في توقيت بالغ الدقة والأهمية قبل إجراء الانتخابات البرلمانية وفي مرحلة خروج البلاد من العناية المركزة الى مرحلة الإفاقة جاءت ثلاثة أحداث جسيمة وخطيرة تهدد مسيرة الدولة نحو الحرية.. الحدث الأول مظاهرات ماسبيرو وما حدث خلالها من إسالة دماء المصريين.. وأنقذت العناية الإلهية البلاد من شر هذه الفتنة التي كادت تحرق الأخضر واليابس وتقود البلاد الى نفق مظلم وفتنة طائفية لن يسلم منها أحد ولكن الله سلم وخيب ظنون المحرضين الذين لا يريدون استقراراً ولا أمناً وسلاماً لمصر الحرية بعد إسقاط النظام الفاسد ومحاكمة رموز الفساد.
.. تجاوزت البلاد حادث ماسبيرو وبمجرد أن شرعت في فتح باب الترشيح للانتخابات البرلمانية حتى اشتعلت معركة قانون السلطة القضائية بين طرفي العدالة المحامين والقضاة ومع كامل التقدير لكلا الطرفين إلا أن توقيت مناقشة القانون وعرضه وإثارة المشاكل حوله لم يكن مناسباً خاصة أن رجال القضاء أمامهم مهمة شاقة في الانتخابات البرلمانية وكان ينبغي على جميع الأطراف الهدوء قليلاً لتجاوز هذه المرحلة وإجراء الانتخابات البرلمانية وإعطاء البرلمان فرصة لمناقشة القانون وتعديله بما يحقق صالح الطرفين ثم إقراره.
وفي زخم هذه الأحداث.. جاء إضراب أمناء الشرطة في توقيت الاستعداد للانتخابات ووضع خطط التأمين للجان جاء إضراب الأمناء في توقيت دقيق وقبل حوالي شهر من إجراء الانتخابات البرلمانية ليثير العديد من التساؤلات حول المستفيد من استمرار الإضرابات والفوضي في البلاد بدلاً من عبور هذه المرحلة الى الحرية الحقيقية والاستقرار ووصول البلاد الى نقطة بداية عصر جديد من الحرية الحقيقية والديمقراطية الواقعية بعيداً عن الفساد والشعارات.
لا أدري من هم المحرضون وأين هي الأيادي الخفية التي تكون دائماً وراء كل مصيبة.. وإذا كان البعض يتحدث عن محرضين معروفين.. فلماذا لا يتم الإعلان عنهم ومحاسبتهم.. وإذا كانت هناك أياد خفية وراء كل تلك الأحداث.. فلماذا لا يتم قطع هذه الأيادي التي تريد البلاد ضراباً ودماراً.. لماذا لا يتم إعدام المحرضين أتباع الفاسدين في ميدان عام.. لتمضي البلاد الى مرحلة الاستقرار.. بدلاً من التوترات والإضرابات والفوضي.
إن وعي الشعب المصري بكل فئاته بأهمية الحفاظ على ثورته البيضاء وضرورة محاسبة الفاسدين وأتباعهم والحفاظ على البلاد من الفوضي والإضرابات لكي نعبر هذه المرحلة الدقيقة في تاريخ البلاد الى بر الأمان هو الضمانة الوحيدة لتحقيق الأهداف المرجوة.