الأزمة الحقيقية التي تعيشها مصر الآن.. ليست في بعض المأجورين والبلطجية الذين قفزوا علي اكتاف الثورة الشعبية البيضاء والذين وجدوا في ميدان الحرية ضالتهم المنشودة لارتكاب الموبقات في جو آمن وترويج ما يروجون.. ولا في بعض الصبية المدفوعين بالمال لتنفيذ مهمة يبغيها الدافع والممول لاستمرار الفوضي وعدم نجاح الثورة وعدم وصول السفينة إلي بر الأمان ومحاكمة قتلة الثوار ورموز الفساد الذين دمروا البلاد ونهبوا أموالها وأرضها وثرواتها حتي وصلنا إلي هذه الحال.. ولا في الذين يتلقون الأموال من الخارج لتخريب مصر وعدم استقرارها إلا بشروطهم وأهدافهم رغم أنف الحرية والديمقراطية التي يتشدقون بها تماما كما يتشدق بها الأمريكان.. حرية مزيفة وديمقراطية وهمية تحقق أهدافهم وغاياتهم فقط وإذا حققت الديمقراطية أهداف غيرهم.. فهي ليست حرية ولا ديمقراطية.. ولابد من إحراق الوطن وتقويض استقراره وتحويل هدوئه إلي خراب وفوضي فإما أن يكون الوطن كما أريد.. أولا يكون علي الإطلاق هذا هو مبدأ بعض التيارات السياسية علي الساحة وبعض الذين يطلقون علي أنفسهم نشطاء.. وهم حقا نشطاء جدا في تلقي الأموال وتجنيد البعض عبر وسائل الإعلام المأجورة التي تستفيد من التمويلات سواء أكانت فضائيات تنفذ فكر صاحبها أو صحفاً يمولها أيضا صاحب الفضائيات أو مواقع شهيرة تحصل علي نفس التمويل لتنفيذ فكر وهدف هذا التيار.. وليست الأزمة أيضا في سوء إدارة هذه المرحلة من جانب المجلس العسكري أو التباطؤ في تسليم الحكم لسلطة مدنية ولكن الأزمة الحقيقية التي تعيشها مصر.. هي أنه لا أحد يحب مصر.. ولا أحد يفكر في هذا الوطن.. وإنما كل شخص يبحث عن زعامة ومصلحة ومجد شخصي أو بطولة زائفة في وقت كثر فيه الأبطال الوهميون والزعامات الورقية الحنجورية.. ودائما يكون البطل ابن بيئته.. ولأن البيئة لدينا هشة.. إعلام هش فارغ.. فضائيات أكثر سذاجة من مذيعيها وضيوفها.. صار أبطال المرحلة من نفس البيئة الهشة.. فإذا حرق بلطجي مثلا تراث مصر رفع اصبعيه بعلامة النصر.. نصر علي وطنه وإحراق تراثه.. وصار نجما في الصحف والفضائيات المأجورة.. وإذا حرق شخص قطعة قماش “علم أمريكا أو إسرائيل” صار أحمد عرابي زمانه وإذا اشعل آخر النار في منشأة أو سيارة شرطة أو جيش أصبح بطلا.. هذه هي أزمتنا الحقيقية.. لا أحد يفكر في مصر.. حتي بعض أعضاء المجلس الاستشاري الذين من المفروض أنهم حكماء الأمة وعقلاء هذه المرحلة الخطيرة.. بعضهم يبحث عن بطولة أو زعامة متناسين دورهم المهم في ارساء دعائم الاستقرار وعبور هذه المرحلة إلي بر الأمان والوصول إلي الحكم المدني.. وعند أول أزمة.. بادر البعض أو لوح بالاستقالة من المجلس.. حتي يصبح بطلا وتطارده الفضائيات!! لماذا يلوح بالاستقالة وضد من؟.. هل ضد المأجورين الذين حرقوا تراث هذا الوطن.. أم ضد المولوتوف الذي يحرق قلب مصر بواسطة صبية لا تتعدي أعمارهم العشر أو الخمس عشرة سنة.. أم ضد الذين اختاروه للمجلس.. أم ضد الفلول الذين يسعون لتدمير الوطن.. من هنا إذا كان هناك من يحب هذا الوطن لابد أن يضحي بمجده الشخصي من أجل مصر.. لابد من إنكار الذات وانتشال السفينة من الرياح العاتية والأمواج العالية والعواصف الكاسحة.
¼ ¼ ¼
أعود وأكرر أن وعي الشعب المصري بمخاطر هذه المرحلة والاتجاهات المعاكسة التي تحول وجهة السفينة حسب تخطيطها وأموالها ودرجة تأثيرها علي الساحة.. ووعي الشعب ممن يحاول سلب عقولهم بفضائيات مأجورة واناس يقبضون ثمن خراب مصر وهم يحملون الجنسيات الأمريكية والانجليزية والفرنسية والألمانية وإذا عم الخراب سرعان ما يهربون إلي أوطانهم الأخري.. ويبقي الشعب مسلوب الإرادة غير الواعي بين اطلال وطنه.. إلي أن يأتي لاعب آخر.. يلعب به لعبة أخري.. من نظام فاسد إلي تيارات مأجورة.. وطامعين في السلطة.. الشعب غير الواعي دائما يدفع الثمن.
يحيى علي
احداث مصر
الشعب المتفرج على الاحداث يدفع الثمن
اضيف بتاريخ: Saturday, December 24th, 2011 في 23:28