فجأة وبدون مقدمات.. يخرج علينا “الإخوان المسلمين”.. بمحاولة جادة لتشكيل حكومة جديدة “إخوانية”.. وترديد اسم د. خيرت الشاطر ليتولي رئاسة هذه الحكومة وعلي نفس الطريقة.. يعلن د. أحمد فهمي رئيس مجلس الشوري.. عن تغيير رؤساء تحرير وعدد من رؤساء مجالس إدارة الصحف القومية سواء من تنتهي فترته في 17 مارس الحالي أول لم تنته.. وهو ما يعكس حقيقة مهمة وخطيرة.. رغبة الإخوان في اختيارهم من الإخوان.
من هنا.. اتساءل ماذا يريد الإخوان.. ولمصلحة من يعملون؟ وهل من مصلحة الوطن.. ان يكوش الإخوان علي السلطة التنفيذية “الحكومة” جنباً إلي جنب مع السلطة التشريعية “البرلمان بجناحيه الشعب والشوري”.. وأيضا رؤساء التحرير الذين يشكلون الرأي العام.. لماذا يتسرع الإخوان.. ويرغبون في السيطرة بهذه السرعة.. واقصاء باقي القوي السياسية.. لماذا هذا الاصرار غير العادي وغير المسبوق للسيطرة وبسط النفوذ.. والانفراد بالسلطة.
بداية لابد ان نعترف بجهد وأداء حكومة د. كمال الجنزوري رئيس الحكومة الحالية.. الرجل يبذل جهدا ملموساً في مختلف الاتجاهات.. جهدا غير عادي.. لقد لا يستطيع بذله من هم اقل منه سنا.. ممزوجا بالخبرة والحنكة وأيضا الممارسة.. من هنا يقفز السؤال الذي يدق الرءوس بعنف.. هل المرحلة الحالية تتطلب حكومة جديدة.. تحت أي مسمي.. ونحن علي اعتاب انتخابات رئيس الجمهورية؟! وقبلها انتخاب المائة شخص للجمعية أو الهيئة التأسيسية لوضع الدستور.. أي أن هذه الفترة تتطلب استقراراً.. ولو مؤقتاً.. حتي نصل إلي بر الأمان.. الا يكفي الإخوان هذا الخلاف والانقسام الذي نراه حاليا بين القوي السياسية.. واننا في أمس الحاجة إلي توافقها حول الدستور الجديد.. ولسنا في حاجة إلي اختلاف أو انقسام جديد حول حكومة إخوانية أو غيرها.
ولابد ان نعترف.. بأن حكومة الجنزوري بريئة تماماً من أزمة أو محنة قرار إلغاء سفر الأمريكان في قضية التمويل الاجنبي لمنظمات المجتمع المدني.. وأنه علم بالقرار مثلنا جميعاً من الصحافة والتليفزيون.. واعتقد ان الإخوان أنفسهم أول من يدركون ذلك جيداً فلا يوجد أي مبرر لتحميل الرجل ذنباً هو منه بريء.. والعجيب أنه في نفس الوقت الذي يعملون فيه علي سحب الثقة من حكومة الجنزوري بدون أي سبب مقنع.. يفكرون في السيطرة علي الصحف القومية.. باختيار رؤساء تحرير من الإخوان المسلمين.
إن قضية أزمة تمويل منظمات المجتمع المدني قائمة منذ عام 2004 حيث قررت الحكومة الأمريكية وباعتماد الكونجرس تخصيص 150 ألف دولار من حجم المعونة الأمريكية لمصر البالغة 114 مليون دولار.. لمنظمات المجتمع المدني في مصر.. وقبلت مصر.. واستمر الحال حتي العام الماضي.. عندما اكتشفت مصر فجأة أنه يوجد فوق أرضها 4 منظمات أمريكية تعمل بدون ترخيص.. تتلقي تمويلا أجنبيا.. ومصر هي نفسها التي احالتهم للتحقيق وهي التي سمحت للمتهمين بالسفر إلي أمريكا.. اما حكاية اتهام الحكومة بأنها متورطة.. فهذا كلام يخالف الحقيقة.. والأسوأ مهاجمتها بدون حق.. وسحب الثقة منها.. وهو ادعاء باطل.. لا يليق بمثل الإخوان المسلمين ان يلزقوه ظلما وبهتانا لحكومة د. كمال الجنزوري.
خطر.. اسقاط الحكومة عن طريق البرلمان.. باستخدام حقه في سحب الثقة.. والأخطر قيام حزب الحرية والعدالة بتشكيل الحكومة منفرداً.. وسوف تقفز صراعات توزيع الحقائب الوزارية.. لتتسع مساحة الاختلافات والخلافات وأيضا الصراعات.. وبذلك يخلق الإخوان مناخاً غير صحي.. يجده البعض فرصة سهلة لإفساد التجربة والنيل من الإخوان المسلمين.. المرحلة الحالية تتطلب الاستقرار.. وليس التناحر والتكويش وخلق أو صناعة أزمات جديدة لسنا في حاجة إليها.. حتي تمر المرحلة الانتقالية في توقيتها المحدد.. والأهم بدون ظلم أو دماء جديدة.
عبد الوهاب عدس
احداث مصر
لمصلحة من يعمل الاخوان المسلمين
اضيف بتاريخ: Thursday, March 8th, 2012 في 04:24
إجابة السؤال هي: يعمل الإخوان من أجل مصر ابتغاء لرضوان الله, وأستطيع أن أقول أنه لولا الإخوان وتضحياتهم ومواقفهم خلال الخمسة عقود الأخيرة لانهارت الدولة المصرية على أيادي المفسدين. كانوا دائما حجر عثرة في طريق الطغاة, وبلسما شافيا للضعفاء والمحتاجين والمرضى. اللهم احفظ الإخوان لمصر, ووفقهم لرضوانك وخير المصريين.