بسم الله الرحمن الرحيم
قبل كل شئ فإننى أحيى كل مصرى وضع مصر نصب عينيه , وبذل من المجهود الفكرى والذهنى لها ما يكفى لكى يخرج بفكرة مشروع أو حتى مدخل لفكرة صالحة للدراسة , حتى وإن لم يصل إلى وضع تصور كامل وصحيح لفكرته , فيكفى أنه بذلك يمكن أن يلفت نظر المتخصصين إليها أو أى مفكر مثله , فيقوموا بالتالى بوضع التفاصيل المكملة لها , والمهم فى ذلك كله , ان يصب فى النهاية لصالح مصر وشعبها , وألا يكون سبباً فى ترك هذه المصالح والتخبط فى نزاع لا طائل منه سوى ضياع ما كنا نبغى تحقيقه .
وقد سبق لى ألتعليق على هذه الصفحة الرائدة , بعنوان ” ألملكية الفكرية لمشروع ازدواج نهر النيل ” , ووضحت توضيحاً مختصراً أننى بدأت فى أبحاث هذا المشروع منذ سنة 1983م , ونشر عنه فى صحف مصرية وعالمية منذ سنة 1996م و 1997م وحتى سنة 2000م , ووضحت فى مداخلات أخرى ما عانيت فى سبيل تحقيق مجرد توصيله للمسؤلين , لدرجة أنه قيل لى يوما فى وزارة الرى نفسها وبصيغة التهديد ” إلزم بيتك ولا تفسد علينا فرحتنا بمشروع توشكا , لأن ما تقوله هذا لو وصل للكبار فسوف يعتبرونك تتدخل فى السياسة العليا للدولة وتكون له نتائج لا ترضيك ” , وكان ذلك سنة 2000م , فالتزمت بيتى فعلاً وأكملت مشروعى بوضع تأمين لمصر فى حالة انهيار السد العالى ” لا قدر الله ” حتى سنة 2003م , ومنذ ذلك التاريخ وأنا أراجع فقط وأخرج الأوراق وأحفظها مرة أخرى , ويعلم الله أننى لن أخاف من الموت طوال حياتى , ولم ترجعنى هذه الكلمة بالتهديد خوفاً من اعتقال أو ما شابه , فأنا طبيعى مطهد ولم أحصل على وظيفة وجميع أعمالى أغلقت ومنها مكتب هندسى أغلق فى نفس السنة 2000م , وبذلك يكون ” ضربوا الأعور على عينه ” , ولكننى وجدت أن السعى فى ظل مثل هذه الأنظمة سوف لايؤدى فقط إلى الرفض , ولكنه سوف يؤدى إلى الوئد , وإلى الأبد , وهذا ما يهدم الهدف , لأنه ليس مثل المطالبة بالحرية , يكون الشهيد بها دافعاً لغيره ومحفزاً لهممهم .
ومع كل هذا لم أتوقف عن المحاولة , وفكرت فى دخول جحر الثعبان بدلاً من انتظار خروجه , وكان الدافع لتفكيرى فى وضع تأمين لمصر ضد انهيار السد العالى , هو مجرد سؤال من أحد الصحفيين فى إيطاليا للرئيس المخلوع حسنى مبارك , عن أحد أعضاء الكنيسيت ألإسرائيلى والذى هدد بضرب السد ألعالى , والذى لاحظت رده ألسخيف عليه وعدم الإهتمام به , فتخيلت أن هذه سياسة رزينة بعيدة عن الإنفعال , وأنه بمجرد عودته إلى مصر سوف يكلف جميع المتخصصين سراً فى حل هذه المشكلة ألتى تهدد أمن مصر , وتأكدت من ذلك بالصمت الرهيب عن هذه الجزئية بعد عودته منه ومن جميع المختصين والإعلام , وعندما وصلت إلى وضع هذا التأمين وإضافته إلى مشروعى , ووفرت به وحده مالا يقل عن 7.5 مليار م3 , من مياه النيل ألمفقودة بالبخر , زيادة عما كان بتوفير 16 مليار قبل ذلك , فكرت فى وضع هذا التأمين مدخلاً لى لعرض مشروعى , وبنفس الإعتبارات ألتى تصورتها , فتوجهت إلى أمن الدولة وشرحت لهم أبعاد الموقف , فطلبوا منى كتابة مذكرة توضح ذلك , وموجهة إلى أولى الأمر , ومتابعتى بعد ذلك لهم , وكلما سألت عن رد أكدوا لى أن التأخير دليل على تصعيد المذكرة لجهات أعلى , حتى مر أكثر من ستة أشهر , فاتفقنا جميعاً على ان اولى الأمر هؤلاء لايعنيهم من هذا الأمر شئ , وبذلك أغلقت هذا الملف فى بيتى حتى أواخر سنة 2009م , عندما فاجأتنى جلطة دموية , فى القلب , وأكرمنى الله بتوجهها إلى يدى أليسرى , والتى مازالت متأثرة بها , ولكنى نظرت للموضوع بنظرة أخرى , وهى أننى قد بلغت الستين من عمرى , ومثل هذه العوارض من الممكن ان تؤدى إلى موتى فى لحظة , والأعمار بيد الله وحده , وأنا أهملت فى توصيل ما ينفع الناس سبع سنوات , وسوف يحاسبنى الله على ذلك حساباً عسيراً لو دفن معى , وبدأت أفكر وأشركت معى جميع المحيطين , فأشار على أحد أصدقائى , وله زوج إبنته يعمل ضابطاً كبيراً فى حراسة الشخصيات الهامة , أشار على وضمن أنه كفيل بتوصيلى إلى جمال مبارك , وأنه سوف يتعلق بمثل هذا المشروع , لأنه سوف يوصله إلى كرسى ألرئاسة بدون فرض ولا توريث , وبمشروع قومى مثل جمال عبد الناصر تماماً , وبهتاف الشعب وليس اشمئزازهم , ولكننى من النوع الذى يفكر فى كل شئ بدقة , وبدون تسرع , وخاصة إذا كان الأمر يخص غيرى ومن هؤلاء إلا أهل وشعب وطنى , فقست هذا على مشروع توشكى , وتأكدت من أنه سوف يعامل بنفس الطريقة , من حيث هدفه الأول ألدعاية للرئيس , والثانى قصره على رجال الأعمال والأصدقاء الأجانب , والثالث تحويره وتدويره عن طريق خبراء النظام لكى يخدم الهدف فقط بصرف النظر عن اكتماله من عدمه , فقررت الرفض , بل وطلبت من صديقى نسيان الموضوع وعدم التحدث فيه مطلقاً مع زوج إبنته , وعاهدنى على ذلك , رغم كل الإغراءات بالمناصب والأموال وبالمليارات , وجدت أن ثمن ذلك هو كابوس سوف أساعد على وضعه فوق صدور الشعب المصرى مدى الحياه , وأن حل هذه المعضلة لا يكون إلا برحمة من الله سبحانه وتعالى لشعب مصر , وبه وبثورة شعبية جارفة .
ويعلم الله سبحانه وتعالى , أننى اليوم أتصور أن نجاح ثورة 25 يناير , كان مما كان به بدعائى ودعاء الآباء مثلى دعاء المضطر خمس مرات فى اليوم , قبل 25 سناير بعام كامل .
لم أخف من الموت طوال حياتى , ووجهى مشرف بآثار إصابات فى مظاهرات السبعينات , بل إشتركت فى مظاهرة سنة 1968م , وكنت فى الثانوية العامة بالسعيدية الثانوية , وأتذكر حتى اليوم ما كنا نهتف به بعد هدم سور المدرسة والخروج إلى جامعة القاهرة ” ألسعيدية تنادى الجامعة , ألسعيدية هتحمى الجامعة ” , وهاجمنا قوات الأمن من الخلف , وتسببنا فى شل حركتها , ويوم 28 يناير وبعد متابعتى لما يحدث من جرائم فى حق شباب مصر على قناتى ألمستقلة والجزيرة , والتى أبكت أشرف السعد وغادر الأستوديو , وأبكت جميع العالم , بما فيها من جبن وخسة , فى مقابل وقوف على المبدأ من هؤلاء الشباب , وهم يواجهون الموت , ويصرون على الإستمرار على مبدأ السلمية , لدرجة أنهم كانوا يسلمون للجيش من يقبضون عليه بسلاحه , وهم عزل ويضربون وضربوا بنفس هذا السلاح ألذى يسلمونه وهم فى أشد الحاجة إليه , ولن يلاموا لو استعملوه , ولكنهم أصحاب مبدأ حتى وإن كلفهم هذا المبدأ حياتهم , وعزمت على الذهاب إليهم , وارتديت ملابسى , وقبل خروجى متسللاً تذكرت مشروعى ألذى أدعو الله له بهذه الثورة منذ أكثر من عام , وأن موتى لو شرفنى وشرف أبنائى , فسوف يكون مقابله دفن المشروع معى , فتراجعت , ولكننى قررت وفى وقتها أن أدفع ثمن هذا التراجع , فلم أجد لدى خيراً منه نفسه أن يكون هو الثمن , مادام النفع منه أكبر من النفع بتضحيتى بالحياه , واعتبرته فى هذه اللحظة وبدليل الموقف , أن هذا المشروع فعلاً أغلى من حياة شخص مثلى , وربما دعاء متضرع بنجاة هؤلاء الشباب , ونجاحهم فى إسقاط هذا النظام الإجرامى , وتقديم هذا المشروع بدون مقابل , هو ما يعقله العاقل , وهو الثمن القليل لهؤلاء الشباب , سواء من نجى منهم أو لقى الشهادة , فقررت التنازل عن أى مقابل سواء مادى أو معنوى , ووقف ثواب هذا المشروع على أرواح شهداء هذه الثورة , وأرواح أبى وأمى وزوجتى , ورجعت مرة أخرى إلى التضرع فى الدعاء , حتى أتى الفرج من عند الله , ورأيت بعينى هؤلاء الشباب فى قمة السعادة بالنجاح بعد التضحية , وهم يهتفون ” حرية , حرية , حرية ….. ” و ” ألشعب خلاص أسقط النظام ” , وبدأت رحلة جديدة , فى محاولة توصيل ماعندى من أمانة لأصحابها .
ورغم سنى وخبرتى , فلم أتوقع أن النظام لم ينتهى بذلك , وحتى لوانتهت الفلول , فنظام الروتين والحقد والغيرة , ونظام الكراسى ألصغيرة قبل الكبيرة , مازالت سائدة , ويلزم لها ثورة أخرى .
وسوف لاأخفى شئ مهما كلفنى , فأنا أذكر حقائق , فبعد نجاح الثورة مباشرة , وقبل تشكيل الوزارة الجديدة , توجهت إلى أحد أصدقائى , وكنت أعلم أنه وكيل وزارة ألرى لشؤون بحيرة ناصر , وأعلم عنه ألنزاهة والأخلاق والتدين منذ أكثر من 30 سنة , وشرحت له ملخص مشروعى وبه ميزة رجوع الطمى طبعاً , ” وأحمد الله أننى لم استطرد فى كثير من التفاصيل ” , وأخبرنى أنه قد من الله عليه ونقل إلى الوزارة نفسها ورحمه الله من عذاب الحر فى أسوان , ” لاحظوا ألسيناريو ” , وقال لى إنه سوف يشكل لجنة من أفضل المهندسين بالوزارة , وأنهم بالواحد فى ذاكرته الآن , وطلب منى جمع أوراقى وخرائط المشروع وتجهيزها لحين تشكيل الوزارة , وبعد تشكيلها بيوم واحد طلبته تليفونياً ولم أنتظر عودته فى آخر الأسبوع , فقال لى بالحرف الواحد ” أفضل رأى أن أعرفك على معهد بحوث ألمياه لتعرض عليهم مشروعك ” , فأجبته بأننى لا أسعى للحصول على دراسات عليا بهذا المشروع , وشكراً , وبدأت أدخل على مواقع النت وأشرح ألمشروع , وبدأت بموقع د / عصام شرف , فى صفحة مصريات , وفى أحد زياراتى للنقابة ألفرعية , علمت هناك أن هذا المهندس نقل بناءاً على طلبه إلى أسوان مرة أخرى , ليعود إلى نفس المنصب , ويوم الجمعة 24/6/2011م , قرأت فى الصحف أنه قد درس دراسة علمية وعملية , مشروع نقل طمى النيل من قاع بحيرة ناصر , إلى الأراضى ألمستصلحة , فى الصحراء ألغربية , وأحمد الله أنه لم يقدر إلا على هذه الأضحوكة .
وقبل أن أكمل أوضح كيف هى أضحوكة , بل منذ أكثر من 33 سنة , فقد نشر أحد المهنسين فى مجلة المهندسين هذه الفكرة سنة 1988م , وأصبحت بعد ذلك أضحوكة المهندسين , لما فيها من تكاليف باهظة , ووجه أمين عام ألنقابة وقتها أللوم إلى رئيس تحرير ألمجلة , لأنه نشر ما يسئ للمهندسين ويجعلهم فى موضع نقد ألعامة من الناس , قبل ألتأكد من موضوعية ومنطقية ما ينشر , وبعد تشكيل الوزارة بوقت ليس قصير نشر أن وزارة الزراعة قررت وضع ألخطوات ألتنفيذية لتنفيذ فكرة مشروع لأحد باحثات مركز البحوث , بنقل طمى النيل إلى الأراضى ألمستصلحة , وحدد أنها على بعد 300 كم جنوب السد العالى , وأن الفدان يحتاج إلى سمك 25 سم , من هذا الطمى , فأعددت تقريراً عن هذه العملية , فوجدت أن تكاليف الفدان الواحد سوف تتعدى 150000ج , مائة وخمسون ألف جنيه , خلاف مصاريف إستصلاحه , وبذلك فلو سارت الحكومة وراء هذه أو ذاك , فسوف تنفق الملايين وربما ألمليارات , فى تجهيز أسطول سفن حفارة , أو معدات شفط , وأسطول سيارات نقل كبيرة من مال الشعب , ثم بعد أن يتأكد المسؤولون أن هذا المشروع فاشل , يبدؤون فى مرحلة التغطية , وإلقاء المسؤلية على بعضهم بعضاً , وإمساك كل منهم لذلة على الثانى , وكل هذا طبعاً سيكون بعيداً عن الناس , أصحاب هذه الأموال , ولو فكر مواطن من خارجهم فى مشروع مضمون يقولون ضرب من ضروب الخيال , كما قيلت عنى سنة 1986م , وبعد ثلاث اعوام جاءت ألمانيا , ونفذت وبالصدفة فكرة واحدة من أفكار مشروع لى قيل عنه ذلك , ومن دبلوم صنايع , لالشئ ولكن لأنه موظف داخل مصلحة حكومية , وأين الثورة من هذا ؟ .
أعددت مذكرة للدكتور / شرف , وضحت فيها خطر سدود أثيوبيا على مصر , ومشروع ازدواج نهر النيل , والخطأ القاتل فى مشروع د / فاروق الباز , وفشل مشروع نقل الطمى , وتوجهت إلى رئاسة الوزراء , بعد تلغراف أرسلته بثلاثة أيام أعددت فيها ألمذكرة , وذهبت , وحولت من باب إلى باب , وفى النهاية ثرت وهددت بالإعتصام وبأن سنى لن يمنعنى حتى من الإضراب عن الطعام لو لم يسمعنى أحد , فأخذوا منى ألمذكرة , وقرأ الموظف منها حوالى صفحتين بالتليفون على من قالوا لى إنه مدير مكتب د / شرف , وإحقاقاً للحق طلب منهم تركى للمذكرة وشدد على كتابة تليفونى , ورغم أنه مكتوب بطباعة الكومبيوتر , إلا أنهم صمموا على كتابتى له بالقلم , وكان هذا يوم 18/4/2011م .
إنتظرت حتى يوم 21/6/2011م , أى أكثر من شهرين , ولم يتصل بى أحد , فتوقعت أن المجنى عليه قد حول إلى الجانى للبت فى مظلمته , أى حولت المذكرة إلى وزارة الرى , وهذا موقف طبيعى من السيد مدير المكتب , ولكن ألغير طبيعى أن تختفى هناك , ولكن هذا طمأننى على الأقل بأننى خصم لايستهان به , ولا يستطيع من دفنها تقديم رد مناسب على ما بها من حقائق , وبقيت حرب الكراسى , فأعددت مذكرة أخرى ولكنها مختلفة , فهى عبارة عن تقارير فنية مهنية , حتى لا تفسر على أنها مجرد وجهات نظر , وأطلب فيها تحميل المسؤلية لكل من يثبت عليه تعمد إهمالها , بإثبات صحتها عن طريق مكتب خبراء وزارة العدل أو لجنة من أبطال سلاح المهندسين , وتوجهت بها يوم 21/6/2011م , ولكنى فى هذه المرة قوبلت برفض استلام أى شئ منى , وعلى فقط تركها والإنصراف , فحاولت ألدخول من باب ألمواطنين , والوصول إلى أى ضمير واع لمسؤل , ولكننى وبسبب الزحام الشديد , وقعت على السلم , ومازلت من يومها عاجز عن الحركة بسبب التواء قدمى , حيث انصرفت فى الحال , ولكننى لن أيأس , حتى لو اضطريت لتحريك دعوى قضائية , وأنا اليوم أستعد لها بل ولأكثر منها , فلا خوف اليوم وحتى وإن كان هناك خطر مما نويت الشروع فيه على حياتى فلن يثنينى هذا , مادمت متأكداً من أننى أحمى مصر وأموال شعبها , وأسعى لرفاهيته , فلا يصح بعد مثل هذه الثورة وبعد أن أمسك بزمام الأمور نظام طاهر شريف , أن يكون روتين أو حقد أو لا مبالاه أو أى شئ غير ذلك عائقاً , فهؤلاء مثل الأطفال ألتى تدخل فى حديث الكبار باللغو , ولابد من تجنيبهم , وعدم الإلتفات لما يصدرون من صغائر , والمهم فى هذا كله أننا اليوم ورغم نجاح الثورة , فالموظف كما هو والمسؤل كما هو , ولن أقول يجب ويجب , ولكننى أرى ان الأمل مفقود فى التغيير منهم ومن ذاتهم , بدون درس عملى يعرف كل منهم بهذا الدرس أ ن أموال شعب مصر قد تحررت من اللصوص , ومن المهملين والمتطلعين أيضاً , وأنه ليس حقل تجارب لكل من هب ودب , وليس سلم للمتطلعين , كان د / عبد الرحيم شحاته , حفظه الله , محافظاً للفيوم , وهو معلمى , وعلى يديه عرفت الكثير من طرق الإدارة ألسليمة , وخصوصاً , مع مثل هؤلاء , فكانت تدور مثلاً بمكان ما به مشكلة , ولتكن مشكلة صرف , وأثناء مناقشته مع المختصين , يدخل أحد المتطلعين فى الحديث , وهو متصور أن حديثه فى حد ذاته سواء صحيح أو خاطئ , سيكون سلماً للتعرف على المحافظ , وخلق خط بينهما , فيستمع إليه حتى النهاية , وبعد تمام حديثه يأخذ إسمه ومكانه ويطلب منه عمل تقرير بما يراه لحل هذه المشكلة , وتقديمه إليه , وطبعاً لا تقرير ولا حل , والكلام أصله بدون أساس , ويتذكر د / عبد الرحيم شحاتة , بعد وقت كافى ويطلب هذا الموظف إلى مكتبه , ويعرفه ماكان سوف تخسره الدولة لو نفذت ما قلت ولم تحل المشكلة , وينقله فى مكان آخر هو أنسب له وهو أنسب للمكان , ويكون بعيداً كجزاء إدارى لكى لا يفتى أى واحد فى مقدرات الدولة والشعب بدون علم , ولذلك نجح بعد تجنيب كل هؤلاء , وإثبات خطئهم , ولذلك أقول إن المشكلة فقط فى إثبات الصالح من التالف , ويلزم هذا ألصبر , ثم يكون هناك مثل حى وعبرة , بمحاسبة كل من هؤلاء أو احدهم والقضاء موجود والمجلس العسكرى موجود والنظام الجديد نظام الثورة موجود , ولا ينقص إلا ألصبر والسعى .
ولذلك اقول للأخين أو الإبنين , ألأستاد / أحمد فاروق أحمد حسن ألدسوقى , والدكتور / أحمد محمد مصطفى , وكذلك الأستاذة / سهى ألبغدادى , وأيضاً لكل أبنائى من شعب مصر , ” يكفى توارد الخواطر فى حب مصر , ويكفى أيضاً وجود عامل مشترك فى قلوبنا جميعاً هو عشق مصر , ولنتذكر جميعاً دماء الشهداء ألذين ضحوا بحياتهم وأيديهم متشابكة معاً فى حب مصر , وجميعهم أصحاب مبدأ واحد متفقون عليه , ولم يتراجع أحدهم أو يتنازل عنه , وهو ألموت او الرحيل لنظام فاسد , وبدماء هؤلاء الشباب الشهداء الشرفاء , نكتب ونشرح ونقول وننعم بحرية لم تشهدها مصر منذ قرون لا منذ 30 سنة , ونحن أولى أن نضحى بملكية فكرية من أجل مصر , فهيا معاً نضع أيدينا فى أيدينا , نغلب هذا النظام الوظيفى المتخلف , وهذه النفوس المتعفنة من أجل مصر , ولدى الكثير من التوقعات , لا لتوصيل فكرة أزدواج نهر النيل فقط , ولكن لجعل كل ضعيف نفس لا يعبأ بمقدرات مصر , يندم على ذلك , وإن لم يصلح من شانه حباً فى مصر , أجبر على ذلك , لأننا سوف نثبت أن مصر لم ولن تكون بعد اليوم مرتعاً لكل متسلق يدوس بقدمه رؤوس شعبها على سلم الترقى أو الشهرة , وسوف نبدأ ثورة جديدة نحن الأربعة , وأعرف أن كل حر فى مصر سوف يكون خامسنا , ورغم أنها ثورة إجراءات وبدون مظاهرات , إلا أنها لاتقل عن ثورة المظاهرات , وما أحوج مصر لها اليوم , وقد اختلط الحابل بالنابل لدرجة أن العظام يمكن أن يجرفونا لما هو غير محمود العواقب , وأصبحت الماء ببعض آرائهم تطلع فى العالى , بعد أن قال أجدادنا أنها لا تطلع العالى , ونحن لهم مصدقون , ولكن المهم هو كيف تثبت تلك الحقيقة البسيطة , قبل أن تقع الفأس فى الرأس ويحفر من أقواتنا حفراً فوق الماء , ونرى انه لا ماء يصعد ولا قوت لدينا , والدراسة ألدراسة ألدراسة , ولا أقول من ذوى الخبرة والعلم فقط , فأكثر من 90% من أفكار المشاريع هى أفكار ذكاء فى الأصل , ولا يلزمها العلم بصفة كاملة بقدر ما يلزمها المنطق والواقعية , فنستغنى اليوم عن نسبة 10% , ونسعى جميعاً فى 90% , حتى لايكون هذا المبدأ حجة لمن لا يريد مصر عليا .
وسوف لا أكتب تليفونى , فهو فى كثير من مداخلاتى , أكتب إسمى فقط , وسوف يتصل بى كل من يحب مصر كما أحبها , وبدون غيرة , فمصر الوحيدة هى ألتى يحب من يحبها أن يكون كل العالم يحبها , ولا يغار عليها من حبيب .
مهندس / محمد الزكى محرم