“الفتنة الطائفية .. أصبحت مصطلحا شائعا اليوم يتداوله الجميع علي مختلف المستويات الاجتماعية والثقافية.. واعتقد أن أحدا لن يختلف معي أن مثل هذا الخلاف أو الصراع لم يكن معروفا في المجتمع المصري علي مدي آلاف السنين منذ قدوم عمرو بن العاص إلي مصر وقوبل بالترحاب من أقباط مصر وعاش الجميع معا جيراناً وأصدقاء. يربط بينهم المودة والمحبة فكلاهما مصري وكل منهما يعبد الله بطريقته وأسلوبه ويؤكد هذا ما حدث أخيرا عند الإعلان عن قانون دور العبادة.. واعترض الأقباط علي بعض النقاط ولم تكن هناك مشكلة فقد تم الاتفاق ولم يكن هناك خلاف علي العقائد أو الطقوس أو غيرها وإنما كانت كلها إجراءات إدارية.. وبمنتهي السهولة والبساطة انتهت ولم تعد هناك مشكلة ذلك أنه لم تكن هناك فعلا مشكلة.
فالمصري له شخصية متميزة تجعل كل من يراه في أي مكان في العالم يعرف أنه مصري قبل أن يسأله عن جنسيته من خلال تعامله فهو شخصية متميزة ومن هنا كان الحقد الذي دفعهم لمحاولة اختراق المجتمع والتخطيط لإفساده والتفرقة بين أفراده بالدس والوقيعة وغيرها من الأساليب ومنها ما حدث عندما اشتعلت النيران فجأة في إمبابة منذ فترة قريبة وبدأت بفندق العمارة التي يسكنها أقباط بجوار الكنيسة وقد رأي أحد أبناء الحي كل شيء بنفسه واتصل تليفونيا بالتليفزيون وتحدث مع المذيعة ليحكي لها كيف حدثت تلك الواقعة وأن هناك غرباء عن المنطقة اعتقد عندما رآهم أنهم زوار لإحدي الأسر ولكنهم دخلوا الكنيسة ثم خرجوا ليدخلوا الكنيسة الأخري ثم انصرفوا وبعد لحظات اشتعلت النيران!!.. وسألته المذيعة سؤالا صريحا: ومن أين لك بتلك المعلومات وراح يؤكد لها أن هذا هو ما رآه بعينيه وأنه لم يتحرك من البداية لأنه اعتقد أن هؤلاء الغرباء جاءوا لزيارة لأسرة بالمنطقة..!!
نفس الأسلوب حدث في اطفيح منذ شهور وأعلن أهل القرية أنهم زوار ولم ينتبهوا إلا بعد اندلاع الحريق وطبعا بعد اختفاء الأغراب.
وما يحدث في المظاهرات لا يختلف عن هذا فقد أعلن بعض المتظاهرين أنهم رأوا من اندس بينهم ليشعل النيران ومن يقوم بالتكسير والتخريب.. وقد رأيت بنفسي فيما أذاعه التليفزيون عددا من الشباب يحملون عبوات مختلفة الأشكال والأحجام وقالوا إنها مملوءة “طوب” استعدادا للمظاهرة.
وارتفعت بعض الأصوات تحاول تبرير ما يحدث بأنه تراكمات لمشاكل لم تجد حلا.. ولكن كانت هناك مسكنات ومع ذلك لم يشيروا إلي مشكلة واحدة أو شيء من هذا القبيل وهذا يؤكد أنه ليس هناك مشكلة حقيقية ولكنه مجرد كلام يهدف لخلق ما يعلن عنه اليوم بأنه احتقان طائفي.. وأري أن هذا مجرد استنفار للمشاعر أو انفلات للأفكار وأن هناك من يزرع الفتنة بين الأخوة أبناء الوطن والتفرقة بينهم ولو فكرنا في التوقيت الذي تشتعل فيه تلك الأحداث فجأة وما يحدث لتهييج المشاعر لتأكدنا أنه مخطط مرسوم وبتدبير لتحقيق هدف محدد ومنها ما حدث مثلا ليلة ماسبيرو وما يحدث الآن بعد الإعلان عن موعد انتخابات مجلس الشعب.. ألا يشير هذا إلي شيء ما؟ أليست له دلالة؟!!
وأقول هنا إن مصر قوية والكل يعمل لها ألف حساب ومن هنا كان التفكير في زعزعتها أو هزها.. فكل الدول العربية يرون فيها الأخت الكبري وبهدمها يسهل السيطرة أو التحكم أو علي أقل تقدير التدخل بإيجابية في شئون تلك الدول الشقيقة.
ولا أقول للمصريين وحدهم انتبهوا.. فالمصري قوي وعلي قدر كبير من الوعي وليس من السهل استقطابه ولكن أقول للجميع وللأخوة العرب انتبهوا!!! فالأسرة العربية الكبيرة في خطر.
علية الصالحي
احداث مصر
أيها المصريون انتبهوا
اضيف بتاريخ: Friday, October 28th, 2011 في 05:25
ربك بكرا هيعدلها