هناك فزورة يطلقها البعض لتحديد شخص معين بذكر أوصافه دون التصريح باسمه.. وهذه الفزورة تقول: حيوان صغير بأربعة أرجل ويموء بصوته “نو”!! فيفهم الناس أن هذا الحيوان هو القط.
وكنا نتمني من الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أن يحدد لنا شخصية المرشح المحتمل الذي أمدته أو تمده الولايات المتحدة الأمريكية بمليارات الجنيهات لتزوير الانتخابات وإنجاحه!!
لقد وصف الدكتور أبوالفتوح هذا المرشح بأنه “أحد شياطين النظام السابق” أي أنه عمل ضمن نظام الرئيس السابق حسني مبارك وكان له دور في تسيير أو تنفيذ سياسات هذا النظام.
طبعاً الدكتور أبوالفتوح لم يذكر اسم هذا المرشح وتركه مجهلاً حتي لا تنتقل المعركة إلي المحاكم.. لكن هناك بعض التساؤلات تفرض نفسها في هذا الصدد:
أولاً: هل المرشح الذي يقصده الدكتور أبوالفتوح له خلفية عسكرية؟ أم هو مدني؟! لأن من المرشحين المحتملين الذين عملوا مع نظام مبارك من هو مدني ومن هو عسكري.
ثانياً: هل يملك الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح أدلة قاطعة علي أن أمريكا أمدت هذا المرشح بمليارات الجنيهات غير ما ذكره من رشوة المواطنين لجمع التوكيلات له “أي لهذا المرشح”
إن رشوة المواطنين قد تكون بأموال محلية وليست بالضرورة من إمدادات أمريكية.. فرجال النظام السابق مازالوا يحتفظون بثرواتهم حتي الآن وقد تم اتهامهم بتمويل البلطجية للقيام بعمليات تخريب لإفشال الثورة.
أم أن الدكتور أبوالفتوح لا يملك أدلة قاطعة ويقيس علي ما حدث من الولايات المتحدة بإمداد جمعيات حقوق الإنسان بأموال طائلة وبطرق غير مشروعة لتباشر نشاطاً سياسياً في مصر بالمخالفة لدورها الاجتماعي؟!
لقد اتهم الدكتور أبوالفتوح المجلس العسكري بطريق غير مباشر عندما قال: لا يجوز للمجلس العسكري والحكومة أن يكونا طرفاً في العملية الانتخابية الرئاسية من خلال دعم مرشح معين وعليهما أن يمنعا المال السياسي المتدفق من أمريكا.
وأقول للدكتور أبوالفتوح: إذا كان المجلس العسكري والحكومة يعلمان بتدفق الأموال الأمريكية علي المرشح الذي يقصده ولم يتحركا للحيلولة دون ذلك.. فإنهما لن يتحركا لمجرد توجيه نداء انتخابي لهما.. ولكنهما قد يتحركان إذا تقدمت إليهما بمذكرة تدعم فيها هذه الاتهامات ونضعهما أمام الأمر الواقع.
بقي أن أقول: إن الدكتور أبوالفتوح توعد كل من “يتفرعن” علي الشعب بكسر رقبته وقالها صريحة: سوف أكسر رقبته.
وأود أن أقول للدكتور: إن الذي “يتفرعن” علي الشعب منذ عهد الفرعون الأول هو الحاكم وليس أحداً من الشعب.. وأولي بنا ان نقول جميعاً أن أي حاكم يتفرعن علي الشعب بعد الآن سوف نتعاون علي كسر رقبته.
لقد أذلنا الحكام قرونا طويلة.. وكان لسان حال كل منهم يقول كما قال فرعون لموسي: “أنا ربكم الأعلي”.. والحقيقة أننا بانكسارنا وانسحاقنا أمام هؤلاء الحكام ونفاقنا وريائنا لهم تسببنا في فرعنتهم.. وإذا عاد حكامنا لهذه الفرعنة فلا نلومن إلا أنفسنا.
محمد فودة
احداث مصر
الانتخابات الرئاسية.. وكسر رقبة الفرعون
اضيف بتاريخ: Sunday, March 25th, 2012 في 20:07