الاثنين الماضي عقد أول مجلس شعب منتخب انتخابا حرا وحقيقيا من الشعب المصري منذ أكثر من ستين عاما أولي جلساته ليحقق أول خطوة كاملة ناجحة في اهداف الثورة المصرية وهي بالمناسبة ومهما قيل أول ثورة مصرية حقيقية وكاملة منذ عدة قرون.
لم أشعر بالقلق الذي يمكن أن يشعر به البعض بسبب ما حدث قبل انتخاب رئيس المجلس عندما أصر بعض الأعضاء علي ان يتحدث كل مرشح لرئاسة المجلس ليعرف عن نفسه قبل بدء عملية التصويت بل اعتبر ما حدث دليلا علي ان هذا المجلس فعلا مجلس ثورة وانه لن يوجد بداخله عضو واحد يمكن أن يتنازل عن حقه وبالتالي حق الشعب وهذا بالتأكيد ما نطلبه من أعضاء مجلس شعب الثورة.
المتابع لجلسات محاكمة مبارك وابنيه والعادلي يحتاج إلي كم كبير من أدوية ضغط الدم وخاصة بعدما سمع مطالبة دفاع مبارك ببراءة المتهم ويشبهه بالرسول صلي الله عليه وسلم وعندما يري محامي العادلي وهو يسعي لاطالة أمد المحاكمة بكثير من الطلبات.. أنا لست ضد اتاحة الفرصة للدفاع ان يقول ما يشاء أو أن يضمن لموكله العدالة في المحاكمة ولكن أتمني ألا يبالغ الدفاع وان يبتعد عما هو مشهور عن بعض المحامين الذين يعتقدون ان اطالة أمد المحاكمة قد يفيد موكلهم وان يدركوا ان ما يفعلونه اليوم سوف يسجل في تاريخهم المهني والأهم ان يدركوا ان هذه المحاكمة وأيا كانت نتيجتها لن تغير من الحكم الذي اصدره الشعب علي مبارك واعوانه منذ اكثر من عام عندما اطاحت به الثورة.
استمعت وبتركيز شديد إلي الحوار الذي دار بين عادل حمودة وعبداللطيف المناوي رئيس قطاع الاخبار في التليفزيون إبان ثورة يناير.. ودون الدخول في كثير من تفاصيل الحوار وما ذكره المناوي حول دوره وهو كثير إلا ان هناك ملاحظتين يجب ذكرهما الأولي ما لا يمكن لأحد اغفاله حول العنجهية الشديدة التي يتحدث بها المناوي.
الثانية شعرت بالألم الشديد عندما ذكر وهو يهرب من الكلام عن سعاد حسني انها كانت “غلبانة ومسكينة” وتساءلت بسبب من أصبحت سعاد حسني “غلبانة ومسكينة” واكتشفت ان نظام الحكم هو الذي اغتال سعاد حسني معنويا قبل أن يغتالها أحد رموزه بدنيا.. هو هو نفس النظام الذي قام بنفي إرادة الشعب المصري طوال العقود الماضية.