علي قدر الانتقادات التي وجهت للمجلس الأعلي للقوات المسلحة لطول الفترة الانتقالية التي اعقبت ثورة 25 يناير وما تخللها من احداث في مصرعلي قدر ما كان لهذه الفترة من مميزات ربما نشعر بها في الأيام المقبلة وربما كان أهمها هو “كشف المستور” عن بعض رموز القوي السياسية الذين ملأوا الدنيا صياحا وعويلا دون فعل حقيقي. من بين هؤلاء الدكتور محمد البرادعي والذي بدا في المرحلة الأولي من الثورة وكأنه المرشح الأوفر حظا في الفوز بانتخابات الرئاسة في حين اثبتت الاحداث انه مجرد “بطل من ورق”. هرب بمجرد شعوره بأنه بعيد عن ثقة الشعب وسارع باعلان انسحابه ليتفرغ للتشكيك في سياسة الدولة وبعض مرشحي الرئاسة وهو ما جعل احد مقدمي البرامج التليفزيونية يقول له: “أنت مش انسحبت من الرئاسة سيب البلد تمشي وخليك في البوس” – يقصد تقبيل البرادعي للممثلة العالمية “انجلينا جولي” في افتتاح مهرجان برلين السينمائي. كما كشفت الفترة الانتقالية القدرات الحقيقية لمعظم مرشحي الرئاسة والتي يمكن من خلالها تلافي الاخطاء التي وقعت عند اختيار بعض اعضاء مجلس الشعب والذين اختارهم أهالي دوائرهم لأسباب شخصية ودينية لا علاقة لها بالسياسة فبدوا غرباء يتحينون الفرصة للهروب من “صداع” المناقشات البرلمانية المعقدة. ومن هذا المنطلق فإن مسئولية الشعب ستزداد عند اختيار رجل المرحلة القادمة والذي يجب ان تتوافر فيه المقومات المناسبة لقيادة الدولة دون النظر لمعتقدات شخصية أو التأثر بدعايات كاذبة تستهدف كلها عدم وصول رجل قوي لرئاسة مصر يستطيع العبور بها إلي بر الأمان. علي الجانب الآخر أثبتت الفترة الانتقالية مدي استهداف الجيش المصري سواء من خلال محاولة ضرب العلاقة الوطيدة التي تربطه بالشعب أو من خلال محاولات التشكيك في المجلس الأعلي ورجاله اضافة إلي الحديث المستمر عن ميزانية القوات المسلحة والتي تؤكد محاولات اضعاف الجيش وبعثرة اسراره بحجة الديمقراطية وحق الشعب في معرفة أين تصرف أمواله وهو ما تنبه له أخيرا عدد من السياسيين والاعلاميين ورفضوا الخوض في هذه “التحريضات” التي تسعي لضرب الدولة وتهديد أمنها القومي. النقطة التالية ان التغيرات التي احدثتها الثورة وطول الفترة الانتقالية كشفت النوايا الحقيقية لبعض القوي الخارجية تجاه مصر والتي ما كانت لتظهر لو اتخذت الأمور في عجالة وهو ما اشار إليه الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء في بيانه بمجلس الشعب بأن مصر تعاقب علي القيام بالثورة لافتا إلي محاولات الحصار التي تتعرض لها من أجل اجهاض تجربتها الديمقراطية والتنموية..واخيرا فإن الفترة الانتقالية أكدت علي وعي الشعب المصري والذي ساهم – إلي جانب الجيش – في الحفاظ علي الدولة وحرمان اعدائها من تنفيذ دعاوي التخريب واعتقد ان هذا الوعي يجب ان يتضاعف في الوقت الحالي بمساندة الشرطة للقضاء علي عمليات البلطجة “المنظمة” وحرمان الرئيس السابق من تحقيق مقولته الشهيرة “يا أنا.. يا الفوضي”.
وصف القسم
أحداث مصر اليوم 2019 شاهد اخر اخبار الاحداث المصرية الاخيرة الان
بحث جريدة أحداث
COPYRIGHT (C) 2024موقع جريدة احداث اليوم : احد مواقع شبكة مصريات
بأذن الله مصر محصنه ضد الهدم والتدمير والخراب والفوضى التى ستنتهى بأذن الله قريبا بفضل الله ثم بفضل شعبها العظيم وبفضل جيشها العظيم أيضا ..