بسم الله الرحمن الرحيم
مصر لا تفزعى , لقد استيقظت قبل النداء
فى مقالة سابقة كشفت سر صمت مصر وجميع من فيها , أمام الخطر ألمؤكد جراء سدود أثيوبيا , وقبله كتبت مقالة وضحت فيها خطر هذه السدود على مصر وبحد أدنى ولكنه مخيف , فى الوقت الذى نحتاج فيه لكل قطرة ماء , وبدأته بكلمات تقول ” سأخرج مثل المنادين , فى عهد الفاطميين , وأصرخ فى الناس أجمعين , وأوقظ النائمين , وأحذر الرمل والطين , وأصيح فى الأشجار والبساتين , وأعرف القمح والتين , وأنبه العلماء العارفين , وأخبر المسؤولين , وأقول للصحفيين , أثيوبيا تريد موتنا أجمعين .
لك الله يامصر , وحماك من أبناءك قبل أعداءك ” .
واليوم بعد أن أثبتت دور وزارة الرى فى هذه المهزلة , بقرارها بترك أثيوبيا تبنى ما تشاء , والذى سيؤدى إلى تفريغ بحيرة ناصر وتحويل المخزون إليها , فتكون مصر آمنة من خطر إنهيار السد العالى , وهذا الدور ألذى يتشابه تماماً مع الطبيب ألذى يقتل المريض , عندما يفشل فى علاجه , ويعتبر ذلك أكرم له من أن يعترف بفشله ويطلب تحويله لطبيب أخر , وهذا ما فعلته وزارة الرى تماماً , بل أكثر من ذلك بحيث أصبحت مثل هذا الطبيب , وفى نفس الوقت يرفض تدخل طبيب آخر لديه العلاج , وسوف أثبت ما يلى :-
1 – فى عام 2000م تقريباً , شاهدت مؤتمراً صحفياً للرئيس ألسابق حسنى مبارك فى إيطاليا , وسأله أحد الصحفيين عن عضو فى الكنيسيت ألإسرائيلى هدد بضرب السد العالى .
2 – كنت قد انتهيت تقريباً من وضع مشروع ” إزدواج نهر النيل ” , ولم يبقى إلا نقطة واحدة فيه , وهى أن أوفر كمية إضافية من مياه النيل ألمفقودة , فتركته وبدأت فى التفكير فى طريقة تأمين مصر من هذا التهديد , ألذى تعود عليه الإسرائيليون كل فترة .
3 – طريقة رد حسنى مبارك على السؤال كانت فاترة ومبسطة , فتخيلت أن هذا هو الرد المطلوب بدون إظهار عصبية , وأنه بمجرد عودته للوطن سيكلف وزارة الرى , بالبحث عن حل لهذا الوضع , يخرج مصر من هذه الدائرة من التهديد , واعتبرت أن هذا البحث والحديث عنه يجب أن يكون سرياً , وأكد ذلك عدم ألتعليق بعد ذلك عن هذا الموضوع , لا من مسؤولين , ولا من صحافة .
4 – قمت بعمل بحثين ألأول فى ديناميكية ما يحدث لو دمر السد العالى , بضربه أو بزلزال أكبر من 7 درجات بمقياس ريختر ” لا قدر الله ” , فهذا أيضاً تهديد طبيعى حيث يحيط بمصر حزامين للزلازل , ألأول حزام ألتلاقى ألأوربى ألأفريقى , ويمر بالبحر المتوسط , والثانى حزام شرق أفريقيا ويمر بالصحراء ألشرقية فى مصر , ولن يتخيل أحد ما أصابنى من حالة عصبية وبكاء عندما وقفت على حقيقة ما يحدث لمصر , لاقدر الله , فى هذه الحالة , وقد ذكرتها فى المقالة السابقة , وكان هذا هو دافعى ألأول فى وصل الليل بالنهار , فى البحث الثانى , وهو كيفية ضمان هذا التأمين , وفعلاً وفقنى الله , وأنهيته فى سنة 2002م .
5 – عندما بدأت فى البحث عن التأمين , إعتبرته بحثاً منفصلاً , فجنبت مشروع ” إزدواج نهر النيل ” , وبحثت بغير وضعه فى الإعتبار , ووصلت فعلاً إلى حل , ولكنه كان لا يؤمن بصفة كاملة , وهو فقط يقلل من الخطر , ولو أنه بدرجة كبيرة إلا أنه لم يرضينى , ففكرت باعتبار أن المشروع سينفذ وبدأت من الصفر مرة أخرى واضعاً ألمشروع وكأنه نفذ , وهو يغير من وضع بحيرة ناصر ومجرى ألنيل تغييرات جوهرية , فوجدت أن التأمين بالمشروع يكون كاملاً , وبذلك أصبحت طريقة تأمين مصر من هذا الخطر , جزء لا يتجزأ من مشروع أزدواج نهر النيل , وفى نفس الوقت أعلم أن الحديث فى مثل هذه الأمور لابد أن يكون سراً .
6 – توجهت فى بداية سنة 2002م , إلى أمن الدولة , ووضحت لهم الأمر , فطلبوا منى كتابة مذكرة بالموضوع موجهة إلى أولى الأمر , ومتابعتهم كل فترة , وتم التأشير عليها بالتصعيد , ومضت ستة أشهر , وكلما تأخر الرد توقعنا أن الأمر يصعد إلى مسؤول أعلى , حتى مرت ستة أشهر فقيل لى ” يبدو أن أولى الأمر لا يعنيهم من الأمر شئ ” , وانتهت صلتى بهم بهذا التعبير .
7 – كنت سنة 2000م , قد قدمت مشروعاً آخر يخص وادى ألريان , ينقذ ( 1 ) مليار م3 من المياه تفقد بالبخر سنوياً , ويستزرع 180000, مائة وثمانون ألف فدان , هى البحيرة نفسها ” أرض مغمورة ” , وسوف أوضح هذا المشروع بالتفصيل فى مقالة أخرى , ويوقف عملية خلط مياه الرى بمياه الصرف , والمشروع طبعاً يثبت غباء وزارة ألرى منذ 40 سنة , وطبعاً حاربوه , رغم تشجيع ألجميع له وثناءهم عليه وأولهم د / سعد نصار , وكان وقتها محافظ ألفيوم , وعندما تأتى مذكرة لنفس الشخص أو المهندس , بعد سنة ونصف فقط يقول إنه وجد حل لتأمين مصر , بل ويذكر باقى إنجازات ألمشروع , فى الوقت الذى يتصببون فيه عرقاً , ولا يعرفون فيه يمينهم من يسارهم , فلا بد أن يستغلوا وضعهم كوزارة , وثقة القيادة السياسية فيهم , ويخفون ويصغرون ويهمشون كما يشاؤون , ولذلك استمر الرد ستة أشهر , حتى وصل إلى القيادة ثم إلى وزارة الرى ثم إلى القيادة مرة أخرى , برد من الوزارة تجعلها تلقى بالمذكرة فى سلة القمامة , ولا ترد على أمن الدولة , وبذلك يصدق تشبيهى بالطبيب , ألذى يقتل المريض ألذى فشل فى علاجه , بعد أن يمنع أى طبيب آخر من التدخل , وقد ظهر اليوم ألحل ألذى وضعته وزارة الرى , وانتهجت سياسة محددة , فى تنفيده , وهو ألإستغناء تماماً عن بحيرة ناصر , والإستعاضة عنها ببحيرات صغيرة فى الجنوب , أى فى السودان وأثيوبيا , وبذلك يكون هذا الصمت , وأثيوبيا تسابق الريح فى بناء سدودها , وسط آلاف من علامات التعجب , حتى وصل ألخبر أو تسرب إلى أهل النوبة , ألذين هم أصلاً أصحاب الأرض ألتى غمرتها بحيرة ناصر , ونفذ مشروع توشكى ولم يتذكرهم أحد , أو تذكروهم بالتجنيب , فخافوا أن يجنبوا بعد ظهور أرضهم بجفاف البحيرة وتعطى لغيرهم , فبدؤوا يطالبون بها من اليوم .
وبذلك وضح كل شئ , وقد بدأ منذ عودة حسنى مبارك من إيطاليا سنة 2000م , طلب حل من وزارة الرى , تمام يافندم سنجد حل , بعد عامين عرض من محمد ألزكى ألحل سنة 2002م , لأ يافندم دى أفلام خيال علمى , وسنجد الحل , وسنة 2005م هذا هو الحل ألذى سهرنا فيه الليالى , ويستحق فلان وفلان , جوائز عليه , وهو الحل العلمى ألواقعى ألسحرى ألخرافى ووووو …. , وهو ألتخلص من سبب ألخطر , وهى مياه بحيرة ناصر , وكيف هذا ؟ , ماتخافش يافندم ألميه دى مش هاتضيع هاتكون فى الجنوب عند حبايبنا فى أثيوبيا , مع إنك زعلان منهم لكن معلهش , هايصلحوا غلطتهم , ………. .
ولا أى اعتبار لما سوف يفقد من مياه هناك على حساب مصر فقط , ولا أى اعتبار لما ستصل إليه مصر من وضع كالمتسولين تماماً للمياه , ولا حساب لما سيحدث من مشاكل فى مصر بين الصعيد والدلتا فى حالة نقص المياه , والتى من الممكن ان تتسبب فى حرب أهلية ترجعنا إلى الفهم ونبدأ فى التفكبر فى حرب أثيوبيا , ونرجع عن ذلك لأن تدمير سدود أثيوبيا يدمر شرق السودان الشقيق , وفى النهاية نستسلم , ونبحث عن مياه أخرى , حزمة معقدة من المشاكل والجنون , يمكن أن تدخل فيها مصر , والسبب جهل وزارة ألرى , ورفضها سماع الآخرين , والكبرياء , ألذى لا يسمح لأحد أن يدلى دلوه , حتى ولو كان دلوها بغير قاع .
واليوم وبعد أن تعقدت ألمشكلة , وأصبحت أثيوبيا تبنى باعتبار أنها بذلك تخدم مصر , وهذا واضح من تصريحات مسؤوليها , وصمت المسؤولين المصريين , وانتهت من بناء سد فى 2009م وبدأت منذ شهرين فى بناء الثانى , كيف يمكن حلها ؟
هذه المشكلة لن تحل إلا بتحقيق شرطين , ألأول توصيل المعلومة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بوجود مشروع آخر يحقق تأمين مصر من هذا الخطر , وبأيدى مصرية , وفى أرض مصر , وله إنجازات أخرى لصالح شعب مصر , وهو مشروع ” إزدواج نهر النيل ” .
أما ألثانى فهو المطالبة بتصحيح ألسياسة ألقديمة ألمبنية على أن أثيوبيا هى المنقذ لمصر ولها فضل فى بنائها هذه السدود , وتتولى ألقيادة السياسية والعسكرية هذه المهمة , ولكن يكون بين أيديها ألبديل , وهو ألمشروع ألذى لا بد أن يدرس أولاً .
ومن جهتى فسوف أعتبر هذه المهمة هى مهمتى ألرئيسية , فى المرحلة القادمة , إن شاء الله , ويلزم هذا ألسفر إلى أسوان والنوبة , لتعريف الناس هناك بأن أرضهم سوف يأخذونها , مخصبة بالطمى ومن أجود الأراضى فى العالم , لأن مشروع ازدواج نهر النيل يختصر ألبحيرة , وهو ” المشروع المصرى ” , وليس ” المشروع الأثيوبى بالتعاون مع وزارة الرى ألمصرية ” , ولابد من الوصول إلى كافة ألمسؤلين وتوضيح جميع هذه التفاصيل .
وبذلك يكون من الواجب ألتعاون , وقد لفت نظرى بمداخلة هذا ألشاب ألمصرى ألذى لم يكتب إسمه على مداخلته وكتب ما يدل على أنه شعب مصر , وأنا إعتبرت أن ما طلبه منى هو فعلاً أمر لى من شعب مصر , بعدم الإكتفاء بخطوة أو خطوتين , ومد الخطى ولو من الفيوم إلى أسوان .
مهندس / محمد الزكى محرم