من يسمع خطاب أوباما الأخير يعتقد أن الأمن القومي الأمريكي جزء من أمن إسرائيل “وليس العكس”. وأن إسرائيل فوق رأس جميع دول المنطقة. رغم كل نسمات “الربيع العربي”.
الغريب أننا في مصر نعلم ذلك جيدا. ولكننا نقف مكتوفي الأيدي بعدما أصبح أقصي طموحنا تحقيق الأمن الداخلي وعودة عجلة الاقتصاد للدوران. وكأننا لا نري التهديدات أو المتغيرات السريعة التي تجري حولنا لتحاصرنا وتستهدفنا ومنها ما يدور حاليا علي حدودنا الشمالية الشرقية من عمليات متسارعة لإحتلال المسجد الأقصي وتهويد القدس. والحديث المستمر عن ضم فلسطيني غزة إلي الادارة المصرية. أو ترحيلهم إلي سيناء للتخلص من مشكلتهم نهائيا. أضف إلي ذلك التدمير المتكرر لخط أنابيب الغاز المصري والذي لم يتم الكشف عمن يقف وراءه حتي الآن.
وعلي حدودنا مع السودان. يجري اعادة تشكيل وتغيير في موازين القوي بعمق مصر الجنوبي. وظهر ذلك في مذكرة الرئيس الأمريكي لوزيرة خارجيته والتي تسمح برفع القيود والعقوبات عن دولة جنوب السودان دون الشمال وموافقته علي بيع الأسلحة المتطورة لتلك الدولة الوليدة. لتكون مقرا جديدا للتواجد “الاسرائيلي” في المنطقة. وما يستتبعه ذلك من تهديد حقيقي لمنابع النيل. خاصة في ظل التعاون الوثيق بين دول الحوض. وما أعلن عنه هذا الأسبوع من بناء ميناء “لامور” الكيني الذي يضم خطا للسكك الحديدية وطريق سريع وخط أنابيب نفط يربط بين كينيا وأثيوبيا وجنوب السودان.
وبالنسبة لحدودنا الغربية مع ليبيا هناك سيناريو آخر. جزء منه بدأ تنفيذه منذ شهور تمثل في تهريب كميات كبيرة من السلاح داخل المحافظات المصرية. تمهيدا لتشكيل ميليشيات مسلحة ومدربة تستهدف إحداث الفوضي داخل مصر. أما الجزء الآخر فيتمثل في تقسيم ليبيا نفسها. إلي دولتين في الشرق والغرب. فيما ذكرت مواقع اعلامية للثوار ان السيناتور الأمريكي جون ماكين خلال زيارته لليبيا مؤخرا. وعد أنصار القذافي بدولة مستقلة في الجنوب تضم إلي جانبهم كل القبائل الأفريقية علي الجانب الأخر. لا يجب علي أي مراقب للحالة المصرية ان يغفل ما يحدث في سوريا وتأثيره علي مصر. خاصة في ظل الحديث الدائر الآن عن اطالة أمد القتال. ودفع القوي الدولية للتدخل العسكري الذي تطالب به أطراف في المعارضة السورية. وهو ما يعني خروج الجيش السوري ومن قبله العراقي. من منظومة الأمن القومي العربي. علي الأقل خلال السنوات القليلة القادمة.
اذن يجب ان نعترف أننا أمام حالة نادرة في تاريخ مصر الحديث والمعاصر. تتطلب منا ليس فقط التطلع لتحقيق الأمن الداخلي أو دوران عجلة الاقتصاد. ولكن الخروج من هذه “الغيبوبة” المفتعلة. وفعل ما هو أكبر من ذلك بكثير. بدلا من الجدل السياسي العقيم أو الوقوع في “شراك” الآخرين.
علي الصفتي
احداث مصر
اسرائيل اوباما وغيبوبة المصريين
اضيف بتاريخ: Friday, March 9th, 2012 في 00:56