توشك ثورة 25 يناير ان تنهي مرحلتها الاولي . اذا نجحنا في انجاز الدستور الجديد واجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المقرر بحرية ونزاهة ودون تأثير خارجي . تكون الثورة قد تخلصت من نظام قديم وبنت نظاما جديدا مختلفا. قد يقول البعض ان المرحلة الاولي من الثورة – اي ثورة – وهي مرحلة الهدم عادة ما تكون سهلة وربما يكون هذا القول صحيحا من الناحية النظرية لكن المرحلة الاولي من الثورة المصرية لم تكن هكذا سهلة يسيرة فقد تم خلع الرئيس السابق بالدم والدموع وخلال المرحلة الانتقالية الحالية تعرضت الثورة لمحاولات الضرب والاجهاض والاختطاف وواجه المصريون ثورة مضادة عاتية واهتزت مصر تحت وطأة تدخلات خارجية واحداث وازمات عنيفة ومازال المتربصون يقفون للثورة بالمرصاد مما يتطلب وعيا ويقظة حتي تنجز الثورة كل اهدافها . ولعل ما تكشف في قضية التمويل الامريكي لمنظمات المجتمع المدني يوضح حجم التدخل الخارجي لاعاقة عملية التحول الديمقراطي فامريكا ساندت المخلوع في باديء الامر وعندما تيقنت من استحالة استمراره رفضته حتي لا تخسر ما يتبقي لها من مصداقية .
رغم صعوبة المرحلة الاولي واستمرار مخاطرها فان القادم اصعب لان القادم هو مرحلة البناء لمصر التي نتمناها وهذا يتطلب اولا عقولا وطنية نيرة قادرة علي ترتيب البيت من الداخل وعلي نقل مصر من دولة متخلفة اقتصاديا وعلميا الي دولة متمكنة واثقة من نفسها وقدراتها وشعبها
ويبدو لي ان المرحلتين الاولي والثانية من الثورة ستتداخلان عند نقطة اختيار الرئيس فاذا احسنا الاختيار انطلقت المرحلة الثانية والا فسنعود مرة اخري الي دائرة افقار مصر ونهب ثرواتها واهانة واذلال شعبها مثلما حدث في ظل النظام المخلوع .
وليس من الضروري ان يكون الرئيس القادم عبقريا – وان كنا نتمني ذلك – وانما لابد ان يكون ذا كفاءات متعددة فمصر بحاجة الي رئيس قادر علي حسن اختيار معاونيه وحسن اختيار قيادات الدولة اي ان يضع في كل منصب الاكثرة خبرة والاكثر وطنية والاكثر كفاءة ونزاهة .
ومن السمات الاخري المطلوبة في رئيس مصر القادم ان يكون ديمقراطيا مؤمنا بالثوروقريبا من شبابها وافكارهم وقادرا علي تنفيذها ويجب الا يكون كبير السن وان يكون صادقا وعادلا وقادرا علي الانجاز والابداع والتطوير واقامة العدل والحرية .
ان مصر بحاجة لان يؤمن رئيسها القادم بان الثورة قامت احتجاجا علي اوضاع اجتماعية واقتصادية وسياسية سيئة ومرفوضة وهذه الاوضاع تتطلب تغييرا لكن التغيير يجب ان يكون هادئا علي طريقة النظرية الاعلامية الابرة تحت الجلد اي احداث تغيير في مصر دون ان يشعر الخارج المتربص بنا دوما .
تنتظر مصر رئيسها القادم لينهض بالزراعة والصناعة ويوطن التكنولوجيا ويعزز الاقتصاد ويخلصنا من المديونية ويطلق ثورة ادارية ويطهر البلاد من الفساد والمفسدين
ان رئيس مصر القادم سيكون مختلفا عن كل رؤساء مصر السابقين الذين شعروا جميعا ان الشعب المصري مدين لهم فعبد الناصر فجر ثورة 1952 والسادات خاض حرب اكتوبر ومبارك نعتوه بانه بطل الضربة الجوية اما الرئيس القادم فسيكون مدينا للشعب المصري وحده وليس دائنا له .
مرعي يونس
احداث مصر
الاحداث القادمة في مصر اصعب
اضيف بتاريخ: Sunday, March 25th, 2012 في 01:25