بائعة اللبن خارج القفص والرئيس المخلوع داخل القفص
عندما شاهدت محاكمة الرئيس السابق وولديه نزلت الدموع من عيني تبكى رجلا كان رمز لمصر والمصريين لمدة ثلاثين عاما واصبح مريضا يرقد على سرير متحرك لاحول له ولاقوه يده تعبث بانفه وبشعره مثله مثل البشر العاديين، وتاثرت ايضا عندما رايت ولديه وهما يقفان بجانبه يخفيانه عن الكاميرات ولسان حالهما يقول انهما يحرسانه بارواحهما
تاثرت من هذا المنظر فنحن شعب يقدس اللآباء ويجلهم ويحترمهم ويرفض اذلالهم
ولكن تبادر الى ذهنى حادثه صغيره حدثت عندما تخرجت والتحقت باحد مكاتب المحامين الكبار لاقضى فترة التمرين ، وبعد عدد من قضايا التاجيل كانت اول قضيه جنائيه تسند الى هى جنحة غش تجارى ، وانتابتنى فرحه غامره لاننى ساترافع فى جنحه ، وتبادر الى ذهنى المرافعات التى نشاهدها فى الافلام القديمه والمسلسلات وباننى ساترافع ولو مرافعه قصيره امام القاضى الجنائى بعد كم هائل من قضايا التاجيل التى لاانطق فيها سوى كلمتين بعد اثبات حضورى وكاننى كومبارس ناطق فى احد الافلام
وطلبت القضيه لكى اضطلع عليها وكانت المفاجأه ان المتهمه حدث لم تتعدى الثامنة عشره من عمرها وانها بائعة لبن، وان القضيه كلها انها اضافت الماء الى اللبن فاصبحت قضية غش تجارى لم يتعدى قيمة هذا الغش جنيهات قليله
وذهبت فى اليوم الثانى الى محكمة الجنح وكان على ان اسلم المتهمه الى قفص الاتهام وعندما سالتها وجدت انها لاتعى شيئا ممايحدث لها فهى لم تتلقى اى تعليم وقد توفى والدها وتركها هى ووالدتها واخواتها ،، وبعد مرض والدتها خرجت هى لتبيع اللبن ولما وجدت ان النقود التى معها لاتستطيع ان تفى بثمن الدواء لوالدتها،، فقد قررت ان تزيد من اللبن حتى تستطيع ان توفر بضعة جنيهات تشترى منهم الادويه
اندهشت من انها لاتعى انها ارتكبت جريمه ، واشفقت عليها وهى خائفه خوفا رهيبا مما يحدث حولها ، وبالرغم من ان فارق السن بيننا وقتها لم يتعدى بضع سنوات قليله الا اننى احسست بالمسؤليه تجاهها وبالاشفاق عليها وهى تستنجد بى وتصرخ كلما ابتعدت عن القاعه
احسست انها ليست مجرمه فهى لم تتلقى تعليم اوتربيه يعلمها الحلال من الحرام
وهى مسؤله عن ام مريضه واخوات صغار هى اكبرهم وقد هداها تفكيرها ان زيادة بعض الماء فى اللبن لن يضر احد ولكنه سيوفر لها بضع جنيهات تشترى بهم الدواء
ومن واقع احساسى بالمسؤليه عنها استاذنت ان لاتدخل قفص الاتهام وان اجلسها على سور القفص من الخارج تمييزا لها عمن فى القفص من معتادى الاجرام
لاادرى لماذا تذكرت هذه القضيه الآن وانا اتابع محاكمة الرئيس السابق وولديه
ربما لاننى احسست ان هناك فارق كبير بين من يختلس بضعة جنيهات لكى يطعم اطفال وهو العائل الوحيد لهذه الاسره ،، وبين من اخذ المليارات من اموال الشعب وتنعم فى القصور ونهبها ،، واخذ اراضى الشعب ومصانعه وتاجر فيها،، ثم اخذته الجرأه ولااقول الوقاحه لان يتاجر هو واولاده فى ديون مصر وفى ثروات مصر
طبعا فارق كبير على قدر السرقه هذه الفتاه تأتى الى قفص الاتهام مذعوره تمسك بملابس محاميتها وتصرخ كلما انصرفت عنها وتحاكم بجنحة غش تجارى
والآخر ياتى الى قفص الاتهام فى طياره خاصه ومحام يتلقى اجره بالملايين وحرس يسد عين الشمس وتحيه من الضباط فى الدخول والخروج من القاعه ،، ويرحل بعد المحاكمه الى مقر الحبس على ذمة التحقيق ومااحلاه من حبس !! استراحه قوامها 11 غرفه فيها قاعة رياضه وقاعة اجتماعات واقامه على اعلى مستوى
ووجدت الدموع التى نزلت من عينى قد تحجرت ، وراحت نظرات الاشفاق على هذا الرجل المسن الذى يرقد على سرير متحرك ،وذهب التعاطف مع ولديه
وتبادر الى ذهنى الفارق الكبير بين طفله فى ملابس خرقاء تغش من اجل بضع جنيهات صغيره تنتظر الحكم ومعها محاميه صغيره تحت التمرين ،، وبين من غش وسرق عمر امه بكاملها لمدة ثلاثين عاما ولم يحفظ الامانه التى اولاها الله له
ورأيته وهو ينام اثناء المحاكمه ويتثاءب واحترت فى تفسير ماأشاهدة
هل هى ثقه فى البراءه فرقد مطمئنا هانئ البال فى ان كل مااتهموه به كان كذبا وافتراء وستبين المحاكمه هذه البراءه
ام هى لامبالاه بما يحدث وانه يؤدى دور فى تمثيليه على الهواء سيطلع منها زى الشعره من العجين وفلوسه فى الخارج تنتظره لينعم بها هو واسرته
ام هو السن الذى يجعل المخ لايتقبل مايحدث له من انكسار بعد عزه وجبروت فهرب المخ الى عالم تانى بعيدا عن المحاكمه ، نوع من الدفاع عن النفس
لاادرى ماهو التفسير المقبول ولكن تبادر الى ذهنى قوله عز و جل
(ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ( 204 ) وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ( 205 ) وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ( 206 ))
Amal abdalla
مصر اشرقت
مصر اشرقت
احداث مصر
بائعة البن خارج القفص والرئيس المخلوع داخل القفص
اضيف بتاريخ: Saturday, August 20th, 2011 في 10:29
كلمات جريدة احداث: احداث, احداث مصر, مصر, مصر اشرقت
كل بلد بيحصل فبها تغيير كبير زى اللى حصل فى مصر لازم يحصل بعدها مرحلة من عدم التوازن هذه المرحله تحتاج مننا كلنا صبر وعمل جاد واصرار على تحقيق ماقامت الثوره من اجله شكرا على التعليق
مقال جميل جداً ومؤثر فعلا ويارب الثورة تغير حاجة من الي بتحصل دلوقتي لاني مش شايف الا تدمير للبلد وبلطجة واعمال سلب ونهب لا تتوقف