مصر تحترق.. مصر تشتعل.. مصر تنهار.. مصر تتراجع.. مصر تتهاوي.. مصر تنزف.. مصر تتمزق.. مصر تتعرض للتخريب.. مصر تتعرض للدمار.. مصر تتعرض لمؤامرات دنيئة.
مظاهرات.. احتجاجات.. اعتصامات.. مصادمات.. اشتباكات.. طوب.. حجارة.. قنابل.. رصاص.. مولوتوف.. تدمير.. حرائق.. رعب.. فزع.. خوف.. عنف.. فوضي.. سرقة.. نهب.. قتلي.. جرحي.. اعتقال.. خسائر اقتصادية.. كوارث اجتماعية.. انفلات أمني.. انفلات أخلاقي.
كل ذلك وأكثر شهدته مصر المحروسة.. أحداث مؤسفة ودامية شهدها ميدان التحرير بقلب القاهرة والعديد من الميادين بالمحافظات وراح ضحيتها العديد والعديد من الضحايا بخلاف المصابين بالمئات.. كل ذلك وأكثر شهدته مصر المحروسة بعد نجاح ثورة 25 يناير وسقوط النظام ورموزه.
يكاد المرء يصاب بالذهول مما حدث في الأيام الأخيرة من أحداث مؤسفة ودامية بين المتظاهرين من جهة وقوات الشرطة والجيش من جهة أخري.. يكاد المرء يصاب بصدمة عنيفة بسبب تدهور الأوضاع في القاهرة وبعض المحافظات وتحول ميادينها وشوارعها إلي ساحات حروب وسقوط قتلي وجرحي وتدمير منشآت وإحراق سيارات.
مما لاشك فيه أن تلك الأحداث تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا نسير في طريق محفوف بالمخاطر.. تؤكد أن البلاد تمر بأزمة حقيقية.. تؤكد أننا نمر بحالة فوضي عارمة.. تؤكد أن هناك مؤامرة دنيئة علي هذا البلد وهذا الشعب.
ويبدو أن الشعب المصري مكتوب عليه الحزن والحسرة والألم والمعاناة والقهر والظلم والقمع.. مكتوب عليه البطالة والجوع والعطش والمرض.. فرغم نجاح الثورة وسقوط النظام ورموزه إلا أن الأوضاع الحالية التي تمر بها البلاد لا تسر عدواً ولا حبيباً.. الثورة مهددة بالضياع والبلاد مهددة بالانهيار والشعب يعيش في أزمة حقيقية بسبب افتقاده للأمن والأمان والاستقرار.
لقد عاني الشعب المصري طوال حكم النظام السابق من الفساد والاستبداد والاعتقال والتعذيب والتزوير وانتهاك حقوقه.. عاني من البطالة حتي تحولت إلي ظاهرة خطيرة دخلت كل البيوت.. عاني من شتي الأمراض الخطيرة التي أصيب بها بسبب المبيدات المسرطنة والأغذية الفاسدة التي استوردوها لنا من الخارج.. عاني من القتل فوق الطرق المختلفة وداخل القطارات المتهالكة.. عاني من القتل في أعماق البحار.. وعندما خرج هذا الشعب بثورة عظيمة أسقط فيها النظام ورموزه الفاسدين استبشرنا خيراً بتحسين الأوضاع وتطهير البلاد من الفاسدين والقضاء علي ظاهرة البطالة وتحقيق العدالة الاجتماعية ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فقد أتت الرياح بما لا تشتهي السفن فسرعان ما تحولت البلاد إلي فوضي عارمة وتقهقر الاقتصاد وارتفعت نسبة البطالة وافتقرنا إلي الأمن والأمان والاستقرار.. الفوضي سادت كافة أرجاء البلاد وانتشرت السرقات بالإكراه واقتحام أقسام الشرطة لتهريب المساجين.. الشوارع الرئيسية والميادين العامة اكتظت بالمظاهرات والاعتصامات الفئوية المطالبة بحقوق غير مشروعة.. قطع الطرق السريعة وتعطيل حركة السكة الحديد أصبح من المألوف أن يتكرر يومياً.. الشوارع والميادين تحولت إلي ساحات لأعمال البلطجة والسرقة والنهب والقتل وترويع الآمنين والاتجار في المخدرات والسلاح.
نعود إلي الأحداث المؤسفة والدامية التي شهدها ميدان التحرير بالقاهرة والعديد من المحافظات وخاصة الإسكندرية والسويس في الأيام الماضية فتلك الأحداث تجعلنا نخشي علي الثورة من الضياع بل ونخشي علي البلاد من الانهيار.. قد يسأل البعض عن المسئول عما يحدث.. ومن وراء تلك الأحداث.. ولماذا وقعت في هذا الوقت بالذات قبل بدء إجراء الانتخابات البرلمانية بأيام قليلة؟.. الإجابة ببساطة شديدة أن الجميع له دور بارز فيما حدث.. فالمجلس العسكري عاش في عزلة عن الشعب واكتفي بعقد لقاءات مع رؤساء أحزاب وشخصيات تنتمي إلي تيارات سياسية من وجهة نظري الشخصية لا يمثلون الشعب المصري بل يمثلون أنفسهم فقط.. حكومة شرف لها دور مهم فهي حكومة ضعيفة ترتعش لا تستطيع القيام بواجبها وفشلت تماماً في تحقيق طموحات الشعب بعد الثورة.. كما فشلت في إعادة الأمن والأمان والاستقرار إلي البلاد علاوة علي فشلها اقتصادياً ناهيك عن ارتفاع نسبة البطالة بصورة لم تشهدها مصر من قبل.
بالطبع الشعب له دور كبير فيما حدث أيضاً وهذا الدور لا يقل عن المجلس العسكري والحكومة معاً لأنه افتأت علي الشرعية وبالتأكيد ليست كل فئات الشعب وراء أعمال الفوضي والبلطجة والسرقات بالإكراه والسلب والنهب وترويع الآمنين.. بعض فئات الشعب استغلت حالة الانفلات الأمني وغياب الشرطة في تحقيق أهداف ومطامع غير مشروعة أدخلت الرعب والفزع إلي نفوس الآمنين.
الأحزاب والتيارات السياسية لها دور بارز في حالة الانهيار التي وصلت إليها البلاد حالياً لأنها حاولت استغلال الفوضي لتحقيق أغراض شخصية وأيديولوجية وانتخابية وتفرغ قيادات تلك الأحزاب الورقية والتيارات السياسية لتصفية حسابات فيما بينهم من أجل الوصول إلي مكاسب انتخابية.
الإعلام لعب دوراً سلبياً عندما تسابقت الصحف والفضائيات علي إجراء أحاديث صحفية ومقابلات تليفزيونية مع أشخاص لا يهدفون إلا لتحقيق مصالح شخصية مستغلين حماس الشباب بعد الثورة وظلوا يسكبون البنزين علي النار حتي وقعت الأحداث الدامية والمؤسفة التي سقط فيها العديد والعديد من هؤلاء الشباب ما بين قتيل وجريح واكتفت تلك الشخصيات الوهمية بالاستنكار والشجب غير عابئين بأرواح الشعب ومصالح البلاد.
أنا شخصياً أثق تماماً أن وقوع تلك الأحداث المؤسفة في هذا الوقت بالذات وقبل أيام قليلة من بدء إجراء الانتخابات البرلمانية ليس من قبيل الصدفة إلا أن هذا تم بتخطيط مدروس ومنظم من أجل تأجيل تلك الانتخابات وهذا يعني استمرار حالة الفوضي في البلاد وضياع الثورة وانهيار البلاد.. أثق تماماً أن هناك مؤامرات دنيئة تهدف النيل من هذا البلد الآمن وهذا الشعب العظيم أتمني أن يتم الكشف عنها قريباً.
أعتقد أن قرار المجلس العسكري وحكومة شرف بإجراء الانتخابات البرلمانية في مواعيدها المحددة سلفاً هو قرار صائب 100% لأنه أحبط المؤامرات الدنيئة التي كانت تهدف إلغاء الانتخابات أو تأجيلها.
ونهاية يمكن القول إن الشعب المصري هو الخاسر الوحيد جراء الأحداث المؤسفة التي شهدتها البلاد في الأيام الماضية.. الاقتصاد يتقهقر.. السياحة تتراجع.. الأوضاع في مصر المحروسة لا تسر عدواً ولا حبيباً.. الشعب لا يشعر بالأمن والأمان والاستقرار في بلد الأمن والأمان والاستقرار.. بأمانة شديدة أخشي علي البلد من الانهيار.. أخشي عليه من الفتن.. أخشي عليه من الحرب الأهلية.. مصرنا تحتاج إلي تكاتف كل أبنائها المخلصين الشرفاء.. مصرنا لا تستحق منا كل هذا الألم والعذاب والمعاناة.. يجب علينا أن نعلم أننا نسير في طريق محفوف بالمخاطر.. مصر يا سادة: تحترق أنقذوها يرحمكم الله.
جمال عبد الرحيم
احداث مصر
كلنا شركاء في وقوع هذا البلاء
اضيف بتاريخ: Tuesday, November 22nd, 2011 في 09:56
كلمات جريدة احداث: احداث, مصر, ميدان التحرير
تسلم يااخ جمال وعندك حق فى لأحزاب والتيارات السياسية لها دور بارز في حالة الانهيار التي وصلت إليها البلاد حالياً لأنها حاولت استغلال الفوضي لتحقيق أغراض شخصية وأيديولوجية وانتخابية وتفرغ قيادات تلك الأحزاب الورقية والتيارات السياسية لتصفية حسابات فيما بينهم من أجل الوصول إلي مكاسب انتخابية.
سوال لصالح مين الانهيار ة وتأجيل الانتخابات ايها الفوضوييين المرتزقة من ؟؟؟؟