مرض عضال تفشي في المجتمع واستشري فيه لدرجة أنه أصبح كالوباء يطاردنا ليل نهار ويدهمنا بين لحظة وأخري ويفت في عضد البلد وأصبح علاجه مستحيلا في ظل الأزمات والملمات التي يغرق فيها المجتمع عن آخره.. هذا المرض العضال هو كثرة الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية التي أصبحت سمتها الرئيسية هي قطع الطرق وتعطيل مصالح المواطنين وشل حركة المرور بالكامل وتعطيل خطوط السكك الحديدية خاصة ونحن في موسم الامتحانات وهذه هي النكبة الكارثية بكل معانيها.. ومن هنا نوجه رسالة للمعتصمين مفادها: أنت حر مالم تضر.. ولكن الحرية التي يصحبها ضرر وتعطيل مصالح المواطنين وضرب اقتصاد البلد في مقتل فهذه ليست حرية ولكنها خراب ووبال علي البلد القصد من ورائه انهيار اقتصاد مصر وإغراقها في دوامة المطالب الفئوية التي لن تنتهي لأنها حصيلة ثلاثين عاماً فساداً.. وهنا يثور سؤال مهم: ما هو المخرج من هذا المأزق الخطير الكارثي؟
الحل يكمن في أن يلتف طرفا المشكلة وهما المعتصمون أو المحتجون علي أوضاعهم الوظيفية ورواتبهم وحوافزهم وأصحاب الشركات والمصانع التي يعملون بها حول مائدة الحوار وأن تدور مناقشة هادفة بناءة ليست هادمة لمعرفة جذور المشكلة وأسبابها مع وجود مسئول من قبل الحكومة ليكون حكما موضوعيا بين الطرفين للوصول إلي حل يرضي الطرفين.. وهنا يبرز دور الحكومة وجديتها في التعامل مع الأزمات لحلها قبل تفاقمها وحدوث الكوارث.. ومن هذا المنطلق أناشد أصحاب الشركات والمصانع وكل مسئول في عمله أن يراعوا ضمائرهم فيمن يعملون لديهم وإعطاءهم حقوقهم كاملة وذلك مصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم “أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه”.
كثرة الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية واستمرار الإضرابات التي تنخر في عظام المجتمع بأسره فهي أشبه بالسرطان الذي ينهش في جسد المجتمع ولا يتركه إلا هزيلاً ضعيفا لا يقدر علي النهوض والحراك وهذا ما لا نرضاه جميعا لبلدنا مصر
وليد عباس
احداث مصر
الاحداث المصرية و وباء الاعتصامات
اضيف بتاريخ: Sunday, January 15th, 2012 في 10:02