تألمتُ كثيرا ً لِما وَصَلنا إليه من عدم التراحُم ، وأنا أراجعُ صَفحات ذاكرَة ماضينا العريق الأصيل المُرَصَّع بانتصارات الوَفاء والانتماء والتضحِيَة ونكران الذات . . كان الشعب المصرى بأكمله صفا ً واحِدا ً وقلبا ً واحدا ً رَحيما ً مُتراحِما ً منذ نكسة 67 حتى انتصارات اقتِحام خَطِّ بارليف عُنوَة بالعُبور الأجَلِّ بُطولة ً وبَسالة ً وشموخا ً من كلِّ انتِصارات المُنتصِرينَ عَبرَ تاريخِ المَعارك والحروب حديثا ً وقديما ً . . لم نكن نرَى بالشوارع والمَيادين لِصَّا ً أو منحرفا ً بسلاح أو قاطِع طريق ، مثلما نجدهم الآن بكلِّ الحَوارى والشوارع والمَيادين بمُحافظات مصر كلها ، وكأنهم اللعنة التى ابتليَت مصر بها هذه الأيام ، ناسين أنهم إنما يُهْلِكون أُمَّ أُمّهاتم المَحروسة بأيديهم . !! . وبجانب هؤلاء المُخرّبين مُحترفى الجريمة والإجرام ، مُشَكِّكونَ بلا أسباب وبلا ألباب تعى خطورة تشويه كلّ الأشياء ، وتشكيك البعض فى البعض ، وتمزيق الكلّ إلى الفرقة التى لن تثمِرَ غير العداء . . فأينَ الأمانة التى كان ينبغى على كلّ طوائف ومذاهِب الشعب كله حملها بجانب الجيش المصرى الوَفىِّ الوَلاء والانتِماء المتواضع مع مختلف فئات الشعب رغم قوّته ، رحمَة ً بأبناء الوَطن . . أليسَ هذا أعظم مَثل لتحمُّل القوات المسلحة المسئولية بصدق الأمانة وعشق الرسالة القوميَّة التى كُلفوا بها من القدَر المُقدَّر من عَل ٍ ، تتويجا ً لتاريخ البطولة والتضحية والفداء والعطاء ونكران الذات .
محمد إبراهيم البنا
احداث مصر
حنين العودة إلى روح أكتوبر 73
اضيف بتاريخ: Wednesday, June 8th, 2011 في 10:51
كلمات جريدة احداث: احداث, احداث مصر, محمد ابراهيم البنا, مصر
سلم هذا القلم الرائع الذي سطر حقائق واضحة باسلوب أدبي رائع وتحليل رصين لواقع الشعوب التي تناضل من أجل حريتها ثم تستسلم بعد نضحياتها لتتربع على عرش التضحيات سماسرة السياسة من الحزبيين ونخبها البعيدة عن قضايا الجماهيرية واللاهثة خلف بريق السلطة،، لتذهب الجماهير إلى معاناتها اليومية من أجل لقمة العيش،، فإلى متى ستظل الجماهير مطايا تصعد على ظهورها نخب زائف من سماسرة السياسة.