثناء الأقلية الدينية ومجموعة مرفهين ومحظوظين متفرنجين) معاهم، وإنه عاجلا أو آجلا سينشئ “المجتمع المسلم” بمعنى التابع للإسلام السياسي، نظامه ودولته.
الفاجعة الاستراتيجية الكبرى هي اتضاح زيف هذه المقولة، أي زيف مجمل الفكرة التي يقوم عليها التيار في مرحلته بعد الجهادية. هناك بالتأكيد ظهير اجتماعي محافظ لهم، وهناك أيضا قطاعات قابلة بأي ذل بصفة عامة، لكن اتضح إن فيه قطاعات حيوية للغاية ومبدعة وشابة، نشأت في عصر الهيمنة الإيديولوجية لـ”الإسلام هو الحل”، ورفضته نفسيا وبناء على تجربة تاريخية.
مأزق التيار أصعب وأعمق من مجرد مجريات الصراع السياسي أو الصراع لإغلاق أي مجال سياسي.. المأزق إن الافتراض المجتمعي نفسه سقط.
تتبقى فكرة “الفتح” التقليدية التاريخية، التي كانت أساس الممالك والخلافات والإمارات الإسلامية في العصور الوسطى. لكن هذه الفكرة الخاصة بسيادة المؤمنين بأي طريقة كانت، على غرار ما قاله سيد قطب ومجمل الجهاديين والتكفيريين المتشددين، لم يعد لها أيضا أساس مجتمعي كاف.. برغم وجود مجموعة القبول بأي ذل.
القضية أن زمام مبادرة الحيوية الاجتماعية أفلت من أيدي هذا التيار الذي ما زال يعمل بآليات الرشوة الاجتماعية والإحسان الاجتماعي، بالاتكاء على سلطة استبدادية يحالفونها ويعارضونها حسب الأحوال..
السقوط تاريخي، مش سياسي ولا “إعلامي”.
شريف يونس
احداث مصر
السقوط التاريخي لتيار الإسلام السياسي
اضيف بتاريخ: Friday, March 22nd, 2013 في 22:50