في سورة غافر وقد أطلق عليها سورة المؤمن (وذلك لتميزها بوجود قصة مؤمن من آل فرعون فيها )
في هذه السورة قصة رجل مؤمن من آل فرعون وصفه الله تعالى بأنه رجل مؤمن يكتم إيمانه خرج إلى قومه يريد أن يهديهم إلى سواء السبيل بعد أن وجد أن الفرعون يستخف بالقوم ويسير بهم إلى طريق الهلاك وهم يتبعونه ويستجيبون له وأنهم يسيرون في طريق التكذيب بسيدنا موسى بل وأكثر من ذلك بدئوا في التفكير في قتله بعد أن دعاهم الفرعون لذلك فوقف الرجل وقفة داعية وكأن له عشرات السنين في دعوة الناس إلى الحق وعرض نفسه لأشد الأخطار من فرعون وقومه ولم يثنيه ذلك عن قول الحق في حضرة الفرعون الجائر .
وقف الرجل يدعو القوم ويحاول أن ينير لهم الطريق حتى لا يقعوا في المحظور وهو قتل النبي موسى عليه السلام فينزل بهم أشد العقاب من الله ، وقد ذكر الله عز وجل كلام هذا الرجل في السورة آيات متتاليات ، بلغ قدرها أن تخطت في حجمها كلام كثير من الأنبياء في القرءان لم يرد ذكر كلامهم بمثل ما ورد عن هذا الرجل تقديرا لقوة إيمانه ولكلمة الحق التي وقف يقولها وللمنطق الرباني الذي استخدمه في دعوتهم رغم ما قد ينزل به من مصائب ونوازل رغم أنه ليس نبيا مكلفا وكان يقوم فقط بدور الداعي إلى الحق وإلى الله.
وقف الرجل ولم يترك حجة أو منطق من الممكن أن يذكرهم به إلا وذكرهم به ولم يترك شيئا من أمرهم من الممكن أن ينبههم إلى خطورته إلا ونبههم إليه في كلمات قوية وموجزة تختصر منطق الدعوة كله.
تعالوا معي نرصد التطور في هذا الحوار القرآني الجميل ، ونبدأ من حيث بدأ الفرعون في تطوير الأمور تجاه قتل سيدنا موسى ، ونقف بعد ذلك لنرى هل يمكن أن يكون بين آل الفرعون المخلوع مؤمنا كهذا الرجل يخرج ليشهد عليهم بالحق .
وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ(26)وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ(27)
هل رأيتم هذه الوقاحة ، أنها لا تقارن بما كان يفعله رجال مبارك من ضباط أمن الدولة مع الشباب من المعتقلين من الإسلاميين ومن غيرهم على مدار الثلاثة عقود ولست في حاجة أن أذكركم أو تذكروني ببعض العبارات التي كان يقولها الضباط للمعتقلين والتي تزيد كثيرا في وقاحتها عن وقاحة هذا الفرعون عندما يقول (وَلْيَدْعُ رَبَّهُ) أو عندما يقول (أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ ) وأنه لشيء عجيب حقا أن ينقلب المفسد في الأرض إلى شخص يسعى إلى منع انتشار الفساد في الأرض ، وهذا دائما ما كان يظنه ولازال يظنه مبارك ورجاله وجنوده وهو أنهم كانوا يحاولون منع الفساد والإرهاب والتطرف من أن ينتشر في الأرض ولكن في سبيل ذلك سرقوا بعض المليارات البسيطة التي تعينهم على تحقيق أهدافهم في منع الفساد ولم يلاحظوا أبدا أن ما قاموا به من فساد (ليمنعوا فسادا محتملا ) كان هو الفساد الأكبر الذي حدث على أرض المحروسة وهو ما أفسد مصر حقا وأغرقها في الفساد .
وكان أفضل وصف لهم من قبل سيدنا موسى وهو وصفه لفرعون وآله بالاستكبار وعدم الإيمان بأن هناك يوما للحساب ، وهي نفس الحال التي عليها آل مبارك الآن ، يسألهم القاضي عن أي تهمه ينكرونها تماما وكاملة ولا يتوقعون أن هناك يوما للحساب عند الله ، حيث ستشهد عليهم جلودهم ، ويتكبرون عن التصوير أمام العدسات وعن الظهور أمام الناس ويحاولون دائما تغطية الفرعون لكي لا يظهر أمام عدسات الكاميرات ، وقد يرى ذلك بعض الناس على أنه شيء طبيعي ، ولكني أقول أنه طبيعي عندما يكون الشخص غير معروف ولا يريد أن يشتهر بين الناس بتهمة معينة أو يتوقع أن يخرج بريئا فيحاول الحفاظ على سمعته ، لكن كل العالم يعرف أنكم محبوسون وأن الفرعون داخل القفص على سرير طبي فما سر عدم الرغبة في الظهور أمام العدسات إلا أنها نوع من التكبر لا معنى له ويساهم في زيادة شعوركم الداخلي بالإذلال بشكل كبير .
نتابع قصة المؤمن الرجل من آل فرعون ومع وقوفه ليقول أول كلماته ولنتابع منطقه وحجته الواضحة والتي يمكن توجيهها إلى أي كافر بالرسالات السماوية :
وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ(28) يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ(29)
يذكرهم الرجل بأن القتل في عرفهم ليس عقوبة من يقول وإنما هي عقوبة من يفعل وسيدنا موسى لم يفعل ما يستحق القتل من أجله ، ويذكر حجة منطقية أخرى أنه إن كان كاذبا ولم يكن هناك حسابا أو آخره فسيكون عليه كذبه وليس عليكم ولن يضركم اعتقادكم بوجود حساب او بعث أو آخره أن اكتشفتم في الآخرة أن الرجل كان كاذبا ، ولكن إن كان صادقا فبالتأكيد سيصيب من كذب بما جاء به بعض العقوبة ، ويذهب بهم بعد ذلك إلى منطق آخر وهو منطق عدم المغامرة بإهدار النعمة التي هم عليها الآن من قوة وظهور على أهل الأرض ، وإنهم إن كانوا هم أقوى من على الأرض فمن سينصرهم من بأس الله إن جاءهم وجميع من دونهم من الأمم هم بالتأكيد أقل قوة منهم.
ويرد الفرعون ( مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) ، وأقول هل رأيتم أن مبارك في مرة من المرات قال أنه لم يهدنا إلى سبيل الرشاد وأنه في مرة من المرات قد أخطأ كما يخطأ البشر .
وتعالوا معي نتابع بقية الآيات في قصة المؤمن ، وبعضها ليس من قول هذا الرجل المؤمن وإنما فضلت عدم قطع تسلسل الآيات وترك السياق القرآني كما هو .
وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ(30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ(31) وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ(32) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(33)
في الآيات السابقة يحاول الرجل أن يحذر قومه من مصير الأمم السابقة التي أهلكها الله لما كذبوا رسل الله كقوم نوح وعاد وثمود ، وكيف حل بأس الله بهم ، ويحذرهم أيضا من يوم القيامة ( يوم التناد حيث ينادي الناس بعضهم بعضا ) وما قد ينتظرهم فيه من العذاب إن هم كذبوا الرسل .
وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ(34) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ(35)
يذكرهم بأن الله قد بعث في أهل مصر رسولا قبل ذلك هو يوسف عليه السلام (وهو الذي بقى في مصر هو وأخوته ليكونوا بداية بني إسرائيل في مصر) فما استجابوا له حق الاستجابة بل ظلوا في ارتياب من أمره حتى إذا توفاه الله تمنوا ألا يبعث الله من بعده رسولا .
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ(36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلا فِي تَبَابٍ (37)
يبالغ الفرعون في تمرده وافترائه وتكذيبه لموسى عليه السلام ، بأن يأمر وزيره هامان بأن يبني له بناء شاهقا لعله يبلغ الأسباب ( يقصد طرق السماوات ) فيطلع إلى الله سبحانه وتعالى عن ذلك فيسأله عن موسى وهل أرسله إليهم أم هو كاذب مدعي ، وتظهر نيته في تكذيب سيدنا موسى بقوله ( وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا ) ، هو بذلك يحاول أن يستهلك الوقت ويجهد الناس ويجهد سيدنا موسى في قصص ومواضيع هو يعلم أنها كاذبة ، وأيضا يحاول أن يستخف بعقول الناس ويوهمهم أنه يقوم بشيء علمي وعملي يحاول به أن يثبت به تكذيب موسى عليه السلام ، وهو أول من يعلم أن صرحه هذا لن يوصله حتى لأقرب جرم سماوي وهو القمر .
وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ(38) يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ(39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ(40)
يحاول المؤمن أن يحض قومه على إتباعه ليهديهم طريق الخير ولم يقل كما قال فرعون ( وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) حيث نفى الأخير عن نفسه نفيا قاطعا احتمال أنه في إحدى المرات قد يهديهم غير سبيل الرشاد ، ويحاول أن يزهدهم في الحياة الدنيا التي من أجلها يستجيبوا لفرعون ويخافون من الخروج على طاعته ، وأن من عمل سيئة في الحياة الدنيا فلن يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا فإن الله يجازيه جزاء غير محدد ويتجاوز عمله بكثير .
وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ(41) تَدْعُونَنِي لأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ(42) لا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلا فِي الآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ(43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ(44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ(45) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ(46)
يقارن بين موقفه وموقفهم موجها لهم الكلام ، بأنه يدعوهم إلى النجاة من العذاب في الآخرة وذلك بعبادة الله وحده ، وهم يدعوه إلى عبادة أصنام لا تنفع ولا تضر وليس لأحد منهم أي علم بضرر قد تسببه هذه الأصنام إذا تم التكذيب بها ، ولا هي تستجيب لأي دعوة في الدنيا أو في الآخرة إذا قام أحد بالدعاء لها ، ويخوفهم الرجل من مصير المسرفين ، ويؤكد على صدق كلامه وأنهم سوف يعلمون صدق ما أمرهم به وسوف يندمون وقت لا ينفع الندم ، ويتوكل الرجل على الله ويستعين به في نهاية كلامه لهم .
وينبأنا الله بثواب الرجل ، وبوقاية الله له ونجاته مع موسى عليه السلام وإن مصير المكذبين كان هو النار ولا حول ولا قوة إلا بالله .
كانت هذه قصة رجل مؤمن يكتم إيمانه من آل فرعون قام ليقول الحق ، وجاء في المعجم الكبير (حدثنا عبيد بن غنام ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا يونس بن محمد ثنا حماد بن سلمة عن أبي غالب عن أبي أمامة أن رجلاً قال عند الجمرة: يا رسول الله أي الجهاد أفضل؟ قال: أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر .)
ولذلك فضل قائل كلمة الحق في مثل هذه الظروف يتعدى فضل المجاهد ، ونعود لآل مبارك فنقول لقد كان لفرعون وآله مؤمنا خرج من بينهم ليقول كلمة الحق ويشهد بها فوق رؤوس الجميع رغم ما لدى الفرعون من قوة وجبروت ، فهل سنرى يوما يخرج فيه من بين أركان نظام المخلوع رجلا منهم نظن أنه مؤمنا يغير سير القضايا التي تسير كما تسير السلحفاة وليشهد على اللامبارك وعلى رجاله وعصره بكل ما ارتكبوا من ظلم ، وعلى الرغم من أن اللامبارك حاليا هو فرعون مكسور فإنه لم يظهر من بين قومه رجلا واحدا يستطيع أن يشهد بكلمة الحق ، سبحان الله هل نقول أن عصر اللامبارك كان أشد فسادا من عصر فرعون القرءان ، أدعوا الله أن يظهر الحق من بين أظهرهم وأن تسود وجوه الظالمين .
نقول لمؤمن آل مبارك ، إذا كان يوجد من بينهم من نستطيع أن نطلق عليه هذا الوصف نحن ننتظرك والجنة تنتظرك بإذن الله إن خرجت على المسلمين لتفرح قلوبهم بكلمة الحق .