لا أجد تعليقاً على مجمل الأحداث الراهنة سوى مقولة الزعيم الراحل سعد زغلول وهو يتحدث لزوجته قبل وفاته “مفيش فايدة ياصفية”.. فعلاًً مفيش فايدة نطلع من “فحرة” نقع في “دحديرة”. نخرج من الاضرابات لنصطدم بالطائفيات والانقسامات.. ومحاولات الوقيعة بين كل الأطياف.. الشعب والجيش والشرطة والفلول والثوار والمسلمين والمسيحيين.. سيول من العراقيل تجتاح طموحاتنا وتطلعاتنا ومساعينا نحو استقرار البلاد والنهوض بها للامام ولكن نعمل إيه؟؟.. “يموت المخلوع وفلوله بتلعب” فلا ندري من وراء كل تلك الدسائس والفتن أهم الفلول أم الأيادي الخفية أم البلطجية أم..؟؟!
المسلمون والأقباط يؤكدون عقب كل حادث طائفي أو فتنة أن العلاقات بينهم طيبة للغاية وأن ثمة اياد خفية تريد العبث بمستقبلنا وأمننا. وأتساءل من هي الأيادي الخفية؟! كذلك الأحزاب المصرية هي الأخرى -تؤكد أن مصلحتها واحدة وهدفها واحد وأن “مصر فوق الجميع” ثم نري عكس ما نسمع. انشقاقات وانقسامات واتهامات.. كل يبحث عن مصلحته.. وتنسي مصر أمام طموحات وأحلام الأحزاب.. مفيش فايدة!!
الإعلاميون والسياسيون والناشطون.. يجادلون ويتسفسطون ويعزفون على الربابة.. يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم.. يقولون ما لا يفعلون.. كلهم يرقصون على جثة الوطن.. صدق فيهم قول الرسول الكريم: “إذا أراد الله بقوم سوءاً ابتلاهم بكثرة الجدل وقلة العمل”.. نحن في زمن الجدل وقلة العمل. زمن “التعريض” زمن “بضيع يا وضيع”.. وكشكشها ومتعرضهاش. تلك هي ثقافتنا الخاوية.. وأحزابنا الهشة.. وهذا هو إعلامنا المتهاوي.. كل “يبكي على ليلاه!!” ويبحث عن “الكعكة”.. مفيش فايدة!!
سلوكياتنا وأخلاقنا لا تختلف كثيرا عن شوارعنا وبيوتنا. فشوارعنا ممتلئة بالقمامة وبيوتنا ممتلئة بالفساد ولا نطيق العيش فيهما.. وسنظل في القاع طالما بقيت سلوكياتنا على حالها ولم تتغير.. سنظل في مستنقع الأمم طالما بقيت ثقافة الخوف تراودنا وتطاردنا.. فالخائفون لا يصنعون الحرية والأيادي المرتعشة لا تقوي على البناء.. حفظ الله الوطن.
محمد لاشين
احداث مصر
مفيش فايدة
اضيف بتاريخ: Saturday, October 29th, 2011 في 03:27
أتفق معك فى جميع فقرات مقالتك , وكثيراً ما كتبت مايفيد ذلك , لكن إختلافى معك هو فى آخر مقطع من المقال , فقد قرأت شبيهه لمأمون فندى اليوم وقمت بالرد القاسى على مقاله التى هى كلها مثل فقرتك الأخيره , وإختلافى معك فى قولك ( سلوكياتنا وأخلاقنا لا تختلف كثيرا عن شوارعنا وبيوتنا. فشوارعنا ممتلئة بالقمامة وبيوتنا ممتلئة بالفساد ولا نطيق العيش فيهما ) , أولاً رفضى للتعميم , وذلك لأن الشوارع القذره تأتى قذارتها من أشخاص لم يتعودوا على النظافه ولكن هناك شوارع نظيفه , وفساد البيوت ليس شرطه إرتباطه الطردى بقذاره الشوارع , فتوجد بيوت واعيه نظيفه فى شوارع أفسدها أهل القذاره , فالعين تشمئز عند مُشاهدتها للقبيح , وعيون كثيره لا تنبهر بالشارع النظيف لأنها تجد أن هذا هو الطبيعى و لأنها تعيش فى بيت نقى نظيف , إن الفساد هو فساد النفوس وما أكثره وهو عدوى سريعه الإنتشار , وخصوصاُ لأجسام أشخاص لا تحمل المناعه والمقاومه الطبيعيه وهى العلم والتحضر , الجهل هو أسرع مناخ لتفشى وباء الفساد , الجهل فى إستخدام الحريه هو ما سيرجعنا إلى الوراء .