وسط الحالة الضبابية والتخبط التى نعيشها فى مصر لا أرى اى بصيص امل فى فكر متطور لوضع حلول لمشاكل مصر المستعصية والمزمنة
فكل ذو رأى او فكر يملك وسيلة عرض رؤيته فى وسائل الاعلام يتحفتا بآراء عبقرية لاصلاح البلاد والقضاء على مشاكلها
وجميعهم يقول ان رؤيته هى القضاء على الفقر واصلاح التعليم والقضاء على البطالة وحل مشكلة الاسكان وتحسين الخدمات الصحية و…و…
وكل من يقول ذلك …لم يقل اى شىء .. فقط عدد لنا المشاكل التى نعرفها جميعا وكأنه سيملك خزينة بها 500 مليار دولار لتنفيذ هذه الوعود
واذا كان هذا هو الواقع فلا يحتاج الموقف الى اى عبقرية فيمكن لأى شخص محدود الذكاء ان يحل هذه المشاكل اذا وفرت له التكلفة
ولكن الرؤية المتميزة التى لم نشاهدها حتى الآن هى كيف تتم هذه الاصلاحات فى ظل الوضع الاقتصادى الحالى
وهذا لم اره فى برنامج اى حزب او تحالف او مرشح برلمانى او رئاسى يجعلنى اشعر باطمئنان لهذا البرنامج وخروجة من نطاق الدعاية الرناة التى تنتهى بانتهاء التسابق الى نطاق الرؤية الحقيقية القابلة للتنفيذ
ولى حلم اتمنى ان اراه يتحقق فى بلادى ليس بالامنيات ولكن بحلول منطقية وواقعية سأحاول ان اضع معالمه هنا ان شاء الله لكى نصل الى تحقيقه
fajr
احداث مصر
مصر التى احلم بها
اضيف بتاريخ: Friday, October 28th, 2011 في 13:38
الاحتراف
الاحتراف هو سمة المجتمعات المتقدمة
والاحتراف يعنى التخصص – مع الاجادة فى هذا التخصص -ثم وضع معايير قياسية لهذه الاجادة والتقييم المستمر والتجديد فى الاجادة
ومن اهم سمات مجتمعنا فى الماضى والتى ادت الى ما نحن فيه من تخلف وتراكم المشاكل هو البعد عن ( الاحتراف) وادارة شئون الدولة بمنطق الهواة
وجدنا ذلك فى قمة السلطة الحاكمة التى تعمل بتوجيهات رئيس الدولة الذى لديه الرؤية الصائبة فى كل المجالات من الامن الى الاقتصاد الى الصناعة والزراعة والرى والبيئة والصحة والاعلام التعليم والفن والدين و…و…..
وتبع ذلك العدوى فى المستويات الادنى فالادنى حتى اقل موظف فى ادارة حكومية بحيث اصبحت كل تفاصيل حياتنا عشوائية ولايحكمها اى منطق او تخطيط او نظام
وانعكس ذلك على حياتنا بوجود مبانى مشوهة وقابلة للسقوط والى شوارع قبيحة وليس بها اى مقومات جمالية او وظيفية فلا تحتمل المرور او المشاة او الانتظار واصبحت ادارات خدمات الحكومة عبارة عن شبابيك صغيرة فى حوارى ضيقة يتقاتل امامها المواطنون فى زحام يسد الشارع تحت حر الشمس او المطر للحصول على الخدمة
واصبح لدينا خبراء معدودين هم الذين يتحفوننا بآرائهم فى حل اى مشكلة على صفحات الجرائد او شاشات التليفزيون وهم من يسمون بالنجوم من اعلاميين او مطربين اوممثلين او لاعبى الكرة
وللأسف هذه الوجوه تفتى فى السياسة والاقتصاد والدين والاستثمار والسياحة والزراعة والتلوث …..فلا نصل فى النهاية الا لمزيد من التلوث الفكرى والتشوه الاخلاقى
وحلمى ان نلتزم بالاحتراف بحيث نجد المحترفين فى الاقتصاد هم الذين يديرون قضايا الاقتصاد ومحترفون الهندسة والانشاءات والتخطيط هم الذين يضعون مواصفات البناء والمدن والشوارع والطرق وعلماء الطب هم الذين يحددون اولويات الصحة للمواطن ورجال القانون يضعون حلولا للمشكلات القانونية
نريد ان يتحدث الفنان فقط فى الفن ورجال الدين فقط فى الدين ونجوم الملاعب فقط فى الرياضة
نريد ان يتحول المجتمع جميعه الى افراد محترفين
طبيب محترف لايترك واجبه للتمريض فيموت المريض بعد نجاح العملية
مهندس محترف لايترك البناء للمقاول فينتهى مشوه وآيل للسقوط بعد التصميم المميز
ضابط شرطة محترف يصل الى تحقيق الامن بالقانون وليس بترك الامر للمخبرين لانهاء الامر بالبلطجة
محامى محترف -مدرس محترف – محاسب محترف -مدير محترف
سائق محترف – نجار-حداد – ميكانيكى – كهربائى -بناء- سباك -نقاش -ترزى – بائع -حارس – حتى عامل نظافة
اذا نجحنا ان نجعل هذا الاحتراف هو سمة حياتنا فسنحعل مصر دولة قوية تنافس ارقى الامم
اول معالم هذا الحلم هو الغاء القاهرة (العاصمة )
الغائها كمقصد لكل الشعب المصرى ليبحث عن حل لمشكلته
الحصول على ترخيص – الحصول على موافقة -الحصول على مستند -الحصول على علاج -التقدم بشكوى – البحث عن حل — وقد رأينا سابقا حتى انسداد ابواب القاهرة للحلول واختزالها فى مناشدات منشورة لتدخل رئيس الجمهورية لحل موقف ادارى او رفع ظلم اجرائى
فبدلا من ان يذهب كل الشعب الى الحكومة فى القاهرة يجب ان تذهب الحكومة الى الشعب وتقوم بتقديم خدماتها الى المواطن من خلال ادارات تنجز جميع الاعمال على مستوى المراكز والاحياء
وبدلا من ان يبحث المواطن المصرى عن علاج للامراض المستعصية فقط فى مراكز معدودةفى القاهرة يجب ان تتحول جميع المستشفيات الجامعية على مستوى المحافظات الى مراكز طبية متقدمة لاتحتاج الى احالة حالات للقاهرة
هذا الاجراء لايكلف شيئا ولكن فقط يحتاج تنظيم ادارى وينتج عنه فوائد عظيمة وتوفير اقتصادى ضخم
اولا سيكون له اكبر الاثر فى حل مشكلة المرور فى القاهرة -التى يدخلها يوميا ثلاثة ملايين لقضاء حوائجهم – وبالتالى كثافة المرور على الطرق وتقليل الحوادث وتوفير الوقود
ثانيا توفير وقت ضائع للمواطنين يجب ان يستغل فى انتاج او على اقل تقدير يقلل من عنائه وسخطه
ثالثا النهوض بادارات الخدمات فى الاقاليم لكى تقوم بعمل مثمر حقيقى ومن خلال روابط حديثة بينها وبين المركز فى القاهرة عن طريق دوائر الانترنت او الفاكس او الهاتف لانجاز الخدمات فوريا وبيسر وامان
رابعا وقف الهجرة العشوائية الى القاهرة التى تحولت الى قرية كبيرة وجعل مراكز الطرد السكانى مراكز جذب فى كل ربوع مصر
خامسا يحتاج ذلك قانون واضح ومعلن عن النظم الاجرائية التى يتبعها المواطن للحصول على خدمته وعدم تضارب اراء الموظف المحلى عن رأى المديرية عن رأى الوزارة وانتظار الفرج لكى يتغلب احد الآراء وغالبا يكون الرأى المعوق