حكي لي جدي رحمه الله منذ ما يقرب من أربعين عاماً حكاية اسمها نشارة الخشب قال فيها إن الحكومة ضحكت علي الغلابة سنوات طويلة وكانت تسقيهم نشارة الخشب المصبوغة بلون أسود مضافاً إليها بعض النكهات علي أنها شاي وذات يوم استيقظ ضمير الحكومة بعدما زادت الأمراض وأقر الأطباء أن سببها يرجع إلي الصبغات المضافة لنشارة الخشب واستوردت بعدها الشاي الطبيعي وقدمته إلي المواطنين الذين رفضوه واتهموا الحكومة بالغش والتدليس.. ثم ربت جدي علي كتفي وقال لي إياك أن تصبح يوماً نشارة خشب!! لم أفهم شيئاً ساعتها ومرت بي السنون ومازالت الحكاية عالقة في ذهني لم تمحها تقلبات الزمن ولا حتي عجلات القهر لأجدها تقفز بشدة علي الناصية لألمح فيها نصيحة جدي وأفتش في معانيها التي تجسدت هذه الأيام في شخوص أصبحنا نراهم ملء السمع والبصر رغم انهم نشارة خشب وأصبحنا نركن إليهم ونستند إلي أقوالهم ونجعلهم حجة فاصلة في كثير من أمور حياتنا رافضين في الوقت ذاته أن نقبل أصحاب الفكر والمرجعية الحقيقية الشوامخ الذين يستندن إلي العلم وصحيح الفهم كما رفض تماماً أجدادنا الشاي الأصلي يوماً واعتبروه مغشوشاً.
تري هل يمكن لهذا الشعب أن يتخلص من تلك العصابة السوداء التي ضربت علي عينه فأفقدته القدرة علي أن يفرق بين الغث والسمين وبين نشارة الخشب والشاي الأصلي هل يمكن أن نصبح أمة قارئة واعية لا تسمح لإبراهيم عيسي ورفاقه أن يحركونا بخيالهم المريض ومصالحهم الشخصية وأن نصبح علي وعي بأن هؤلاء الشخوص الذين صنعتهم المصالح ونفخت فيهم فلوس الفاسدين لتخلق أبطالاً من ورق تحركهم لكونهم من أبناء جلدتنا ليطعنوا في قوميتنا وفي وحدتنا ويصل الأمر إلي أبعد من ذلك فيهدمون بمعول شرهم قدوتنا في الدين من صحابة رسول الله بمخطط دنيء وخسيس آملين التشويش علي هويتنا الإسلامية والعربية والقومية ويقدموننا قرباناً أجوف لا يسمن ولا يغني من جوع إلي أعداء ديننا ووطننا ليمتطوا هم علي أجسادنا رحالهم إلي معتقدهم الآثم الخبيث فلا هم مصريون شرفاء ولا هم ملتزمون بتعاليم دينهم الهوي عندهم هو محرك ضمائرهم.
من قال إن واحداً مثل إبراهيم عيسى يمكن أن يكون وصياً علي شعب مصر بما يكتبه ويقدمه في قناته التي اعتلاها علي حساب أحلام الغلابة من أبناء هذا الشعب وحساب أوجاعهم وآهاتهم؟.. إن قطرات السم التي سالت علي صحيفته واضحة بما لا يدع مجالاً للشك لمن يكتب هذا ولعل الجائزة المزعومة التي حصل عليها من الخارج زادت من حرصه علي إرضائهم فكانت محرضاً علي ما سجله قلمه حيال قضية الأقباط المتظاهرين أمام ماسبيرو.. ياسيد إبراهيم لقد أسقطت الثورة وشعبها أقنعة الباطل التي ارتديتها أنت ورفاقك طويلاً في الماضي وأصبح من المستحيل أن تعاود الكرة من جديد مع شعب مؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فتحقق انتصاراً كاذباً باستخفافك بهذا الشعب فلا تزايد ثانية محاولاً النيل من علاقة شامخة أبد الدهر علاقة رحم ووطن ووصاية رسولنا الكريم بأقباط مصر خيراً.. فاتق الله.
مجدي طنطاوي
احداث مصر
ابراهيم عيسى و نشارة الخشب
اضيف بتاريخ: Wednesday, October 12th, 2011 في 00:28
كلمات جريدة احداث: احداث, احداث مصر, مصر
مقال محترم
اوافقك الراي تماما
عارف يااستاذ مجدى انت اكبر غلطان عشان تعمل للى مايساويش سعر وتمن ووجود – عاملين فيها افنديه ومكانهم فصول محو الاميه – اى واحد عاقل لما يسمع ويشوف ويقرا هيعرف مين عايز يخربها ومين عايز لها وقوف – كل التحيه لجيش مصر – وكل التحيه لاعلام مصر – اللى عايزين ولادها متوحدين فى صفوف – عنيا شافت مذيعه العربيه وهيا بتقول اوف اوف دا لما الصوره جابت قنابل الملوتوف وهى بتنزل بنارها على الجنود – ولما الصوره جابت قبضاى من الابضايات ومعاه جنزير طويل بيحش بيه الجنود – واللى بسمبك حديد بيفضى بيه كاوتش عجل المدرعات – كل الصور دى حصلت شفناها بالعنين – لكننا ليومنا للى عملها مش عارفين – لكن والا صوره منها عادها لنا التليفزيون طبعا علشان يلملم ومش عايز حريقه تقوم – خلى اللى يقول يقول واللى يهدد يهدد – جاى من امريكا لسه وجايب معاه الشر وبعد اللى يحصل يحصل وبعد الحريقه ماتقوم نسمع له صوت يقول انسوا المعونه تكون – الكل شايف وسامع والكل وياه عنين يقدر يفرق بيها للى يفرق يامجدى واللى عايزنا متحدين – الشعب بتاعنا واعى وبيفهم اللى يكون – واللى عايز يفرق خليه بغيظه مغبون .