انتخابات الرئاسة : صفقات لله

الصفقات لدينا مثل الحب لو لم نجدها لاخترعناها!
فنحن الآن مشغولون يوميا باختراع الصفقات. بمعدل بضعة صفقات كل يوم!
كل شئ يحدث لابد وان وراءه صفقة.. بل وكل ما نتوقع حدوثه لابد وان وراءه صفقة. وان لم يحدث فان وراء ذلك ايضا صفقة أخري.. وهكذا نحن نخترع يوميا صفقات وصفقات أخري مضادة. ولانبالي بمصداقية ما نخترعه من صفقات!
انظروا الي ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية.. فاجأ نائب الرئيس السابق اللواء عمر سليمان من يؤيدونه ومن يعارضونه باعلان استعداده للترشح لمنصب رئيس الجمهورية وعلي الفور انهمك كثيرون في اختراع صفقات تفسر هذه المفاجأة.. فهناك من اقتصر خياله علي الحديث عن صفقة بين عمر سليمان والمجلس الاعلي للقوات المسلحة.. بينما كان هناك من هو صاحب خيال اوسع فرأي في ترشح عمر سليمان صفقة بين المجلس العسكري والأمريكان والسعوديين.. أما من تمادي في الخيال فرآها صفقة بين الإخوان والمجلس العسكري يخفونها بتبادل التراشق بالاتهامات!
ولكن كما ترشح عمر سليمان فجأة استبعدته أيضا فجأة لجنة الانتخابات الرئاسية من قائمة المرشحين لعدم استيفاء العدد المطلوب من التوكيلات في المحافظة الخامسة عشرة. كما يقضي بذلك قانون الانتخابات الرئاسية.. وعلي الفور ابتلع هؤلاء صفقاتهم التي اخترعوها. الا إنهم اخترعوا صفقات أخري مضادة كان إبرزها استبعاد عمر سليمان من الترشح تم مقابل استبعاد خيرت الشاطر رجل الاخوان القوي وحازم صلاح أبواسماعيل.. وتناسي هؤلاء ان القانون هو الذي حرم الرجلين من الترشح لأن الأول لم يرد اعتباره في قضية ميلشيات الازهر والثاني لان والدته تحمل الجنسية الامريكية.
كما نسي هؤلاء وهم يخترعون هذه الصفقات نصيحة صاحب المثل الشعبي الذي ينصح بالذكاء في ممارسة الكذب.. لانه بمرور الوقت سوف يكتشف هؤلاء انه لايوجد احد يصدق صفقاتهم التي يخترعونها. حتي وان ادعوا انهم يعلمون ببواطن الأمور أو أنهم يجيدون التحليل السياسي.. وبالتالي سوف يفقدون قدراتهم علي ترويج للصفقات التي يخترعونها.. وقد يضطرون فيما بعد لتسول صفقات مقبوله حتي لاينحسر الاهتمام التليفزيوني بهم!

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

• حلم الجماعة القاتل
• لماذا عزف الكثير من المصريين عن المشاركة بالإنتخابات الأخيره
• نتائج الانتخابات: الناصريّة والقوميّة إلى مزبلة التاريخ
• صـوتـى لـمـيـن !!!
• هل هناك عين تفحص من يديرون انتخابات الرئاسه ؟