حكى لى جدى لوالدتى رحمه الله وهو من مواليد القاهرة عام 1898
أنه فى عشرينيات القرن الماضى كان عائدا الى بيته من المهندسخانة حيث كان محاضرا بها
فشاهد فكهانى يمسك بصنجة ميزان الفاكهة ليضرب عساكر انجليز
لأنهم أخذوا فاكهة منه ولايريدون أن يدفعوا حسابها
فما كان من عساكر الانجليز الا أن أطلقوا النار عليه فأردوه قتيلا
ولما حدث ذلك هجم عامة الجمهور من المصريين على الفاكهة فى تكالب على سرقتها
جميعهم كانوا من الفقراء وأبناء الشوارع
لايدرون أنهم بسلوكهم هذا ليس فقط سارقين،ولكنهم خونة
ما أشبه هذا الزمن بزمن حكاية جدى
فأنت ترى ثورة قامت فى مصر وسقط مئات الشهداء وألوف الجرحى من أجل
استعادة كرامة المصريين،فى حين أنك تجد من النفوس الضعيفة من يأخذ مالا من لص لكى يحارب الثورة ويحمى اللص
لن أتكلم عن البلطجية
بل أتكلم عن موظفين خريجى جامعاتنا المنكوبة يقومون بتلك الأدوار الخسيسة والخائنة فى كل مصلحة حكومية فاسدة مليئة باللصوص والحرامية سارقى وناهبى مال الدولة
كم وكيل وزارة_كم رئيس قطاع فى مصالحنا الحكومية لصوصا مازالوا فى مراكزهم
يشعرون بتهديد الثورة لمراكزهم فيشترون الموظفين ضعيفى النفوس ويغدقون عليهم بالمال المسروق
لكى يعملون جواسيسا لهم على الموظفين الشرفاء الذين مع الثورة وضد الفساد
كما يشترون بعض الموظفين الذين هددوا هؤلاء القادة اللصوص بفضحهم
المال يحل للصوص كل مشاكلهم فى مجتمع ملىء بالخونة المستعدين أن يبيعوا أى شىء
حتى ولو كانت ثورة مصر الطاهرة فى سبيل حفنة من المال
كم رئيس منشأة مازال فى منصبه رغم أنه كان مشكوكا فى ذمته المالية
سارقى الفكهانى الذين فى حكاية جدى مازالوا موجودين فى مصر
رغم مرور مايقرب القرن على تلك الحكاية