ما أبْشَعَ الأسْرَ السَيْكولوجِى العام لِلوِجْدانِ العام وَلِلضَميرالعام لِلمُجْتَمَعِ كَكُلِّ ٍ بقيُودِ شِعاراتٍ عَقائِدِيَّةٍ أحْكَمَتْ أغْلالَها وَسَمَحَتْ لِنفسِها بتَقديرِ مُقَدَّراتِ قُدْسِيَةِ الأقدارِ غافِلَة ًعَنْ عَيْنِ اليَقينِ وَضُحَى الحَقيقَةِ الساطِعَةِ بآفاقِ المَلَكُوتِ وَالكَوْنَيْنِ وَالسَمَاواتِ السَبْعِ العُلا وَالأراضِينِ السَبْعِ إلَى ما وَراءَ مَدَى المَدَى وَما وَراءَ المُنتَهَى _ مُوَحِّدَة ً باسْم اللهِ _ مُجاهِدَة ً فى اللهِ _ وَشاهِدَة ً أنَّ الأقدارَ كُلَّها بيَدِ اللهِ جَلَّ جَلالُهُ مُنذ ُالمُبْتَدَى وَحَتَّى المُلتَقَى الأعْظَم الآتى بأوْزانِ ميزانِ خَلاصِ المَظالِمِ وَإنصافِ الضَحايا بقَصاصِ بَطْشِ الدَيَّان المُنتَقِم الجَبَّار قَريبا ً قَريبا ً بساعَةِ حِساب ٍ لا مَفَرّ منها بساحَةِ صَحائِفِ يَوْمِ القِيامَةِ . ! ! .
وَلَنْ يَكونَ إلا _ ما أرادَ اللهُ سُبْحانَهُ وَتَعالَى ، وَما خَطَّ بكُنْ فى اللَّوْحِ المَحْفوظِ قَبْلَ الخَلقِ أجْمَعين .
لِذا لَنْ يَكونَ القَرارُ وَالاختيارُ لِلإخْوانِ المُسلِمينَ ، أو السَلَفِيِّينَ المُتَعَصِّبينَ ، أو البَهائِيِّينَ المُتَطَرِّفينَ ، أو المُتَفَلسِفينَ الحُقوقِيِّينَ ، أو المُتَطَفِّلينَ المُتَكَتِّلينَ ، أو المَأجُورينَ المُتَأمْركِينَ ، أو الخائِنينَ السالومِيِّينَ . . فالكَلِمَة ُالأولَى لِكُلِّ الشَعْبِ كُلِّهِ ، وَالكَلِمَة ُالأخيرَةُ لِكُلِّ الشَعْبِ كُلِّهِ ، وَالقَرارُ الفَصْلُ لِمُجْمَلِ الشَعْبِ ، وَالاختيارُ لِمُجْمَلِ الشَعْبِ ، وَالسيادَةُ لِكُلِّ الشَعْبِ المصْرىِّ الثائِر المُطلَقِ الحُرِّيَّةِ وَالإرادَةِ فى اتِّخاذِ القَرار وَالاختيار الحُرِّ لِرَئيس الجُمْهُوريَّةِ وَلِلمَنهَجِ السِياسِى المُسْتَقبَلِى العادِلِ وَلِرُوحِ الدسْتور وَمَوادِهِ الحاكِمَةِ لِلدَوْلَةِ وَلِلأُمَّةِ وَلِلشَعْبِ كُلِّهِ _ بكُلِّ صَمْتِهِ وَسُكاتِهِ وَرِئاتِهِ وَفِئاتِهِ وَصفوفِهِ وَطَوائِفِهِ وَمَواقِفِهِ وَمَخاوِفِهِ الدائِمَةِ النَحْر برَحَى اغْتِرابِهِ المُتَواصِلِ عَبْرَ تاريخِهِ الطَويلِ بوَطَنِهِ الذى سَلَبُوهُ مِنهُ إنكارا ً تِلوَ إنكار ٍ وَبَتْرا ً تِلوَ بَتْر ٍ وَاغْتِصابا ً تِلوَ اغْتِصاب ٍ حَتَّى باتَتْ جَماهيرُالشَعْبِ المَخْدُوعَةِ مُومْياءات ٍ عَلَى الهامِشِ الفاصِلِ بَيْنَ الأحْياءِ وَالأمْواتِ بلا حِراك ٍ يُذكَرُ بالغابَةِ المَصْعُورَةِ الألبابِ وَالأنيابِ . .
ألَيْسَ مِنْ حَقِّ الشَعْبِ أنْ يَكُونَ ضَميرا ًعاما ً مُتَيَقِّظا ًدائِما ً أمينا ًعِندَ اخْتِيارالرَئيس وَاخْتِيارالدستور ،
لأنَّ مِدادَ صِياغَةِ الدسْتور مِنْ دِماءُ الشِرْيانِ التاجى لِمصْرَ كُلِّها وَمِنْ وِجْدانِ الشَعْبِ المصْرىِّ كُلِّهِ .؟.
( . ( السيادَةُ الآنَ لِكُلِّ جُمُوعِ الشَعْبِ المِصْرىِّ المُطلَقِ الحُرِّيَّةِ فى اتِّخاذِ القَرار وَالاختيار ) . ) :
تَضَخَّمَتْ قائِمَة ُأسْماءِ المُرَشَّحينَ المُحْتَمَلينَ لِرِئاسَةِ الجُمْهُورِيَّةِ تَضَخُّما ً إبْليسِيَّا ً بَهْلَوانِيَّا ًً سَرَطانِيَّا ً كَأنَّهُ الهَشيمُ المُتَفَجِّرُ فى أعْماقِ مَمْلَكَةِ القَشِّ المُوصَدَةِ الصُلبانِ وَالجُدْرانِ وَالقُضْبانِ وَالأسْوارِ . ! ! .
هُناكَ أصابِعٌ خَفِيَّة ٌ تَغْزِلُ خُيُوطا ً عَنكَبُوتِيَّة ً سِحْرِيَّة ً غَيْرَ مَرْئِيَّة ٍ بالعَيْنِ المُجَرَّدَةِ لِلإنسانِ الخَيِّرِ الدائِمِ الإحْسانِ بالفِطْرَةِ التى فَطَرَ اللهُ البَرايا الأبْرِياءَ الأنقِياءَ رَبَّانِيَّا ًعَلَيْها بدونِ شِعاراتِ إخْوان ٍ أوْ سَلَفِيِّينَ ، وَبدونِ ضَلالاتِ بَهائِيِّينَ وَوَهَّابيِّينَ وَفَلسَفاتِ عَفاريتٍ حُقوقِيِّينَ وَتَجْريفاتِ تَوابيتِ سِحْرِالدَجَّالينَ . ! ! .
حانَ وَقتُ الإفاقَةِ مِنَ الغَيْبُوبَةِ الاجْتِماعِيَّةِ الجَماعِيَّةِ بقاعِ المُجْتَمَعِ المُسْتَسْلِم اسْتِسْلاما ً لِلصَمْتِ الجَليدِىِّ المُنهَكِ آلاما ً وَأوْجاعا ً وَجراحاتٍ نازفاتٍ وَبُؤسا ً وَيَأسا ً مِن اسْتِمْراريَّةِ زَحْفِ مَحارِقِ حُواةِ الخِدَعِ وَالبِدَعِ الراقِصينَ بأسِنَّةِ خِداعِ نفاقِهِمْ عَلَى أشْلاءِ مَآسينا _ رَقصَةَ سِفاحِ سالومى الهَشيمِ ثَمالَة ً وَتَرَنُّحا ً . ! ! . وَالشَهْوَةُ المَخْمُورَةُ البُهْتانِ وَالطُغْيانِ بالكَأسِ المُهانِ بخَمْرَةِ الهَذَيانِ هَيْمَنَة ٌ مُزَيَّفَة ٌ مُحَرَّفَة ٌ مُجَرِّفَة ٌ لألبابٍ كَلِبلابِ احْتِواءِ مَناهِج ٍسُفلِيَّةٍ مِنْ لَعْنَةِ اسْتيطانِ إبْليس ٍ بسِحْرِ هَوَى الأفاعِى قُبْلَة ٌمَسْمُومَة ٌعَشِقَتْ بأنيابِ المَنِيَّةِ باسِقاتِ المُشْتَهَى عِندَ اقتِرابِ المُنتَهَى جَذبا ً لِفُوَّهَةِ الثَرَى .
مليُونُ كَأس ٍلِلمَنِيَّةِ حَوْلَ أسْرَى البَغْىِ فى مُدُنِ المَآسِى تَحْمِلُ الآنَ السُمُومَ إلَى قَرابينِ القُرَى .
دارَتْ بدَائِرَةِ البَريقِ اخْتِيالا ً كُؤُوسُ النَحْرِ هَيْمَنَةَ اشْتِهاءِ السُوسِ بالأغْوارِ عِندَ خِداعِها لِلنورِ عِصْيانا ً وَطُغْيانا ًبألغام ٍ لِدَجَّال ٍتَأبَّطَ فِتنَة ًحُبْلَى بكُلِّ طَوائِفِ الفِتَنِ الأجيرَةِ سَكْرَة ً كُبْرَى لأسْرَى المُنحَنَى .
وَما زالَت الأصابِعُ الخَفِيَّة ُتَغْزِلُ حِراكَ خُيُوطِها الشِراكِيَّةِ بلزوجَةٍ عَنكَبُوتِيَّةٍ سِحْرِيَّةِ الإثارَةِ _ لإغْراءِ وَإغْواءِ أهْواءِ البُلَهاءِ هَرْوَلَة ً لِلتَرْشيحِ لانتِخاباتِ الرِئاسَةِ المُنتَهَكَةِ القُدْسِيَةِ وَالشَرْعِيَّةِ بهَوَس ٍ جَماعِىِّ ٍ مَحْمُوم ٍ لاهِثِ الأوْهامِ حَوْلَ مُنحَنَى هاوِيَةِ اجْتِذابِ الهَلاكِ غَراما ً كَهَوَسِ أسْرابِ الجَرادِ عِندَ زَحْفِها الفُجائِىِّ الغامِضِ المُفتَرِسِ المَلعُونِ _ لالتِهامِ السُنبُلاتِ الخُضْرِ ، وَإهْلاكِ المَزارِعِ وَالحُقولِ ، وَإنهاكِ الصَوامِعِ وَالعُقولِ . ! ! .
( . ( حانَ وَقتُ الإفاقَةِ مِنَ الغَيْبُوبَةِ الاجْتِماعِيَّةِ الجَماعِيَّةِ _ بقاعِ المُجْتَمَعِ المُكَبَّلِ الأسير ) . ) :
هَلْ تسْتَسْلِمُ الألبابُ ثانِيَة ًبَعْدَ أنْ نالَتْ حُرِّيَّتَها لِمُخَدِّرِالعُقولِ وَحِصارِاللا مَعْقولِ وَمُعْتَقَلِ اللا وَعْىِ ؟
_ لَنْ تسْتَسْلِمَ الألبابُ ثانيَة ً إلا للهِ مالِكِ المَلَكوتِ الحَقِّ الباقِى المُعِزِّ المُذِلِّ المُتعالِ الفَعَّالِ لِما يُريدُ .
فاللهُ وَحْدُهُ سُبْحانَهُ وَتَعالَى مُقَدِّرُ الأقدارِ مُتَّخِذ ُالقَرارِ مُسَيِّرُ البَصائِرِ وَالضَمائِرِ لاسْتِخارَةِ الاخْتِيار
وَلَكِنَّنا نَتَمَنَّى ، وَمِنْ حَقِّنا التَمَنِّى ، وَمِنْ حَقِّنا أيْضا ً أنْ نَخْتارَ مَنْ نالَ احْتِرامَنا وَتَقديرَنا وَثِقتَنا أمانَة ً.
فالسيادَةُ لِكُلِّ فِئاتِ وَطَوائِفِ الشَعْبِ المصْرىِّ الأصيلِ المُطلَقِ الحُرِّيَّةِ فى اتِّخاذِ القَرار وَالاختيار . .
فَعَلَى مَخاوِفِ طَوائِفِ الشَعْبِ الإسْراعُ بالإفاقَةِ لِحَمْلِ الأمانَةِ المُقَدَّسَةِ مَعا ً فى حُرِّيَّةٍ حَقيقِيَّةٍ لِتَحْديدِ مَصيرهِمْ وَمَصير أُمَّتِهِمْ تَحْديدا ً حُرَّا ً بإرادَة ٍحُرَّة ٍ بلا تَبَعِيَّةٍ لِيَسار ٍ أوْ يَمين ٍ أوْ غَرْب ٍ أوْ شَرْق ٍ . . فالتَبَعِيَّة ُللهِ وَلِلوَطَنِ وَلِلوِجْدانِ وَلِلضَمير الثائِرِ الحُرِّ الباحِثِ عَنِ الإنصافِ بغابَةِ غَيْبوبَةِ سَكْرَةِ مَآسينا وَانهِزامِيَّةِ حَيْرَةِ حُسَّادِ جراحاتِ أمانينا ، وَنَرْجِسِيَّةِ مَرْضَى أحْقادِ مَلاهينا ، وَفَوْضَى تَفَرُّقِنا وَتَمَزُّقِنا .
حانَ وَقتُ تَضْميدِ جِراحاتِ المِحَنِ النازِفاتِ فينا انكِسارا ً فاحْتِضارا ً وَبُؤْسا ً وَيَأسا ً حَسْرَة ً وَمَرارَة ً .
حانَ وَقتُ تَحَمُّلِ رسالَةِ أمانَةِ المَصيرِ وَأمانَةِ الفَصْلِ فى مَظالِمِ الدِيارِ وَأمانَةِ صِدْقِ القَرارِ وَالاختيار .
فلا تَنازَعُوا تَناحُرا ً بوَساوِسِ إغْواءِ الأهْواءِ المُضَلِّلَةِ لِمُحاوَلاتِ اخْتِيارِكُمُ الأصْلَح لِلحُكْمِ وَالرِئاسَةِ .
فعَلى كلِّ مُواطِن ٍ مصْرىِّ ٍ شريف ٍ تَقِىِّ ٍ نَقِىِّ ٍ غيور ٍعَلى دينِهِ وَوَطَنِهِ أنْ يَكُونَ لِسانَ رَهْبَةٍ خاشِع ٍ ، عِندَ التَحَدُّثِ عَمَّا يَخُصُّ مَصيرَ أُمَّةٍ وَدَوْلَةٍ ، لِيَحْمِلَ أمانَةَ الصِدْقِ فى كلِمَةِ الحَقِّ مَعَ نفسِهِ وَبَصيرَتِهِ وَضَميرهِ ، حَتَّى يُحْسِنَ اتِّخاذَ القَرار الصائب عِندَ اختِيارهِ الأصْلَح لِرِئاسَةِ مصْرَ بالمَرْحَلَةِ المَصيريَّةِ المُلَغَّمَةِ البالِغَةِ الخُطُورَةِ التى تَمُرُّ بها مِصْرُ وَالأُمَّة ُالعَرَبيَّة ُالآنَ فَوْقَ سَراديبِ ألغام ٍ سُفلِيَّةِ الأطماعِ .
وَلَنْ يَكونَ إلا _ ما أرادَ اللهُ سُبْحانَهُ وَتَعالَى ، وَما خَطَّ بكُنْ فى اللَّوْحِ المَحْفوظِ قَبْلَ الخَلقِ أجْمَعين .
_ الأديب / محمد إبراهيم البنا _ رَئيسُ جَماعَةِ الإبْداع الأدَبى