أقامت أمريكا الدنيا ولم تقعدها بسبب اتهام عدد من مواطنيها بالتورط في أنشطة التمويل للمنظمات الأهلية وتم احتجازهم ومنعهم من السفر لأنهم خالفوا القوانين المصرية.ولوحت بورقة المعونة والتهديد بقطعها وهي أول من تدرك أنها لاتستطيع فعل ذلك لأنها أول المستفيدين من هذه المعونة لحماية مصالحها في الشرق الأوسط. فالمعونة العسكرية تمثل 80 % من مجموع ميزانية العقود العسكرية المصرية. والتي يتم استخدامها لتحديث المعدات العسكرية المصرية من خلال تغيير المعدات التي حصلت عليها من الاتحاد السوفيتي السابق بمعدات عسكرية أمريكية عصرية. إضافة إلي أن المعونة العسكرية تسمح للطائرات العسكرية الأمريكية باستخدام الأجواء العسكرية المصرية. ومنحها تصريحات علي وجه السرعة للبوارج الحربية الأمريكية لعبور قناة السويس وتوفيرها الحماية الأمنية اللازمة لعبور تلك البوارج وغيرها من المشاركات اللوجستية للجيش المصري في عمليات حفظ السلام. وإنما كانت هذه التصريحات الغاضبة والتهديد والوعيد من الإدارة الأمريكية وصقورها هي محاولة جس نبض لقدرة وإرادة مصر الجديدة بعد الثورة علي الصمود والتحدي. انطلاقا من المصلحة الوطنية واستقلالية قراراتها وخياراتها السياسية.
وحسنا قام العديد بطرح رؤي بديلة للمعونة الأمريكية. ولا أحد بالطبع يختلف علي وطنية الدعوة التي أطلقها الشيخ محمد حسان برفض المعونة الأمريكية وتعويضها بإسهامات من المصريين بعد تحولها إلي أداة ضغط وابتزاز.. وقد حققت الدعوة استجابات واسعة بين المواطنين في الداخل والخارج. كما تبناها الأزهر الشريف. وأنشأ لها آلية عمل من خلال صندوق دعم الاقتصاد الوطني أو “صندوق العزة والكرامة” علي أن يرأس مجلس أمنائه الإمام الأكبر شخصيا ويضم في عضويته شخصيات عامة وخبراء اقتصاديين وعلماء ورموزا دينية إسلامية ومسيحية. ولكنها كلها دعوات اتسمت بالعاطفية وسطعت تحت ضغط الأزمة. كما أنها اعتمدت علي التبرع أيضا من جانب المصريين دون طرح رؤي اقتصادية متينة وحقيقية .. وليس معني ذلك أن ننصرف عن الترويج للدعوة ودعم الصندوق ولكن علينا أن نعي طبيعة الصندوق المرحلية في مواجهة الضغوط الأمريكية وفي تحفيز الإرادة الشعبية حتي تدفع سفينة الوطن إلي الأمام في هذه المرحلة الحرجة علينا أن نشكل لجنة من العلماء والخبراء في التجارة والاقتصاد والدخول بهذه الأموال في مشاريع اقتصادية كبري تحقق الربح الذي سوف يغطي في المستقبل احتياجات مصر للمعونة العسكرية الأمريكية لأنه بالطبع هذه التبرعات وليدة الأزمة والعاطفة المسيطرة لدعم اقتصاد مصر ولكنها لن تستمر كل سنة بنفس الحماس والكمية المتوفرة الآن لذلك لابد من جعل هذه التبرعات النواة لمشروعات تعوضنا في المستقبل عن احتياجنا للغير .. بالإضافة إلي أننا سوف نحقق من وراء ذلك أكثر من هدف فهي أولا دعم للاقتصاد القومي وثانيا لا نحتاج لأحد وثالثا نقضي علي البطالة تلك القنبلة الموقوتة التي تهدد البلد من خلال العمل في هذه المشاريع.
في النهاية.. الأزمة في العلاقات المصرية – الأمريكية لن تحل بالعواطف وإنما بالإرادة السياسية وطرح البدائل الحقيقية التي تحرر مصر من التبعية لأمريكا أو أي دولة أخري. فمصر بعد الثورة لن تكون تابعة إلا لشعبها.
أحمد شوقي
احداث مصر
أزمة المعونة الامريكية والتحرر من التبعية
اضيف بتاريخ: Friday, February 24th, 2012 في 01:28
كلمات جريدة احداث: احداث, امريكا, مصر