طاقة نور
مطلوب مجلس رئاسي اقتصادى
عادل البكل
استطاع النظام السابق أن يكرس سياسة التسول والفقر والتجويع للشعب والاعتماد على الخارج فى كل شيء من زراعة وصناعة ومعونات حتى مصدر الدخل الرئيسى وهو السياحة أيضا من الخارج.. فأصبح الاقتصاد المصرى اقتصادا كسيحا لا يتحرك من تلقاء نفسه ولكن بمساعدة الخارج فى كل شيء فقام بتعويم الجنيه استجابة لضغوط صندوق النقد الدولى والبنك الدولى فضعفت القوة الشرائية للجنيه أمام الدولار واستنزف الموارد الطبيعية التى حبا الله مصر بها دون أدنى مجهود يذكر من جانب أمريكا والصين الموردين الأساسيين لمصر، أيضا لم يترك النظام السابق أي بارقة أمل للشعب إلا وانقض عليها ليحتكرها أحد أفراد الحاشية الفاسدة وقام ببيع القطاع العام الداعم الأساسى والممول الحقيقى لحرب أكتوبر أيضا استجابة لضغوط البنك الدولى، لماذا كل هذا؟ ليصبح الاقتصاد المصرى المحرك لقوة وجيش مصر تحت سيطرة اليهودى المرابى الذي يتحكم فى كل مقدرات مصر حتى تصبح مصر لقمة سائغة فى أي لحظة تفكر فيها فى حرب أو مواجهة اسرائيل.. ولن تفكر فى هذا مرة أخرى لأنها فقدت كل موارد التمويل الداخلى وصارت مصر دولة تحكم ولا تملك المال المحرك الرئيسى لأى قوة فى العالم وصار المال فى يد القطاع الخاص ومجموعة من المنتفعين الذين يسمون أنفسهم رجال أعمال تستجدى منهم الضرائب والمساعدات دون فائدة وهم من جانبهم يحمون أنفسهم بالمال والسلطة والحصانة البرلمانية لتمرير القوانين والتشريعات التى تفيدهم هم فقط دون النظر إلى مصلحة الوطن أو المواطن وما قانون الضريبة العقارية ببعيد أو قانون الاحتكار.. أو فرض ضرائب تصاعدية على أسهم البورصة أو.. أو..
أيضا عارضت أمريكا أي محاولة إلى الوحدة العربية أو أي تعاون عربى مع مصر لتفقد مصر ريادتها للمنطقة وتظل مهيضة الجناح وما باليد حيلة وتصبح دولة مهمشة وليست قائدة للمنطقة..
وكانت الطامة الكبرى واستكمالا لاستنزاف ثروات مصر وإحكام السيطرة الغربية والصهيونية على الاقتصاد المصري لم ترجع عوائد التصدير إلى مصر فأموال الصادرات الزراعية أو الصناعية لا تعود ليتم استثمارها فى مصر بل تبقى فى الخارج ليتم استثمارها هناك وتكون الفائدة مضاعفة لهم والخسارة الفادحة لمصر واقتصادها لتظل دائما مكبلة بالديون والاقتراض من الخارج وسرقة البقية الباقية من موارد فى خدمة فوائد الديون وتبقى هكذا الأسد المقيد بالديون والجهل والمرض والتسول والفقر ولا تستطيع أن تقول لا فى وجه سيدة العالم أمريكا وحليفتها إسرائيل..
والآن من الضرورى على برلمان الثورة أن يجمع كل خبراء الاقتصاد فى الداخل والخارج ويشكل مجلسا رئاسيا اقتصاديا لوضع حلول عاجلة لتقييم الوضع الاقتصادى ووضع روشتة علاج سريعة وخريطة إنقاذ اقتصادى وليس سياسيا للخروج من فخ القروض وفوائدها الربوية التى تجهز على الاقتصاد فمن لم يملك قوته لا يملك قراره.. فالحرية الحقيقية والديمقراطية الحقيقية لم ولن تتحققا إلا بعد استقلال القرار والاقتصاد.. لتتحقق الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة للمصرى على أرضه وبلده فى الداخل والخارج.. فلابد من التحرك واليوم قبل غد لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.