تسابق الفرنسيون لاقتنائه واقبلوا علي شرائه. صنعه النار الباريسي شارل موريل وصممه الجغرافي والأثري يوشار لحفظ كتاب وصف مصر 1810 الدولاب قطعة من الأثاث الفاخر جمع بين جمال الشكل وجودة الصنع من خشب البلوط الهولندي ومزخرف بقطع من الخشب الأرجواني اللون. بدا كل شيء علي أرض مصر جديدا وفريدا ومدهشا لعلماء الحملة الفرنسية وحتي لجنودها في 19/7/1799 عثر الضابط فرانسوا يوشار من سلاح المهندسين علي حجر من البازلت الأسود بين المخلفات قرب مدينة رشيد. أحس بقيمته الاثرية وحار في تفسير النقوش المكتوبة عليه حمله إلي علماء المجمع العلمي المصري الذين أرسلوه إلي باريس. نجح العالم الشاب جان فرانسوا شمبليون في حل رموزه بعد 23 سنة من العمل في 14/9/1822 طول الحجرة 115 سم وعرضه 70 سم وارتفاعه 28 سم. عليه نقوش بثلاث لغات الهيروغليفية والديمقوطيقية واليونانية القديمة. استطاع شمبليون من خلال اللغة الأخيرة التي كانت معروفة في هذا الوقت أن يترجم النقش ويحل رموز الكتابة الهيروغليفية.. قاد هذا الكشف الكبير إلي معرفة اسرار الحضارة المصرية القديمة ومعرفة الأخبار المسجلة علي أوراق البردي والمعابد والمسلات والأهرامات. كما صحح بعض المعلومات الواردة في كتاب وصف مصر أما الخريطة التي أمر نابليون بحجبها وعدم نشرها في كتاب وصف مصر. شارك في اعدادها 23 من الجغرافيين والرسامين بمقياس رمس كبير وبدقة بالغة وكان المنع لدواع أمنية. كانت جميع اللوحات الواردة في كتاب وصف مصر مثالا في الدقة والوضوح سواء الملونة أو المرسومة بأقلام الفحم حتي ان من يراها يستطيع التعرف علي مواد البناء المستخدمة في المعابد والمعالم الاثرية وان يحصي عدد احجارها. ورغم اهمية كتاب وصف مصر هناك بعض الانتقادات الموجهة إليه منها التكرار نتيجة العمل الفردي في بعض الابحاث وتباين التفسيرات أحيانا. تصور العلماء الحملة مثلا ان معبد دندرة هو أحد القصور كما كان الكتاب يحتاج إلي دليل أو فهرس ييسر الوصول إلي موضوعاته ودراساته وأيضا إلي عرض موجز في مقدمته يلقي الضوء علي محتوياته. ترجم الكتاب إلي اللغة العربية سنة 1994 زهير الشايب في 10 مجلدات واستكملت ما تبقي منه ابنته مني وفي مصر عدد من النسخ الأصلية “بالفرنسية” منها نسخة بدار الكتب والوثائق المصرية وأخري بمكتبة الاسكندرية وثالثة بجامعة القاهرة ورابعة لوزارة الري والموارد المائية وخامسة بمحافظة القاهرة ونسخة غير كاملة بجامعة اسيوط وعدة نسخ من المكتبات الخاصة بالاضافة إلي النسخة التي اتلفها حريق المجمع العلمي المصري يوم السبت الحزين الموافق 17 ديسمبر .2011 بعد 213 سنة من تأسيس المجمع 1798 و202 سنة من صدور الطبعة الأولي للكتاب و201 سنة من صنع الدولاب الخشبي الذي صنعه النجار الفرنسي لحفظ الكتاب وخصص لهم مكانا مبطنا بالجلد لأطلس الخرائط الملحق به.
وصف القسم
أحداث مصر اليوم 2019 شاهد اخر اخبار الاحداث المصرية الاخيرة الان
بحث جريدة أحداث
COPYRIGHT (C) 2024موقع جريدة احداث اليوم : احد مواقع شبكة مصريات