( . ( عِشْقُ الحَبيبِ البَلسَمُ الشافى ) . )
الرَحْمَة ُالمُهْداةُ . . . مِنْ كَرَمِ العَليمِ
بكُلِّ أنَّاتِ الجُرُوحِ النازِفاتِ عَلَى صُخورِ الكِبْرِياءْ .
طوبَى لأفئِدَة ٍ مُعَلَّقَة ٍ بإنصافِ السَميعِ
لِفاقِدى الأقلامِ ، وَالأحْلامِ . . . فى عَصْرِ الرِياءْ .
طوبَى لأرْواح ٍ مُحَلِّقَة ٍ بأضْرِحَةِ البَقيعِ
إلَى السَماواتِ العُلا . . . شَوْقا ً لِفِرْدَوْسِ الضِياءْ .
فى صُحْبَةِ الهادى الحَبيبِ المُصْطَفَى نَبْعُ الهُدَى ،
فَيْضُ الشَفاعَةِ . . . رُوحُ وَصْلِ المُبْتَلينَ الأتقِياءْ .
عِشْقُ الحَبيبِ البَلسَمُ الشافى _ لِكُلِّ جُرُوحِنا ،
وَقُرُوحِ جَمْرِ ذنوبنا . . . وَعِنادِ خَمْرِ الأغْبياءْ .
فَتَجَمَّعُوا . . . بيَدِ الشَفيعِ ، مَحَبَّة ً وَعُذوبَة ً ،
بوُضُوءِ طُهْر ٍ مِنْ ضُحَى نَهْرِ اشْتِياقِ الأوْلِياءْ .
النَهْرُ يَجْرى طاهِرا ً ، بَيْنَ الحُقولِ مُهاجِرا ً ،
وَمُسَبِّحا ً عَبْرَ المَدَى . . . شِريانُ خافِقِهِ الحَياءْ .
لكِننا . . . نَئِدُ الحَياءَ . . . تَعَدِّيا ً . ! ! .
وَتَحَدِّيَّا ً لِدَمِ ابْتِهالاتِ الخُشُوعِ بلا حُدود ٍ بالرِياءْ .
غُصْنُ المَآسى عابِدٌ . . . بَيْنَ الحَريقِ مُوَحِّدٌ ،
وَفَمُ السَواقى حامِدٌ . . . وَالنَهْرُ ذاكِرَةُ الجَلاءْ .
غولُ التمَرُّدِ مارِدٌ ، وَدَمُ الضَحايا ساجِدٌ ،
وَالمُغرِياتُ مَواقِدٌ . . . . تغلى بأشْلاءِ ابْتِلاءْ .
دَمْعُ المَآذِنِ شاهِدٌ . . . أنَّ الحُسَيْنَ مُجاهِدٌ ،
نَهْجٌ ، شَهيدٌ ، سَيِّدٌ . . . فى جَنَّةِ الخُلدِ الوَلاءْ .
فدَمُ الوَصايا مَوْعِدٌ ، مِثلُ الضُحَى مُتجَدِّدٌ ،
عَبْرَ الزَمانِ _ مُرَدِّدٌ : : صَوْتُ الحُسَيْن بكَرْبلاءْ .
_ يا خافِقَ الإبْداعِ هاجِرْ مِنْ دَياجيرِ الهَوَى ،
حَرِّرْ وِصالَكَ مِنْ جُرُوحِ العِشْقِ . . . حَقنا ً لِلدِماءْ .
لَمْلِمْ قُصاصاتِ المُنَى ، حُلما ً بإيمانِ الجَوَى ،
وَاصْعَدْ بأجْنِحَةِ الهِدايَةِ وَالخُشوعِ . . . إلَى السَماءْ .
برِسالَة ٍ مِنْ أدْمُع ٍ وَتضَرُّع ٍ . . . بَعدَ النَوَى ،
عُدْ خافِقا ً مُتدَفِّقا ً . . . وَصْلا ً ، وَذِكْرا ً ، وَانتِماءْ .
كُنْ مَنهَجا ً مِنْ مَذْهَبِ الفاروق وَاحْفَظْ ما احْتَوَى ،
بخَزائِنِ التَنويرِ . . . ذاكِرَة ً . . . لِنَهْر ٍ فاضَ ماءْ .
إنْ كُنتَ حَقَّا ً عاشِقا ً نورَ السَماواتِ العُلا ،
وَالسَوْسَنَ الباقى . . . بمِحْرابِ السَواقى ، وَالنَماءْ .
حَلِّقْ مُناجاة ً ، وَأدْعِيَة ً ، بحُلمِ المُجْتَبَى ،
وَصْلَ اتِّصال ٍ دائِم ٍ . . . قَبْلَ انتِحارِ خُطَى الإماءْ .
سَتَظَلُّ آياتُ السَماءِ ، عُيُونَ نَهْرِ تراحُم ٍ ،
هِبَة ً مِنَ الرَحْمَنِ ، فَيْضَ عُذوبَة ٍ ، فَرْضَ احْتِواءْ .
فالرَحْمَة ُالمُهْداةُ لِلأرْحامِ . . . خَيْرُ تلاحُم ٍ ،
بمَوَدَّة ٍ . . . وَمَحَبَّة ٍ . . . وَبلا خِداع ٍ ، وَالتِواءْ .
فاللهُ رَبُّ الكَوْنِ تَوَّابٌ . . . وَأرْحَمُ راحِم ٍ ،
حَتَّى مَعَ الكَلبِ المُكَبَّلِ بالرَدَى _ ظَلَّ ارْتِواءْ .
مَنْ ذا يُسابِقُ فى سِباقِ الخَيْرِ دَمْعَ مُزاحِم ٍ ،
يَحْبُو بأشْلاءِ ابْتِلاء ٍ ، رَهْبَة ً ، لِضُحَى اسْتِواءْ .
لا يَسْتَوى الأشْرارُ بالأبْرارِ ، فَصْلَ مَظالِم ٍ ،
فَدَمُ الذَبائِحِ بالمَذابِحِ . . . فاضَ بالصُحُفِ احْتِواءْ .
لا تسْتَوى الأوْزانُ بالميزانِ . . . حِكْمَةَ عالِم ٍ ،
فَهُوَ الرَحيمُ العَدْلُ ، أوْفَى مُحْسِن ٍ ، نَهْرُ ارْتِواءْ .
الأديب / محمد إبراهيم البنا