إذا عدنا بالذاكرة للخلف قليلاً.. سنجد أن أحد أقسام الشرطة بالعريش تعرض لهجوم مسلح مؤخراً وأسفر عن مقتل ضابط واثنين من المدنيين.. وأصيب 12 مجنداً.. وقد ذكر شهود العيان وقتها أن المهاجمين كانوا يستخدمون سيارات محملة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة من نوعية “آر بي جي” و”رشاشات”.. وكانوا يتحدثون بلهجة شامية ويحملون شعارات إسلامية.. كما تعرض خط تصدير الغاز لإسرائيل بالعريش إلي التفجير أكثر من مرة.
كل هذه المظاهر تؤكد بشكل قاطع أن هناك من يحاول العبث بسيناء.. ومنذ أيام ركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية وألقت الضوء علي ما يحدث.. حيث ذكرت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي أن تنظيم القاعدة وشبكة الجهاد العالمي يتغلغل في سيناء ويسعي للسيطرة عليها.. وأكدت صحيفة جيروزاليم بوست أن أجهزة الأمن الإسرائيلية وعلي رأسها جهاز “الشين بيت” أصدرت تقارير في مايو الماضي.. حذرت فيها من تزايد بؤر الإرهاب في سيناء ومن الدور الذي تلعبه إيران في هذه المنطقة لدعم حركة حماس.
كل هذا يأتي في نفس الوقت ويتزامن مع طلب وزارة الدفاع الإسرائيلية بزيادة ميزانيتها الجديدة بعد أقل من يومين علي رفض رئيس الوزراء نتنياهو لتلك الزيادة وإبقاء الميزانية علي ما هي عليه.. علي الرغم من أن مخصصات وزارة الدفاع هي الأكبر مقارنة بالوزارات الأخري.
الأخطر في الأمر أن السبب الذي دفع وزارة الدفاع لطلب تلك الزيادة.. هو الشعور بالتهديد والخوف من حرب جديدة مع مصر بعد سقوط نظام مبارك.. واحتمالية الدخول في مواجهات عربية أخري..إذن نحن أمام طرفين.. الأول وهو “القاعدة” يسعي للسيطرة علي سيناء عن طريق تغيير الواقع الديموجرافي لها.. والثاني “إسرائيل” يتربص بنا ويتحين الفرصة لينقض علينا.
بالإضافة إلي ما سبق فإن نشاط القاعدة لم يقف عند هذا الحد.. بل إن جناح التنظيم في اليمن يسعي حالياً للحصول علي كميات ضخمة من بذور “الخروع” لاستخدامها في إنتاج سم “الريسين”.. وهو عبارة عن مسحوق أبيض وتصل درجة خطورته إلي أن جزءاً قليلاً منه يمكن أن يقتل إذا تم استنشاقه أو دخل إلي مجري الدم..كما أن الهدف الرئيسي لإنتاج ذلك السم هو سهولة وضعه في قنابل صغيرة يمكن تفجيرها في أماكن مغلقة مثل المراكز التجارية أو المطارات.
هذا السعي الدؤوب من جانب القاعدة لإنتاج ذلك النوع من السموم.. جعل الولايات المتحدة تشعر بالقلق والخوف من ذلك لأنها قد تكون مستهدفة في الفترة القادمة وعبرت عن ذلك بشكل صريح صحيفة نيويورك تايمز.. ونحن أيضاً يجب أن نأخذ حذرنا ونحتاط جيداً تحسباً لمثل هذه الأمور.
شأني.. شأن أي مصري غيور علي وطنه.. ولا أبغي سوي استقرار هذا البلد ورخاؤه.. لذا أرجو من كل المصريين بكل طوائفهم ومذاهبهم.. ثوار أو دعاة إنكسار.. أخيار أو أشرار.. سواء كانوا أصحاب ائتلافات أو انقسامات.. أن ينتبهوا إلي ما يدور ويحدث.. وكفي مهاترات.. وجدل ومشاحنات وأتمني ألا نشتت جهودنا فيما لا يجدي ولا يفيد وأن ننظر لما هو آت.
محمد المنياوي
احداث مصر
الأعداء يتربصون بسيناء
اضيف بتاريخ: Tuesday, August 16th, 2011 في 02:18
كلمات جريدة احداث: احداث, احداث مصر, مصر