بسم الله الرحمن الرحيم
يكفى ما ضاع
مر عامان على ثورة 25 بناير ولم نجنى سوى المزيد من التضحيات , وفى كل مجال حتى الدم , وهو الأغلى من كل شئ , وكان يجب وعلى أقل تقدير أن نشعر بأى مكسب نظير هذا الدم الطاهر , ولكن لم يحدث .
ولست فى مجال التحقيق عن المسؤول أو المسؤولين عن ذلك ووصول الأمور إلى درجة العجز حتى عن ثبوت الوضع وليس عن تدهوره فقط .
عندما قامت الثورة بدأت النخبة فى عرض مشاريع وأفكار لهم للنهوض بمصر وجميعهم تقريباً أصحاب تجربة مع النظام السابق , ومن يرجع إلى الصحف وصفحات النت يرى منها ألكثير , مثل مشروع ” ازدواج نهر النيل ” ومشروع ” وادى الريان الجديد ” ومشروع ” الثورة الثالثة فى الرى والزراعة ” وسمى بعد ذلك بمشروع ” النيل الأثيوبى العالى ” ومشروع ” اقتحام بحر الرمال الأعظم ” ومشروع ” ممر التنمية ” ومشروع ” تنمية قناة السويس ” وغيرها الكثير والكثير من الأفكار والإبتكارات والأبحاث العظيمة , ألتى من شأن واحد منها فقط تحويل مصر إلى دولة متقدمة وعظمى , ولكن للأسف إنشغل الجميع فى نزاعات حزبية وغير حزبية .
وكما لايهمنى تحديد من هو المتسبب فى ركود جميع هذه الأفكار وتوصيل البلاد إلى ذلك , فإنه يهمنى بالدرجة القصوى تحديد السبب .
ألسبب الرئيسى فى ذلك هم شباب الثورة أنفسهم , فبتعطشهم إلى الحرية والعمل السياسى مارسوه بشدة أمام جبابرة فيه , واعتبروا الحديث عن التنمية والمشاريع لايخصهم , وهو فى الحقيقة يخصهم وبالدرجة الأولى , ولم يحاولوا الإلتفاف حول أحد هذه المشاريع العملاقة وبدلاً بمطالبات فئوية وسياسية يضيفون المطالبة بمثل هذه المشاريع , أو على الأقل ينظمون الندوات والمناقشات لدراستها بأنفسهم ثم الوقوف مع صاحبها أمام المسؤولين المعقدين , والحجة بالحجة والعلم فوق الوظيفة والروتين .
ومنذ اندلاع هذه الثورة العظيمة كنت قد عاهدت نفسى بتبنى مسؤولية ثلاثة ملفات هامة وخطيرة , ولى أيضاً فيها جميعاً تجربة مع النظام السابق , واعتقدت أن الثورة قد وصلت إلى مكاتب المسؤولين , ولكن هيهات من ذلك , فالأمور معقدة أصلاً وكل منهم يخشى لو كشف الصحيح ان يحاسب على الخطأ القديم , فوجدت كلاً منهم وكأن على رأسه مانسميه ” بطحة ” , وهو كما هو يصر على الخطأ لا لسبب غير أنه يعتبر أن تغيره اليوم هو اعترااف بخطئ الأمس , وخصوصاً أن المواضيع واحدة , ” إدخل على صفحة الويب واكتب إسمى ألموقع به فقط , أو اكتب مشروع ازدواج نهر النيل , فسوف تجد حوالى نصف الحقيقة , والنصف الثانى حذفته القرصنة على النت ” .
وقبل أن أطرح الحل الذى سوف يعتمد على الأهل والعشيرة من الشباب والآباء والأمهات والأبناء , سأوضح الملفات الثلاثة , وهى : –
1 – ملف سدود أثيوبيا , وبدون مبالغة فهى التى ستدمر حصة مصر من مياه النيل , والسبب الرئيسى فيه هو ضوء أخضر من نظام مبارك لها ببناء ما تشتهى من سدود , حسب وجهة نظر وزارة الرى وقتها وبمبررات عقيمة وتجهيلية , وطبعاً كل من وافق على ذلك منذ سنة 2002م موجود فى الوزارة اليوم أو على الأقل على قيد الحياه بالمعاش , ولو كشف الملف ” وكنت طرفاً رئيسياً فيه وقتها ” يعتقد أنه سيحاسب عليه , والحل الوحيد لديهم اليوم هو الإستمرار فى الدفاع عن وجهة النظر القديمة والتعتيم على أى تقريرات خبراء جادة فيه وتحويل الموضوع إلى مجرد وجهات نظر , وفى النهاية تضيع مصر ولا يثبت ذلك إلا بعد 20 سنة عندما يثبت خطأ هؤلاء , ونكون جميعاً ” ألكبار ” قد متنا ولا يعانى منه غير شباب اليوم وأبناءهم .
2 – مشروع وادى الريان الجديد , وتكاليفه لا تتعدى 300 مليون جنيه , ويجدد 150000 مائة وخمسون ألف فدان , أى بواقع 2000 ج ألفين جنيه للفدان الواحد ” يابلاش ” , وبدون مبالغة , ومياه الرى له موفرة بالمشروع من مياه مفقودة بالبخر , وتزيد بما يحل جميع مشاكل الرى فى الفيوم , والمشروع يصحح الوضع الحالى إلى وضع آخر وبنفس المكونات ويزيد عليها نفق أقصر فى منسوب أعلى وإلغاء سحارة خلط المياه العزبة بمياه الصرف وحفر القنوات اللازمة للرى , وقد نشر فى جريدة الأخبار سنة 2000 م , وكان متبنيه وقتها الدكتور سعد نصار والدكتور عبد الرحيم شحاتة والدكتور حسن معبد , وقيل لى بالنص فى وزارة البيئة ” لقد صدر قسم وزارى بمنع الفلاحين بروثهم وحميرهم أن يدخلوا وادى الريان ” !!!!! , وفى وزارة الرى ” يعنى انت جاى بعد 40 سنة تقولنا إنتوا كنتوا غلطانين طول المدة دى , وهاتصلح انت الخطأ , وتفسد علينا فرحتنا بمشروع توشكا ” !!!! , هذا أيام النظام المخلوع , أما اليوم فالأسلوب والتفكير واحد ولكن التغير فى عدم التبجح فقط .
3 – مشروع ازدواج نهر النيل , وقد استغرق منى 23 سنة من البحث والدراسة , ولا تتسع الورقة لذكر أكثر من إنجازاته , وهى كما يلى : –
أ – يعيد طمى النيل , فيوفر بذلك 5 مليار م3 من مياه النيل المفقودة بالتسرب , ويصلح أكثر من 3 مليون فدان بوادى النيل طغت عليها ألمياه الجوفية ” طبلت بالمعنى ألبلدى ” , وطبعاً تتزايد خصوبة الأرض بالطمى وتستغنى عن الكثير من الأسمدة الكيماوية الملوثة .
ب – تركب مياهه 5 مليون فدان بالوادى الجديد , و2 مليون فدان بتوشكى , وأكثر من 20 مليون فدان بالصحراء الغربية ومنخفض القطارة , وأقول تركب فقط لأن ما سيوفره من مياه سوف لايكفى لكل الأرض التى يركبها المشروع وسنحتاج مياه إضافية بمشاريع فى أعالى النيل , ولكن مياه المشروع الموفرة سوف تكفى لزراعة أكثر من 8 مليون فدان من هذه الأرض , وسيتم اختيارها حسب الدراسات التفصيلية .
ج – يختصر بحيرة ناصر إلى بحيرة أصغر تساوى 1/4 البحيرة الحالية , وبذلك تتوفر 75% من المياه المفقودة بالبخر من مسطح البحيرة وتساوى ” ألموفر ” 7,5 مليار م3 , وسوف يوفر جميع ما يفقد فى توشكا , ومتوسطه 8 مليار م3 , وجزئية اختصار بحيرة ناصر لا ضرر فيها بالمرة , بل بعد سدود أثيوبيا تم تعديل المشروع لكى تصبح بحيرة ناصر بحيرة أصغر مايمكن , ويتوفر بذلك جميع الفاقد حالياً بالبخر وهو 10 مليار م3 .
د – بطبيعة الحال ستتحول بحيرة ناصر إلى أرض زراعية , بمساحة لا تقل عن 2 مليون فدان من أجود الأراضى فى العالم .
ح – سيوصل المشروع أى كمية يسمح بها من مياه النيل مهما كانت كبيرة إلى سيناء , بدون الحاجة إلى توسيع أو تعميق مجرى ألنيل .
م – سيحول المشروع مشروع منخفض القطارة للزراعة والكهرباء , بمياه عزبة , ويعفيه من جميع المشاكل والعقبات التى تقف أمام تنفيذه بمياه البحر .
ن – يحل المشروع ألملف الكارثى للسد العالى حلاً جزرياً ونهائياً , ويقطع لسان كل من يهدد مصر بعد ذلك , ويوفر مجهود الجيش العظيم لحماية السد العالى .
ط – يمكن ألمشروع من إحلال وتجديد السد العالى بمواصفات فولاذية جديدة , بل يمكن من تغيير مكانه , وقد أثبتت بالدراسات أن له مكاناً أفضل فى الجنوب , وسوف يولد نفس كميات الكهرباء , وهذه المرحلة خاصة سوف يكون لهاعائد لا يقل عن 800 مليار جنيه خلال خمس سنوات , قبل البدئ فى تنفيذها .
لذلك وعلى غير العادة أطلب التأييد الشعبى , لمشاريع قومية وليس لعضوية أو مكاسب حزبية , وأتعهد بالتفرغ لهذا وعدم الترشح فى أى مجالس برلمانية , وكما أطلب التأييد , أتحمل مسؤولية الحجة , وهذه الحجة لجميع ماذكرت , بل وتزيد إن شاء الله , وكل المجالات مفتوحة , فأنا مستعد للحضور فى أى ندوات , فى المساجد وفى الكنائس , وفى النقابات , بل وفى الأحزاب , وأتعهد بتوضيح كل صغيرة وكبيرة فيما ذكرت , ولدى والحمد لله ألقدرة على توصيل وإقناع الجميع مهما كان تخصصه وإن لم يكن له تخصص ” مواطن بسيط ” , ألمهم ألا يحاسبنى الله يوم القيامة بسؤال عما ينفع الناس ” لم حجبت ما ينفع الناس حتى دفن معك فى قبرك ؟ ” .
ولا يفوتنى أن أذكر بأننى منذ بداية وزارة د / عصام شرف , قد وقعت فى مكتبه إقراراً بالتنازل عن أى مقابل مادى أو معنوى نظير أى منها , وها أنا أجدده .
عاشت مصر حرة والمجد للشهداء
مهندس / محمد الزكى محرم
مهندس / محمد الزكى محرم
احداث مصر
يكفى ما ضاع
اضيف بتاريخ: Sunday, February 3rd, 2013 في 20:05