“أنا لا أكذب ولكني أتجمل” تذكرت اسم هذا الفيلم التليفزيوني للراحل المبدع الفنان أحمد زكي فور كشف الستار عن حقيقة ما حدث لنائب حزب النور أنور البلكيمي وقيامه بإجراء جراحة تجميل للأنف ولم يتعرض لأي اعتداء مسلح أو عملية سطو علي تحويشة العمر ومبلغ السلفة التي حصل عليها من صندوق الأعضاء وهي 30 ألف جنيه لشراء سيارة جديدة وأيضاً دفع تكاليف عملية التجميل.
وقصة نائب النور البلكيمي ذكرتني أيضاً بقصص مماثلة جرت تحت القبة في عهد النظام السابق ومن أشهرها قصة النائب الذي طلب الحصول علي دعم مالي لتركيب جهاز تناسلي بناء علي نصائح طبية وقال وقتها أيضاً مقولة “أنا لا أكذب ولكني أتجمل” ورفض مجلس الشعب وقتها صرف أي مبالغ لإجراء عملية التجميل.
فالنائب البلكيمي أخطأ في حق نفسه خطأ جسيماً خاصة أنه ينتمي لأحد أحزاب تيار الإسلام السياسي كما أخطأ في حق أبناء دائرته بصفة خاصة وأبناء الشعب المصري كله وحنث بالقسم الدستوري الذي أداه في أول جلسة بأن يخدم الدستور ويرعي مصالح الشعب.
فواقعة النائب البلكيمي لا يجب أن تمر مرور الكرام علي مجلس الشعب حتي لو كان النائب صادقاً في مقولة أنا لا أكذب ولكني أتجمل لأنه زعم واقعة لم تحدث ووضع أجهزة الأمن في حرج شديد وأثار حالة من الفزع في نفوس المصريين الذين يسافرون علي الطريق الصحراوي وارتكب جنحة البلاغ الكاذب.
فثبوت هذه الوقائع كلها في حق النائب البلكيمي تجعله يقع تحت طائلة الجريمة البرلمانية المرتبطة والمكتملة الأركان ألا وهي جريمة فقدان الثقة والاعتبار والتي سبق أن طبقها مجلس الشعب من قبل وفي عهد النظام السابق علي نواب الكيف بسبب عدم وجود أدلة واسعة ضدهم ولكن وجود قرائن وشبهات احاطت بهم.
فحزب النور الذي ينتمي إليه هذا النائب وأنا أثق في حسن تصرف قياداته تحت القبة وخارجها الذين تعاطفوا مع البلكيمي في البداية أن يسحبوا هذا التعاطف وأن يتخذوا قراراً حزبياً رادعاً قبل قرار مجلس الشعب بفصل النائب من عضوية الحزب.
فإذا كانت قاعدة المتهم برئ حتي تثبت إدانته تطبق علي جميع المواطنين فإن نواب الشعب تطبق عليهم قاعدة المتهم مدان حتي تثبت براءته فالبلكيمي وضع نفسه في خانة الاتهام حتي يقدم دليلاً علي براءته خاصة أن واقعة التجميل والكذب تدينه لأن الشعب اختاره بهيئته الحالية وصفته الحزبية وأي تغيير في هيئة النائب أو الصفة تستوجب اسقاط عضويته حتي لو كان يتجمل ولا يكذب.
محمود نفادي
احداث مصر
انور البلكيمي حلو وكذاب
اضيف بتاريخ: Thursday, March 8th, 2012 في 04:38