سلطات رجال الدين تتزايد وتتعاظم فى معظم البلاد العربية الاسلامية
من أجل تلبية وظيفة مزدوجة
تتمثل هذه الوظيفة أولا فى تقديم المشروعية لأنظمة سياسية
خالية من المشروعية أو تعانى من نقص موجع فى المشروعية
حيث لا توجد انتخابات ديمقراطية أو حرة فى معظم البلدان العربية
والاسلامية،وعليه فإن النظام السياسى لا يستطيع أن يستمد شرعيته من الشعب (لأنه غير موجود)،وانما
من الهيبة الوحيدة الموجودة : هيبة رجال الدين.ولذلك فإن فتاواهم هى التى تخلع المشروعية على النظام
وحدث أن انضافت إليهم الآن “فتاوى” المثقفين الحديثين،وإن كانوا لا يزالون أقل أهمية ووزنا من رجال الدين الذين يتمتعون بمشروعية تاريخية صلبة.وعلى الرغم من ذلك فإن الأنظمة تتنافس على المثقفين وتحاول استمالتهم الى صفها عن طريق تقديم الإمتيازات المادية والمعنوية.ومادامت المشروعية لم تنزل من السماء إلى الأرض،فإن الأمور سوف تستمر على هذا النحو
بمعنى آخر ينبغى أن تحل مشروعية الشعب أو التصويت الحر للشعب محل المشروعية اللاهوتية القديمة
عنئذ يمكننا القول بأننا دخلنا فى المرحلة الديمقراطية الحديثة حقا
ووظيفة رجال الدين الثانية تتمثل فى تقديم الأمل للطبقات الاجتماعية البائسة أو الجماهير الجائعة التى لا تملك شيئا يذكر
فأحد أسباب اذدهار الحركات الأصولية يعود الى هذا العامل : عامل الجوع والفقر والحرمان وانسداد الآفاق
لكن هناك أسباب أخرى بالطبع،منها : انعدام فكر نقدى جديد حول التراث الدينى،ثم انهيار مصداقية التيارات الأيديولوجية السابقة
التى سيطرت على الساحة فى الخمسينات والستينات وحتى أوائل السبعينات من القرن الماضى كالتيار القومى والتيار الماركسى خصوصا