لن أستنكر ككثيرين قراراً فع حظر السفر عن المتهمين الأمريكان في قضية التمويل الأجنبي. ولن أستغرب عودتهم سالمين غانمين. وعلي أحذيتهم بقايا تراب وقانون مصري. فلم يعد يجدي الاستنكار والشجب. ولا حتي الإدانة.. ولم تعد تعنيني علامات استفهام حول ما تم وحقيقة ما جري. ومن المتورط ومن المسئول.. سأكف عن ضرب اليد فوق اليد. وألقي بعلامة التعجب الكبيرة في أقرب سلة للمهملات.. فقط أشعر بالخزي. ولن يغني أولادي بعد اليوم “إرفع راسك فوق.. إنت مصري”!!
أبنائي الأعزاء… عذراً.. كنت أود أن تكونوا مرفوعي الرأس في بلد تفخرون به. وتستظلون بسيادته علي أراضيه.. كنت أتمني لكم حاضرا كتاريخكم.. ومستقبلا أفضل من ماضيكم كنت أحلم لكم بعلم يرفرف ليس فقط في الهواء. ونموذج ترونه رأي العين ويملأ العين.. كنت أسعد الناس لكم بثورة خلتها تخلع مع “المخلوع” أنياب الفساد. وتخلع عنا ثوب المهانة والتبعية والخنوع. لكنه الثوب ذات الثوب. والخامة ربما نفس الخامة. والمقاس نفس المقاس.
يا من تحملون اسمي والجنسية.. أنا من سأعتذر لكم.. كنت أتخيلها دولة للقانون. لا يعلو فيها غيره فوق الرؤوس. وأمام العالم ترتفع به كل الرؤوس.. كنت أضخ فيكم دماء الانتماء بعد 25 يناير. وأزرع فيكم حب البلد.. لكنها دماء الكرامة علي ما يبدو وحدها التي نزفت علي الأرض.. ووحده “الركوع” زرع الآباء والأجداد للأبناء والأحفاد.
يا صغاري لا تحلموا.. لملمت الأحلام في زمن الكوابيس.. علينا ان نكتف من العلم بالأسود ومن الغد باللقمة والصمت والصبر.. سأظل أحيطكم في الشارع بذراعي الذي لا يحمل سلاحا إلا الخوف عليكم.. ومن الان أعدكم أنني سأكف عن الخيالات والهلاوس.. سأكف عن الأمل في أرض اليأس والعقم والضباب.
من الان لن تسمعوا مني الا حكايا التاريخ.. اليوم بلا حكايات.. بلا شرف.. بلا حواديت.. فقط حدوتة واحدة لا أحبها. ولن أحكيها لكم.. فالشاطر حسن ضاع منه فيها الحصان الأبيض. وترك ست الحسن والجمال تجري وراءها الكلاب.. بطل الحدوتة ترك النهاية تكتبها الساحرة الشريرة.
من الان يا أولاد لا تنتظروا العيد والجديد.. سيظل وان جاء. باهتا بلا ألوان.. حزيناً وان علي وجهه ابتسامة.. صامتاً وان علا حوله الصرخ.. سيظل في انتظار “حدوتة بعد النوم” في انتظار بطل لا يسلم ست الحسن للساحرة ولا يطلق عليها الكلاب.. إلي ذلك.. ناموا بلا حواديث.
محمد عبدالحميد
احداث مصر
حدوتة قبل النوم
اضيف بتاريخ: Tuesday, March 6th, 2012 في 02:08