ما أردت الحديث عن الانتخابات البرلمانية وما سيسفر عنه السباق والصراع الدائر الآن بين الأحزاب وكل التيارات والائتلافات.. بعدما أثبت الماضي والحاضر دون جدال أن القوي لا يسانده إلا الأقوياء.. ومن بيده مقاليد الحاضر والمستقبل يهادنه ويسالمه ويرتدي ثوبه “القصير” كل طامح ومن يدعي أنه صالح.. إما مؤيد وإما مساند وإما مقدم القرابين لآلهة المنح والمنع “فصيل من الساسة” آملين الثمرة بعد ان أينعت وحان قطافها.. هكذا بات وأصبح وأمسي حال الساسة والمتسيسين في بلادنا منذ الآزل.
وما معني ان يحاصر مجموعة من البلطجية احدي القري مشهرين أسلحتهم الآلية في وجه ابنائها العزل المسالمين الآمنين علي مداخل القرية وقد اذاقوا أهلها أبشع أنواع الرعب والفزع والإرهاب بعدما أذاعت ميكروفونات مساجد القرية معلنة عدم خروج الأطفال والنساء إلي الشوارع بعدما نهبوا ما نهبوا خشية ان تلتهمهم أمنا الغولة وقد تحولت إلي وحش ولم تجد من يقاومها أو يردعها منذ قيام ثورة التحرير ورغم الحكومات المتعاقبة ورغم كل هذا الصراخ والعويل ليس خوفاً فقط علي الممتلكات والأطفال والنساء ولكن أيضا الرجال.. بعدما وصل هذا الشبح مداه وفرض نفوذه وسطوته بالدرجة التي جعلت رجلاً يقود سيارته في وضح النهار بمدينة الإسماعيلية وإذ به يفاجأ بثلاثة من عفاريت الانس ملثمين يستوقفونه تحت تهديد السلاح.. وقد استطاع الاسراع بسيارته مذعوراً وهم من خلفه حتي وصل جمع من الناس توقف وأخذ يستجديهم لنجدته وإغاثته.. فلم يكونوا له إلا الناصح الأمين قائلين له اترك السيارة وانفد بجلدك هنا وجدتني وعلي مد البصر أشاهد أبعد مما يحدث في بلاد عصابات الجريمة المنظمة أو بلاد المافيا بانجلترا وهو وبكل حسرة وألم ما يحدث في سوريا الوطن الشقيق وقد تحول إلي معتقل كبير يضم بين جدرانه أهله وأطفاله ونساءه.. ومن أراد الخروج من معتقله الصغير “بيته” فلم يجد إلا رصاصة وقد استقرت بصدره علي يد الشبيحة المرتزقة الذين استعاون بهم مع زبانيته رئيس المعتقل الكبير.. فالأسد الذي تحول إلي فك مفترس بعدما تنصل وانسلخ من سلالة الأسود ليروي ظمأه بدماء شعبه المكلوم كمصاص الدماء المتعطش الذي لم ولن يرتوي حتي وإن شرب وتجرع مياه المحيط كأساً كأساً.
الغريب والعجيب ان كل ذلك يحدث والمجتمع الدولي لم يحرك ساكناً وكأنهم صم بكم عمي لا يعقلون.. ولكنها الأقدار ان تكون سوريا ليست بالدولة النفطية بحيث لا تملك الغاز والجاز ولا تملك مفاتيح المستقبل قبل الحاضر حتي يتدخل حلف النيتو أو أمريكا وغيرهما من الأقوياء بغية المساندة والثمرة مازالت لم تنضج بعد فمنها يقطفون.. ولا جاز ولا غاز فماذا يكسبون؟!
فالساسة هذا منهجهم وسلوكهم في كل بلاد الدنيا.. القوي يسانده الأقوياء.. ومن يملك مفاتيح الحاضر والمستقبل.. يمتلئ قطاره ويتسطح فوقه ويتشعبط بقضبانه الطامعون.. ولو كان له مقام مزعوم يتعلق بأستاره المذيفون.. وحلقات الذكر بالساحة تقوم.. ومدد ياسيدنا مدد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
من هنا وبعد أن أصبحت الصورة بهذه القتامة ينبغي ويجب ويتحتم علي الجميع الشعب قبل الداخلية ووزيرها الجديد “الضرب بيد من حديد” والتصدي لهذه الحالة الغريبة علي مجتمعاتنا قبل ان تتفشي أكثر وأكثر وتتحول إلي ظاهرة.. وعندها يفيد بإيه الندم والبكاء علي اللبن المسكوب.
السيد بدر
احداث مصر
الامان قبل الخبز و الانتخابات البرلمانية
اضيف بتاريخ: Saturday, December 24th, 2011 في 23:27