لا أدري أهي مصادفة أن تطالعنا صحف أمس الأول بهذه العناوين جملة واحدة “اتصالات بين إسرائيل والسلفيين بعد اعترافهم بالدولة العبرية” “روزا اليوسف 27 ديسمبر”. “مخطط لإسقاط مصر اعترافات موثقة لرموز التآمر” “الأسبوع 26 ديسمبر”. “دفاع الرئيس السابق يتهم “الإخوان” و”حماس” و”حزب الله” بالتورط في اقتحام السجون ودهس المتظاهرين”.. “الوفد 27/12”. “المالية تبحث تدبير 100 مليون جنيه لاستكمال انتخابات الشعب” “الأهرام 27/12″. هروب 9 أحداث من سيارة ترحيلات في هجوم مسلح” “الشروق 27/12″. و”النيابة تمسك بخيوط المؤامرة.. إحالة اسرائيليين وأوكراني للمحاكمة بتهمة حيازة أسلحة للتخريب” “الجمهورية 27/12”. والسؤال هل هذا المشهد “المضطرب” يكفي للتحرك في الاتجاه الصحيح.. أهي مصادفة أن تتجمع كل تلك المصائب علي مصر “المجهدة” الخارجة لتوها من مخاض عسير ولدت علي إثره ثورة تداعت عليها المؤامرات من كل جانب.. وتكاد تذهب بفرصة تاريخية لتحول حقيقي نحو الديمقراطية لن تعوض أبداً إذا فُقدت. ورغم أنني لا أركن إلي التبرير بمنطق المؤامرة في كل ما يحل بنا من كوارث ضاعفها غياب الرؤية والإرادة ومنطق رد الفعل!! فإن المرء يكاد يشتم رائحة الهجوم علي “الإسلاميين” في عدد غير قليل من عناوين الصحف. رغم أن هذا الأسلوب يجئ بنتائج عكسية تضاعف أنصارهم ومريديهم ولا أدري لماذا الإصرار عليه من قبل البعض.. لينزلوا إلي المعترك ويصبحوا علي “المحك” ويحكم الناس لهم أو عليهم.. لكن منطقة التهويل والتخويف يضاعف “الشقاق” ويرفع أسهمهم في الشارع الذي يربطهم به أكثر مما يربط غيرهم.. ونتائج الصناديق خير دليل!! اين الحقائق فيما يقال؟!.. ولماذا لا يخرج رموز هذا التيار بكلام واضح واستراتيجية معلنة ومعالجات محددة لملفات اشكالية شائكة. كعلاقة مصر بجيرانها -أشقاء وأعداء- والعالم الخارجي والموقف من المرأة والأقباط والبنوك والنظام الاقتصادي والسياحة وغيرها.. لماذا لا يعيد رموز هذا التيار بث رسائل طمأنة للداخل والخارج كالتي بعث بها أشقاؤنا في تونس بوضوح وموضوعية وشفافية ونضج سياسي يحسدون عليه؟! لماذا لا نوقف حملات التهويل والتهوين؟!.. وتؤتي الضرورة بقدرها. نحذر.. نعم. نبث الرعب.. لا. لماذا لا ندير حواراً مستنيراً يلقي فيه كل طرف بأوراقه علي المائدة لنري أننا أكثر استنارة ورشداً وتعبيراً عن صالح البلاد والعباد؟! وصول التيار الإسلامي -إخواناً وسلفيين- إلي البرلمان بكثرة صار حقيقة واقعة لن يقلل منها الهجوم عليهم أو التخويف منهم.. بل بالحجة والمنطق والحوار.. ولنترك “للبرامج والخطط” الحكم.. وفي كل الأحوال ينبغي ألا نفرط في التوافق الوطني وألا نستسلم لنزعات الإقصاء والاحتكار والتعتيم والانفراد بالأمر.. حتي لا نعود لسلوك نظام رفضه الناس.. فهل نتعلم الدرس ونحسن توجيه الرسائل؟! فمن سعي إلي شيء وكّل به. ومن طُلب إلي شيء أعانه الله عليه.
وصف القسم
أحداث مصر اليوم 2019 شاهد اخر اخبار الاحداث المصرية الاخيرة الان
بحث جريدة أحداث
COPYRIGHT (C) 2024موقع جريدة احداث اليوم : احد مواقع شبكة مصريات