بسم الله الرحمن الرحيم
ثورة ألشهداء
إسمحوا لى أن أطلق على ثورة 25 يناير إسم ” ثورة ألشهداء ” , وأن أدعوا ألجميع لإطلاق هذا الإسم عليها رسمياً , ولى فى ذلك مبررات وأسباب كثيرة , وهى كالآتى : –
1 – لم تشهد مصر منذ ثورة عرابى ثورة مصرية , تجمع فيها كل هذه الصفات ألحميدة , وأولها ألسلمية , ورغم ذلك سقط فيها أكثر من ألف شهيد , وثانيها شعبيتها ألعريضة , فرغم أن من بدأها هم الشباب , إلا أنه سرعان ما ضمت كل طوائف الشعب , من رجال وسيدات وشباب وشابات , بل وأطفال , وجميعهم مسلمون ومسيحيون , ثم سقط منهم جميعاً شهداء , بل وسقط من الشرطة والجيش شهداء أيضاً .
ثورة 1952م سميت بالثورى البيضاء , رغم أنها كانت من الجيش , ولا أخوض الآن فى أسباب ذلك وتفاصيله , وانتفاضة 18 , 19 يناير سنة 1977م , سقط فيها شهداء , ولكنها لم تكن ثورة ولم تطالب بإسقاط ألنظام , وبذلك تكون ثورة 25 يناير سنة 2011م , هى أول ثورة فى مصر منذ حوالى ما يقرب من قرن , تتصف بكل هذه الصفات , ويكون بذلك ما أطلبه هو تماماً كوضع إكليل من الزهور على قبر كل شهيد , كلما تحدث متحدث عن هذه الثورة بإسم ” ثورة الشهداء ” , لأنه لابد أن يقابل المتكلم بهذا الإسم من المستمع بكلمة ” رحمهم الله ” .
2 – نحن الآن فى مصر تماماً مثل من أخرج من قبر , فى أخر لحظة بعد أن وضع فيه حياً , وأغلق عليه , فلابد أن تغمى عينيه بعد ظلام دام لأيام أمامها , ولابد أن يأكل ويشرب بنظام طبى دقيق , ولا بد أن يكون فى ذهول وربما يحتاج لمتخصصين فى العلاج النفسى , ولا بد أن ينسى الكثير عن حياته ولا يعود لطبيعته فى يوم وليلة , وهناك الكثير والكثير مما يلزم وقوف الجميع بجانبه , ولذلك فما يحدث اليوم من الممكن أن يأتى بآثار عكسية تماماً , نصل بها إلى وضع من التخبط والتدهور إلى ما لا يحمد عقباه , فكما من الممكن أن يصاب من خرج من قبر بالعمى إذا لم يتلقى نور الله بطريقة متدرجة , فمن الممكن أن نصاب نحن أيضاً بمثل هذا العمى , فلا نرى إلا أشياء ربما غير موجودة , وربما ليس بذات أهمية ما لا نراه , ويبدو أن هذا قد بدأ فعلاً , فمنا من يرى أن تعيين إبنه فى وظيفة , هو أهم شئ , ومن يرى أن حصوله على شقة , هو ما قامت من أجله هذه الثورة , ومن يرى أن الدستور أولاً أم الإنتخابات , هو الضامن الوحيد للديمقراطية , ونسى الجميع ” وأقول الجميع الجميع ” , أن دماء هؤلاء الشهداء , هى الثمن الحقيقى والوحيد , لما نحن فيه اليوم من حرية , وبها يقول كل قائل ما يريد ويطلب كل طالب مايحتاج , فى الوقت الذى كان لابد من فعل الكثير لهؤلاء الشهداء وأسرهم , بمجرد نجاح الثورة , وللجرحى أيضاً ألذين تعرضوا للشهادة لولا فضل من الله , وهم اليوم بيننا وكل منهم نموزجاً مجسماً للشجاعة والوطنية , وليست تعويضات وتكريم فقط , لالالالا , فهناك نصب تذكارى فى كل ميدان وكل مكان , لا يكلف شيئاً سوى قليل من الجنيهات , وهناك أسماء شوارع وميادين ومدارس وغير ذلك , وهناك تحقيقات لا بد من المضى بها كما تمضى التحقيقات مع الغير , وهناك ألغاز لابد من تفسيرها , وهناك إعلام لابد أن يذكرهم كل يوم خمس مرات , بدلاً من ذكر من يسعون للرئاسة , وهناك الكثير , وهذا وحده أكبر دليل على أن نظام حسنى مبارك مازال معنا بكل طباعه وجوارحه .
3 – لقد عظم الله الشهيد تعظيما , وجعله فى المرتبة الثالثة , وما أدراك ماهى هذه المرتبة , فهى بعد النبيين والصديقين مباشرة , ولذلك جعلهم أحياء إلى يوم الدين , ولكل منهم سبعون من أقاربه , يشفع لهم امام الله سبحانه وتعالى يوم الحساب , ووضع الله على رأسه فى هذا اليوم تاجاً , يسمى تاج الوقار , ألياقوته الواحدة منه خير من الدنيا وما فيها , وهذا الشهيد هو الوحيد فى عباد الله ألذى يغفر الله له كل ذنوبه قبل أن يموت , ومع أول قطرة من دمه , ويقيه من الفزع الأكبر , ويزوجه من العشرات من الحور العين , فهل يصح أن يكرمه الله بهذا وأكثر مما لاأعلمه , ولا نكرمه نحن بماديات فانية طوال ستة أشهر , أو بمجرد إسم ” ثورة الشهداء ” ماذا ننتظر ؟ .
والله سيحاسبنا الله على ذلك
ألمجد للشهداء والمجد للشهداء والمجد للشهداء , والعزة لمصر .
مهندس / محمد الزكى محرم
مهندس / محمد الزكى محرم
احداث مصر
ثورة ألشهداء
اضيف بتاريخ: Saturday, July 2nd, 2011 في 12:35
كلمات جريدة احداث: احداث, احداث مصر, مصر
نعم هذا كلام صحيح ولكن الشهداء اللذين سقطوا اقل من اللذين سوف يسقطون فى خلال الايام القادمة مع بروز الدور الحقيقى لافراد المجلس العسكرى وقدوم الانتخاباتوطريقة تسليم السلطة