كان خبري الجعران المقدس عند الفراعنة . يعد واهب السعادة والحظ والحياة الجديدة للنساء كما تقول الأساطير الفرعونية . بل ما زالت أعداد كبيرة من السائحات. يدرن حول تمثال الجعران في بحيرة معبد الكرنك. ليهبهن السعادة والحظ السعيد. ويحملونه معهن كأفضل تذكار. وليهدنه لأقاربهن وأحبائهن بعد العودة للوطن.
عندما اكتشف الأثري الانجليزي الشهير هاوارد كارتر. مقبرة توت عنخ آمون عام 1922. وجد من بين كنوزها المثيرة جعرانا صغيرا. مصنوعا من صخر زجاجي بالغ الصلابة. فشل في تحديد المادة المصنوع منها. وكان الفشل أيضا نصيب العلماء الذين تعاقبوا بعده. فقالوا: مادة نادرة الوجود . حتي أكدت أبحاث العالم الإيطالي دي ميتشيلي عام 1998. أن تلك المادة لا يمكن تصنيعها علي الأرض. ولا يبقي إلا أحد احتمالين: إما أن يكون قد تم إنتاجها داخل بركان. ثم طرحته الحمم البركانية للخارج.. ولكن تم استبعاد هذا الاحتمال سريعا. فالحمم البركانية سوداء اللون. ولا تزيد درجة حرارتها علي 1300 درجة. وجعران توت عنخ أمون مائل للاصفرار.
والاحتمال الآخر أن تكون هبطت إلي الأرض. فوق ظهر نيزك ضخم. أو بصحبة أُناس قدموا من السماء. يعتقد بعض الأثريين أنهم زاروا الفراعنة. وأهدوهم بعض علومهم التي سبقت عصرهم. خاصة أن الصخرة ¢الزجاجية¢ تتحمل درجات حرارة تصل إلي 1800 درجة. لا تستطيع أدوات الحرق التقليدية توليدها.
بعد ترجيح هبوط صخرة الجعران من السماء. سلطت وكالة ¢ناسا¢ الأمريكية للفضاء. عدسات أقمارها الصناعية علي صحراء مصر الغربية. لعلهم يجدون أثرا لهذه الصخور النادرة. التي لم ينجحوا في العثور علي مثلها في أي مكان آخر علي الكرة الأرضية. فاكتشفوا ان الصحراء الغربية كانت قبل 10 آلاف عام مضت. واحات خضراء تشقها أنهار وبحيرات ويستوطنها أقوام أصحاب حضارة. لكنها تعرضت لجحيم قادم من السماء. بعدما اصطدم بها نيزك ضخم جدا. رفع درجة حرارتها إلي 2000 درجة. فصهرت الحرارة الشديدة الصخور. وأنتجت مادة الصخر الزجاجي. الذي صنع منه الفنان المصري القديم. جعران توت عنخ أمون المقدس.
بالطبع تبدلت حال الجنة الخضراء. وتحولت إلي صحراء قاسية جرداء. لكن صور الأقمار الصناعية. اكتشفت أن الماء لم يهرب بعيدا. فقد غاص إلي باطن الأرض. وأن الصحراء الغربية تعوم علي بحر من المياه العذبة. لا يحتاج لاستعادته أكثر من حفر الآبار. بعدها ستعود الواحات الجميلة الخضراء. كما كانت عليه قبل 10 آلاف عام.
وهكذا قاد جعران توت عنخ أمون المقدس علماء الجيولوجيا. لاكتشاف المياه العذبة في باطن الصحراء الغربية.. هذا الاكتشاف المثير وصل مبارك وحكومته في بداية الألفية الثالثة. لكنه كان نظاما نايم في العسل . ولا رغبة لديه من قريب أو بعيد. في توفير لقمة العيش وفرصة العمل للشعب.. نظام أكثر فسادا من الولاة العثمانيين الذين حكموا مصر. ولأنهم كانوا ليسوا من أهلها. فلم يشقوا قناة أو يغرسوا فيها شجرة. ولم يكن هم لهم سوي سرقة ثرواتها ونقلها بعيدا عن أهلها.
صلاح حامد
احداث مصر
الجعران المقدس وثروات مصر
اضيف بتاريخ: Monday, March 5th, 2012 في 00:53