ثورة مصر دي من أول يوم فيها ملحدين و بهائيين و مثليين و ناس تشرب بيرة و ستات تنام مع رجالة من غير جواز و مزدوجي جنسية وأطفال شوارع
زميلي في الثورة
من حقك تنتقد تصرفات عليا المهدي، دا مفروغ منه، و مش هنتناقش في أن من حقّك تنتقد أي حاجة و أي شخص (و أن من حقي أنتقد نقدك في دورة لا نهائية، فخلينا بعيد عن موضوع حقوق الكلام ال مافيش منه فايدة)
لكن يؤسفني أن تكون حجتك هي أن “عملتها دي تعطّل الثورة\التقدم\العدالة” أو “تلبّسنا في الحيط مع الإسلاميين” أو “مُضرة للحركة النسوية”.
من قال أننا مضطرين ندافع عن سمعة مُفتَرَضة للثورة و الثوار! أو نعمل حساب لرأي أعداء الثورة و التقدم و العدالة و الحرية في أي حاجة أصلا! أو حتى بندي لهم تحفظنا على التصرفات والمواقف ال يمكن تضايقهم! مجرد طرح الخطاب دا من داخل الصف الثوري يرسّخ لذرائع مهاجمة الثورة أخلاقيا من قبل أعداءها.
غلطنا ساعة ما سكتنا – أغلبيتنا على الأقل – على خطاب أن “البلطجية هم ال حرقوا الأقسام أما الشباب الطاهر فدهنوا الرصيف” فكانت النتيجة ترسيخ تهم البلطجة ضد الثوار و الفقرا و كل المعارضين لا زلنا عايشين كابوسها إلى اللحظة..في محاكمات عسكرية و خطابات الحكومة الهبلة، و غيرها، و تَصَوُّر الحكومة التعبانة أن المعارضة الجيدة هي ال تهتم بدهان الرصيف (و النباتات) و تسيب الباقي للسلطة!
أحب هنا أفكرك بالدعاوى التاريخية: “سمعة مصر” و “لا صوت يعلو على صوت المعركة”..مش هنبدّلهم بشعارات “سمعة الثورة” و “لا صوت يعلو على الثورة”، لأن لو دا رأي الثوار فاحنا لابسين في الحيط بعليا أو من غيرها، لأننا عاجزين على الانتصار للحق المجرد في الحرية، المعروف سلفا أن أكيد فيه بعضنا هيستخدموه على نحو ما يعجبش بعضنا، و أن أعداءنا أكيد هيستغلوا سلوك البعض دول ذريعة ضدنا.
خليت إيه للمدقونين السلطويين!
معركتنا من أوّلها هي أن لك تختار أولوياتك، لكن مالكش تحكم على الناس الآخرين. و إلا فقد كان فيه وقت مطالب الكرامة و حرية الاعتقاد و التنظيم مطالب هامشية تنظر لها الأغلبية على أنها ثانويات و عبث مجانين و أن الأولوية لتحرير القدس.
الحرية لا تُشرعَن بعدد المطالبين بها، و إلا فطُزّ في الأقليات الدينية، هم المسيحين نسبتهم كم يعني؟ وإلا الكم فرد البهائيين ما يخلوا دينهم في سرّهم أحسن بدل ما الإسلاميين يتلككوا لنا بهم! و طز في الأقلية السياسية، و طز في الأقليات الإثنية و العرقية، و طز في كم واحد ماتوا السنتين ال فاتوا و خلي العجلة تدور.
من من حقه يحدد توليفة السلوكيات و القيم و المطالب الثورية المسموح باجتماعها في كينونة شخص علشان يُصدَر له كارنيه الثورة؟ أو علشان يُسمح له يرفع لافتة مطلب تصادف أنك تشترك معه فيها؟
أنت تضايقت قوي علشان هي رفعت “لا للدستور” عريانة، لكن السلطوي الشوفيني ال جنبك أساسا مش مهتم بالدستور ال أنت هتموت بسببه، و كل ال مضايقه أنها “رفعت علم مصر بالشكل دا”!
الثورة مافيهاش “شباب طاهر”، و ليست مسؤولية جماعة الثوار أنهم يقوّموا سلوكيات بعضهم البعض لمجرد اشتراكهم في مطالب، و إلا يكون من حق شخص أن يقول لك” الثائر الطاهر ما يرميش حجارة” أو “ما يشربش بيرة” أو “الثائرة الحقة تكون محترمة و تغطي شعرها”
دي حاجة من الحاجات الصعبة: سلوك زي دا مش مطلوب منك يكون لك موقف منه، موافق أو رافض، لكن لازم يكون لك موقف واضح من الحق المستند إليه السلوك دا.
و دا وقته تحديدا، لأننا خلاص، خلّصنا المرحلة الثالثة و داخلين على الوحش. الوحش بتاع القضية دي تحديدا و لا قضية سواها لأن وجوده كله و شرعيته معتمد عليها: إرساء قبول التنظيم الأخلاقي السلطوي للمجتمع، و علشان كدا كتب الدستور دا تحديدا بالشكل دا ال مش عاجبك أنت و عليا: علشان يؤسس لحق السلطة في أنها تربّي الشعب، و تبقى تعطي له ال فيه النصيب.