لم يكن يتصور أحد من المصريين أن يصل بنا الحال الي ما نحن عليه الآن من إحباط كاد يصل الي اليأس.. منذ نجاح ثورة 25 يناير الكل بعد نجاح الثورة وأنا منهم أمسك حلمه بين يديه تحسسه وتأكد يقينا أن الحلم أصبح واقعاً نحياه ونعيشه وتنسمنا عبير الحرية بين غازات الدموع.. الحلم لم يكن فقط اسقاط رءوس نظام فاسد خلف دولة بحجم مصر سنوات عديدة الي الوراء انما الحلم كان بناء مصر دولة عصرية تتبوأ مكانتها التي رسمها لها التاريخ مصر قوية عزيزة بأبنائها الذين يعيشون كراماً مرفوعي الرأس بين شعوب الأرض.
ومن بين ما حلمنا به ونحن نخطو أولي خطواتنا في طريق الحرية والديمقراطية برلمان قوي شامخ قدر قوة هذا الشعب وخرج مجلس الشعب ومن وراءه مجلس الشوري من رحم أول انتخابات حقيقية تشهدها أرض الكنانة ومكث المصريون ينتظرون بضاعة البرلمان التي تثلج صدورهم وتعيد الحقوق المسلوبة وترد المظالم للمقهورين.
طال الانتظار ودب الاحباط في نفوس كل المصريين فالبرلمان الذي يصر علي اذاعة وقائع جلساته علي الهواء مباشرة في سابقة لم يشهدها أي برلمان علي وجه الأرض وتسابق الأعضاء كل الأعضاء في الاستعراض والشو كما يحب أن يسميه رئيس البرلمان الذي فشل في وقف عروض النواب .. هذا البرلمان يصدر كل يوم ضجيجاً صاخبا حتي أننا توقعنا طحينا لم تشهده الحياة السياسية المصرية في تاريخها كله فلجان المجلس تنعقد ليل نهار والمكلمة لا تنتهي وطلبات الاحاطة لا حصر لها ورغم ذلك مازال العمال مقهورين والفلاحون يتجرعون المرار وضن قوت اليوم عن أغلب المصريين وكل ما أنتجه البرلمان الموقر من بضاعة قانون يتيم بزيادة المبالغ المدفوعة لأسرة كل شهيد من شهداء الثورة من 30 ألفا الي 100 ألف جنيه.. يا فرحتي يا نواب الأمة وباقي قضايا الوطن مازالت قيد البحث والفحص والتدقيق.
يا نواب الأمة الذين تصرخون الآن مطالبين برحيل حكومة الجنزوري لأدائها الضعيف بماذا تسمون أداءكم الذي أحبط الشعب المصري كله؟
والله لن يرحمكم التاريخ لو أهدرتم هذه الفرصة التاريخية التي منحها لكم الشعب المصري ولن تشموا ريح مجلس الشعب بعد ذلك لو استمر هذا الأداء بل انتظروا ثورة تطيح بكم وتقذفكم في سبنسة التاريخ المصري؟!.. أفيقوا أيها السادة ولا تجعلوا ضوء كاميرات الفضائيات وعدسات الكاميرات تسرقكم وتسرق منكم حلم الشعب المصري.
محمد عبد الجليل
احداث مصر
أين الطحين يا برلمان ؟
اضيف بتاريخ: Thursday, March 22nd, 2012 في 12:57