ليس عيباً بالمرة ان يغير السياسي آراءه ويبدل مواقفه حتي وان انتقل من تأييد الشيء إلي نقيضه تماماً.. فالحياة قد تدفع الإنسان ان يعيد النظر في آرائه وأفكاره ورؤاه.
لذلك.. لا تفاجأ في المواقف المتغيرة وبمعدلات متزايدة في مواقف عدد من الذين يمرحون في الفضاء السياسي المصري الحالي.. حتي شاهدنا من كان متحمساً من قبل لإطالة الفترة الانتقالية الحالية. متحمساً الآن للعكس. أي إنهاء هذه الفترة الانتقالية واختصار فترتها لأقل وقت ممكن.. وشاهدنا أيضاً من كان يؤيد وبقوة النظام البرلماني لأن النظام الرئاسي يمنح سلطات هائلة للرئيس. ويفتح الباب للعودة للديكتاتورية.. يبدل موقفه بعد ان حزم أمره علي الترشح للرئاسة. ليؤيد النظام الرئاسي باعتباره هو الأصلح لمصر في هذه الفترة الحرجة من تاريخها. ولتثبيت أقدام الثورة وتمكين الثوار.
أما من كان رافضاً لفكرة القائمة الانتخابية الموحدة التي طرحها الإخوان مبكراً خشية فرض الإخوان وصايتهم علي الجميع فها هو ينتقل من الرفض إلي القبول بل والحماس الشديد لهذه الفكرة. باعتبارها السبيل الوحيد لإنقاذ الثورة وحماية البلاد من الفلول.
كما وجدنا من كان يستهجن من قبل انضمام النائب الذي انتخب مستقلاً لأي حزب يستهجن الآن عدم السماح له بذلك!.. بل ويعتبر هذا قيداً علي حريته يسوغ الطعن في دستورية قانون الانتخابات.
كل ذلك ليس مفاجئاً لي.. بل علي العكس انتظرته ومازالت انتظر ما هو أكثر منه.. أي بتبديل المواقف مرة ثانية وثالثة ورابعة.. فنحن في مرحلة تتشكل فيها سلطة جديدة محل سلطة سقطت.. السلطة الآن في بلادنا معلقة في الهواء وكثيرون يحاولون القفز للأمساك بها قبل غيرهم.. لذلك يصوغ هؤلاء مواقفهم حسب موقع كل واحد منهم قرباً أو ابتعاداً من هذه السلطة المعلقة في الهواء.. وكلما تغيرت هذه المواقع تغيرت هذه المواقف.
ولذلك علينا انتظار ثبات المواقف علي المسرح السياسي إلا بعد ان نفرغ من تشكيل السلطة الجديدة.. وبالتالي يجب ألا يستهجن بعضنا هذا التبدل المثير في المواقف.. ويجب ألا نحاسب أحداً -أخلاقياً- علي تغيير مواقفه.. ألسنا في مرحلة شعارها التغيير؟.. فهذا التغيير سوف يصيب حتي المطالبين بهذا التغيير والمشاركين في صنعه.
أنها سُنة الحياة ولذلك علينا ان نستعد لتقبل اختفاء وجوه عديدة تحتل الآن شاشات الفضائيات لتحل محلها وجوه جديدة.. ويجب ألا ننسي أن الدوام لله وحده.
عبد القادر شهيب
احداث مصر
لمصر الدوام لله
اضيف بتاريخ: Thursday, September 29th, 2011 في 06:48
كلمات جريدة احداث: احداث, احداث مصر, مصر
يجب على الجميع أن يضع هذا المثل نصب عينيه
( لـو دامـت لـغـيـرك مـا صـارت إلـيـك )