جيب أمر هؤلاء الذين عابوا علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة سكوته حتي وقعت أزمة تأسيسية الدستور التي صنعها الإخوان.. ثم عندما أصدر المجلس بيانا للرد علي إدعاءات لحزب الإخوان يحذر فيه من تكرار أخطاء الماضي اتهموه بأنه يدبر لانقلاب عسكري يجهض فيه عملية التحول الديمقراطي.
ان هذا يعكس عجزا عن رؤية واقع سياسي جديد ومختلف عن واقعنا السياسي في الخمسينيات من القرن الماضي.. وهذا العجز صنعته شكوك في النفس قبل أن تكون شكوكا في الغير. واحساسا بالضعف قبل أن يكون احساسا بقوة الغير.
لقد تجاوز الزمن تدبير أية انقلابات عسكرية أو سياسية.. ولا قبل لأحد بمقاومة حركة التاريخ.. ولا أحد في الداخل أو الخارج سيقبل ذلك. ولا أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة يفكرون فيه. ولعل ذلك هو ما دفع المجلس ليؤكد مرارا وتكرارا أنه سوف يسلم السلطة فور انتخاب رئيس جمهورية جديد.
وهكذا ان حدوث انقلاب عسكري هو مجرد وهم في عقول البعض فقط الذين يناصبون المجلس الأعلي للقوات المسلحة العداء لأسباب شتي منها ما هو أيدلوجي الذي يتجاهل الدور الوطني لجيوش العالم الثالث. ومنها ما هو ثأري ومنها ما هو تنفيذ لأجندات لا تريد لمصر جيشاً قوياً.
أعضاء المجلس الأعلي للقوات المسلحة يعرفون أن ثورة يناير تختلف عن ثورة يوليو.. فإذا كان لثوار يوليو حق في تولي مسئولية السلطة في الخمسينيات لأنهم الذين قاموا بالثورة وقادوها. فإن من حق الشعب الذي قام بثورة يناير أن يتولي السلطة من خلال الوسائل الديمقراطية المتعارف عليها لذلك لا يمكن أن يصادر هنا المجلس علي هذه الإرادة الشعبية التي تعهد منذ اللحظة لتوليه إدارة شئون البلاد بأنه سوف يسلم السلطة لمن يختاره الشعب من خلال انتخابات حرة نظيفة. لذلك حرص المجلس علي ضمان نظافة الانتخابات البرلمانية وهو ما تعهد به أيضا في الانتخابات الرئاسية.
وحتي إذا كان المجلس حريصاً علي احتفاظ المؤسسة العسكرية بمكانة موضع احترام في المجتمع. فإن ذلك لن يجعله يتراجع عن تنفيذ تعهده بتسليم البلاد إلي السلطة التي يختارها الشعب.. وكان ذلك واضحا في حرصه علي جمع ممثلي الكتل البرلمانية للأحزاب للتوصل إلي حل لأزمة تأسيسية الدستور الناجمة عن تكويش الإخوان. فهو لا يستثمر بذلك الأزمات. كما يدعي البعض لكي يبرر تدبير الانقلاب الوهمي.
لذلك أرجو ألا ترتكب مزيدا من الأخطاء الكارثية وأن يمد جميع الفرقاء أيديهم إلي المجلس العسكري للتعاون في تحقيق ما تبقي من استحقاقات المرحلة الانتقالية من انتخابات نظيفة وإعداد دستور نرضي عنه جميعا.
عبدالقادر شهيب
احداث مصر
وهم الانقلاب العسكري
اضيف بتاريخ: Thursday, March 29th, 2012 في 00:19
المجلس العسكري والجيش ماهو الا حامي حمي ارضنا الحبيبه وحمينا نحن من بطش كلاب اسرائيل فرحمه بخير جند الارض (صدقت يا رسول الله )صلي الله عليك وسلم