كانت مؤامرات البلطجة في مصر لشق الصفوف تتبخر هباء في الوقت الذي كان فيه الكل يعيش الثورة .. ولما أخذت بعض من ثمار الثورة تلوح كالانتخابات وتشكيل مجالس الشعب وتلويح المجلس العسكري بحكومة مصرية حرة قادمة وبالكثير من الوعود وبالكثير من التخويف على مستقبل مصر تفرقت الصفوف وتعددت الغايات واختلفت النيات ليعود التبلد مثلما كان في الاحساس والمطالبة بالحقوق وليعود التمجيد لجهة ما من جديد كما كان والمضحك أنها نفس الجهة التي فقس منها مبارك … المجلس العسكري والجيش الذي يشكل العظم والقوة في الدولة ، لكنه عظم وهيكل مريض كان يحتاج إلى علاج ..إلى قوة الثورة المتماسكة بالملايين يدا واحدة بين كل الطوائف والاحزاب والشباب لبتر تشوهاته ولإيقاف نموه وبروزاته غير الطبيعية … لإعادته وفقا للطبيعة يتحرك تحت إمرة حكومة منتخبة .. مهمته هي الدفاع عن البلد وحتى هذه المهمة لا تكون إلا بأمر من الحكومة التي تمثل الشعب بانتخابات حرة ونزيهة … لكن ما حدث أن الكل قد تخلى عن قلب الثورة الذي ظل ينبض محاولاً ألا يموت مطالباً بالحقوق الواضحة صغر شأنها أو كبر متمثلاً بأولئك الشباب الذين شـُوهت سمعتهم من بلطجية إلى خونة إلى مخربين مع أنهم أطباء ومهندسين وأسر بسيطة من المصريين أكثرهم من نواة الثورة الأصليين …لكنه الاعلام والبلطجة القديمة التي لم تفلح أول الأمر .. أثمرت الآن ، ولو أن الكل التف حول هذا القلب النابض ووثقوا بشعوره العفوي الصادق الذي صنع الثورة ومدوه بالحياة وامتلأت الميادين لتضع هي الشروط على المجلس العسكري مخبرة إياه إما سيادة الحرية الحقيقية أو أنت ..لخضع لها ولانتصرت الثورة ولقضت تماما على نظام مبارك وعلى الفتوة والمعلم الجديد على الحكومة والنظام القادم …. لكن ماذا أقول على نفسيات البشر التي تهب لتصنع المعجزة حتى يكاد الكون أن يستجيب لها فإذا بها تهزم أما المخاوف والتهديدات بالمستقبل المظلم والتطميع بالاسراع بالحكومة الحرة وتطميع الاحزاب بالانتحابات ، ماذا أقول عن قلة وعي الناس… لقد رمي لكل نفس لحم يناسبها فكانت غنيمة الانتخابات للأحزاب ، وحرق المباني وانتشار البلاطجة المأجورين لكسب اللي يحبوا مصر ويخافوا عليها .. والاتهامات بالبلطجة وبالتخوين على من بقى يصرخ ليس من أجل هذا قامت الثورة !!!…. وغداً سينهض هذا الهيكل العظمي المريض والمهول مكسواً بلحمٍ جديد دماغه نظام وأسلوب مبارك وستعود بل وستزيد اتفاقيات ومصالح مصر مع اسرائيل والغرب وإلا فسيحدث صراعا لن يحمد عقباه ، وستخسر في هذ الصراع الحكومة الجديدة … مبروك عليكم يا إسلاميين إما الخسارة لأنكم ستتهمون بالفشل إذا صارعتم هذا المجلس العسكري فهو بارع في إلزاق التهم ( متحجرين / ليست لديهم خبرة سياسية ولا اقتصادية / سيغرقون البلد بالفقر والعدوان ….) ولن تنتخبوا ثانية … أو مبروك عليكم التدجين والتغيير تحت جناح نظام مبارك وفي كل الاحوال مبروك الخسارة ، لقد قدم لكم الشباب ثورة على طبق من فضة أيها الحمقى وأنتم بدلا من الصبر والحكمة وكسب الناس وتكوين ثقل شعبي وسياسي يحسب له وزنه في حسابات المجلس العسكري فتضمنوا بهذا انتخابكم مرة اخرى من قبل الشعب وتضمنوا إذعان المجلس والجيش لكم بتحجيمه ، لكنكم جريتم تستعجلون وراء الانتخابات بلا حسابات دقيقة …………………
إن التغيير الذي يمكن أن تحدثه هذه الثورات ربما يشمل الجانب الاقتصادي أكثر من أي جانب آخر ، لأن القوى السابقة في الانظمة أو الدول الغربية هم من التفوا عليها ، وربما تثمر تغييرا سياسيا ولكن بعيد المدى فنرى بعد سنين طويلة دولاً عربية تحمل ما يدهشنا من الإباء والكرامة وتحمل أعباء بعضها بعضا ما يجعلنا نعود بالذاكرة إلى أزمنة بعيدة وجميلة حيث النقاء والإخاء …… أما اليوم فأقول وداعاً يامصر .. وكم كثر الوداع هذه الأيام …..وصبراً ياعهد النضال والحرية الحقيقية ليس التحرر من الأنظمة العربية …أنظمة الاستعمار الغربي فقط بل ومن كل أشكال السيادة الغربية والصهيونية .. وصبراً يافلسطين
عدنان
احداث مصر
وداعاً أنت أيضا يامصر
اضيف بتاريخ: Thursday, December 29th, 2011 في 06:59
كلمات جريدة احداث: احداث, انتخابات, عدنان, مصر