فى فصل أصنام الأخلاق من كتاب عبد الرحمن بدوى عن نيتشه_يقول نيتشه عن رجل الدين الآتى
هذا الراعى أو رجل الدين يجمع فى نفسه بين قسوة الدب الأبيض،وصبر النمر البارد،وخصوصا بين هذين وبين خبث الثعلب.فتراه يسير بوقار وجد مثل الدب،حذرا باردا خداعا،يحمل قوى خفية،عاملا على أن يبذر فى كل مكان،حتى بين من هم على شاكلته،كل أنواع الآلام والشقاق والتناقض.فهو بارع كل البراعة فى السيطرة على هؤلاء المرضى المتألمين،ويظهر للرعية فى مظهر الطبيب الذى سيشفيها من أمراضها،ويقدم لها البلسم لجراحها،والدواء لأدوائها.لكنه محتاج الى أن يجرح قبل أن يشفى،وأن يطعن قبل أن يحاول الابراء.فيتقدم الى الجرح بما يسكن الألم الناشىء عنه،ولكنه يحقنه بالسم فى نفس الوقت.ويستخدم كل ماأوتى من حيلة وبراعة لكى يضمن لنفسه السيطرة على الطائفة والسيادة على أفرادها؛فيناضل فى لباقة وكياسة،مع عناد وشدة متخفية،ضد الفوضى وبذور الخلل التى تهدد رعيته،فيلجأ من أجل هذا الى عدة وسائل ليس من شأنها شفاء هؤلاء المرضى،انما تسكين الألم مؤقتا.فهو طبيب خبيث لايود لمريضه البرء،وذلك كى يستمر فى عيادته.والا،فاذا شفى هؤلاء،فقد ضاعت القيم التى وضعت،وصاروا أصحاء،فيفقد هو حينئذ كل ماله من سيطرة عليهم.وأشهر هذه الوسائل التى يستخدمها : أولا خنق كل العواطف الحيوية،وتنويم كل رغبة فى الحياة،وكل مايشعر بالحياة وقوتها وفيضها فينزل بعاطفة الحياة الى أقل درجات حرارتها انخفاضا.وثانيا شغل هؤلاء المرضى بالعمل الآلى القائم على مزاولة حركات راتبة تتكرر بانتظام ودقة مما يفقد مزاولها الشعور.لأن كل مجموعة حركات تتكرر كل يوم،أو فى كل يوم عدة مرات،من شأنها أن تحتكر انتباهه،وتحيله الى شىء آلى،وتصرفه عن التفكير فى نفسه وسلوكه،مما قد ينبهه الى ماهو فيه من خداع،ويحمله على الخلاص من هذه الأوهام وطرح كل القيم المفروضة عليه،قيم العبيد.وثالثا ايجاد نوع من السرور والغبطة بسيط،خصوصا هذا الذى ينشأ عن “حب الجار”،وتنظيم الرعية واثارة عاطفة القوة فى أفرادها،وخنق الاشمئزاز الفردى وتحويله الى رغبة فى اسعاد الطائفة.وأخيرا يلجأ الراعى الى وسيلة رابعة،هى اثارة أكبر كمية ممكنة من العاطفة المتأججة والحماسة النارية،والانفعالات الحادة المشتعلة.فالحالة المتولدة عن هذه الأحوال النفسية العنيفة تبتلع،وتجرف فى تيارها بحيث لا تبين،كل الآلام الصغيرة الناشئة عن الاشمئزاز واليأس والقلق.وهذه الوسيلة الأخيرة أخطر الوسائل جميعا،لأنها تزيد المرض،أما الوسائل الثلاث الأخرى فتسكن المرض دون أن تزيله
هذا كان رأى نيتشه فى رجل الدين
فما هو رأيكم دام فضلكم؟
بداية إذا أردت رأيى فى كلام نيتشه فلابد أن أعرف أولاً من هو نيتشه وما هى ملته , فهناك فرق بين رجل الدين عند نيتشه وبين فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى ( رحمه الله ) .
فما هو رأيكم دام فضلكم فى رجل ديننا وشيخنا رحمة الله عليه ؟