وعادت الخيام من جديد إلي الميادين حيث توافد المئات من كافة القوي الإسلامية والثورية يعلنون اعتصامهم إلي حين تنفيذ مطالبهم بوقف جولة الإعادة وتطبيق قانون العزل السياسي فوراً وقانون يصدره مجلس الشعب بتشكيل محكمة ثورية بصلاحيات تمكنها من إعادة محاكمة رموز النظام السابق علي ما ارتكبوه من جرائم سياسية واقالة النائب العام ومحاسبته علي الجرائم التي ارتكبتها النيابة العامة وتطهير القضاء علي أن يتولي حكم البلاد مجلس رئاسي يتكون من البرادعي وصباحي وأبوالفتوح ومرسي!
ما يفعله هؤلاء بزعامة مرشح تيار الحلم المصري ومرشح آخر يدعي انه يتبني المشروع الحضاري الإسلامي التنموي للإخوان جريمة تفوق في بشاعتها خطايا وجرائم النظام السابق.. جريمة تهدد باشعال فتنة طائفية تشق صف الشعب المصري وتمهد الطريق لاندلاع الحرب الأهلية فما توافد هؤلاء علي الميادين احتجاجا علي الحكم بالسجن المؤبد علي مبارك ووزير داخليته وبراءة مساعديه في قضية قتل المتظاهرين انما لتحقيق طموحاتهم ومصالحهم الخاصة تحركهم شهوة السلطة الجامحة وهوس الفوز بأصوات غير متوقعة أفقدتهم التوازن العقلي والنفسي وما حدث لهم من تغيير في النسيج المخي أفرز مهدئات ومطمئنات تشعرهم بالنشوة ولذة السلطة التي يفوق حبها مشاعر الأمومة والأبوة!
كنت أظن أن يطوي الحكم صفحة الماضي كي نتطلع للمستقبل فالمحاكمة هي أول ثمرة من ثمار الثورة فاذا بفساد النخبة التي تضلل وتقود للضلال تدشن لدكتاتورية العوام التي تفوق خطورتها دكتاتورية الحكام وإذا بالبرلمان الذي انحصر انجازه في الاهتمام بالنصف الأسفل وليس بالنصف الأعلي من الانسان يكشر عن أنيابه ويشن بعض نوابه هجوما عدوانيا سافرا علي القضاء ينال من هيبته ويهدد حصنه المنيع!
وأغان إخونية ينوح بها أشرف عمران.. المطرب الذي يهب صوته فداء للإخوان لكسر الفريق شفيق فيتهمه بأنه من قتل الثوار وسرق المطار وباع الدار والأرض بأرخص الأسعار.. نظامه ضد الدين ومشروعه كله ظلام وأوهام متجاهلا ما شاهدناه علي الفضائيات من ممارسات وحشية تفضح تاريخ الإخون الملطخ بالدم والعار.
رأينا التعذيب السادي لأسامة كمال المحامي باعتراف رموز الإخوان والجماعات الإسلامية وما فعلوه بشهيد العباسية ومحمد ماهر الطفل ذي الخمس سنوات الذي قتله الشيخ جمال بسيارته أثناء مرور موكب محمد مرسي باحدي قري محافظة الشرقية!!
ما يفعله الإخوان وهؤلاء الذين يستغلون حماس الشباب بدغدعة مشاعرهم بالخطب الحماسية والشعارات العاطفية للدعوة لمقاطعة الانتخابات أو إبطال الأصوات جريمة تفتقد الالتزام بأي قواعد أخلاقية وانسانية في ظل أزمة اقتصادية طاحنة تهدد حياة المواطن البسيط الذي فقد مصدر رزقه وقوت يومه.
المواطن البسيط الذي يلهث لتوفير لقمة العيش لأطفاله الجوعي.. المواطن البسيط الذي هده المرض وكسر ظهره الفقر وذل الحاجة.. المواطن البسيط المحاصر بالغلاء وارتفاع الأسعار الجنوني وفوضي المرور وارهاب اللصوص والبلطجية وأزمة البنزين والسولار وانقطاع التيار الكهربائي في عز الامتحانات وحرارة الصيف الخانقة بينما السادة من الخبثاء والمحتالين والفاسدين والطامعين يتصارعون في الغرف السرية المغلقة لتقسيم كعكة السلطة!
الميدان والبرلمان يتاجران بملف الشهداء لزعزعة الأمن والاستقرار لكن مستقبل مصر لا يخضع للمساومات والفصال وادعاءات الأكاذيب والضلال.. الانتخابات ستتم في موعدها ولو انفجر عشرة براكين في البلاد مثلما وعدت القوات المسلحة الباسلة وسوف تتولي حماية وتأمين الوطن لحين تسليم السلطة لرئيس جديد منتخب بإرادة الشعب.
زينات ابراهيم
احداث مصر
الميدان والبرلمان يتاجران بدماء الشهداء
اضيف بتاريخ: Thursday, June 7th, 2012 في 14:48