صَرَخَ أحَدُ المُشَوَّهينَ بمُستعمَرَةِ الجُزام ، فى وَجْهِ الطبيب الوَسيم الثَرىِّ : لكَمْ كنتَ سَيّئا ً قبل الثورَة ، وازددتَ سوء ً بعدَ الثورَة اليَنايريَّة . ! ! . رياحُ التغيير هَبَّتْ بما لا تشتهى سُفنُ جوع الجائعين وعذاب آلام المَرضَى المُبتلينَ ومَخاوف جَليد صَمْت المُعاقينَ العاجزينَ عَن استنشاق شَهيق الحلم ، واستِلهام خيال الحَرَكة بمُناجاةِ فاقِدِ الحَرَكةِ ، وتحرير المُعدَمين المُعتقلينَ بشقوق جُدران غُرَفِهم المُتآكِلة المُتهالِكةِ الغارقة الأدْمُعِ فى ذاكِرَةِ الطوفانِ الأوَّل ، والزلزال الثانى ، والبركانِ الآتى من أحشاء الأرض الحُبْلَى بالبُرهان الحاسِم أقدارا ً . . ما الفارق بين مبارك بحاشِيَته ، و 25 يناير ، حتى الآن . ؟! . وَصَدَى صَوْتِ الصَرْخة ما زال يُجَمِّعُ آهاتِ قبائل مَوْتانا الأحْياءِ بعَشوائيَّات الغالبيَّة العُظمَى التى لا تعرف أىَّ شيئ ٍ عن الإنترنت ولوغاريتمات الإنترنت وشباب الإنترنت وأطماع سَماسرة الحروب عبر النت المَكذوب المَكلوب ، كُلُّ ما يَعرفه العَشوائيُّون سُكان العَشوائيَّات المصريَّة شيئٌ واحِدٌ فقط ، وهو لقمَة ُالعَيش ، وكيفَ يَعيشونَ ويُنفِقونَ على أبنائهم ويُوَفرونَ لهُمْ حَياة ً مُتوَسّطة ً ، وهؤلاء هم الغالبية العُظمَى مِنْ تعداد الشعب المَصْرى العَظيم ، فلماذا يُنكِرُهُم شباب مَيْدان التحرير الذين يَعتبرون أنفسهم وحدهم جمهوريَّة مصر العربيَّة كلها ، ناسينَ جَهْلا ً وضَلالة ً بعدَ إنكارهِمْ لكلِّ مَنْ تعَدَّى الخَمْسينَ من العُمْر مُطالبين ببَترهم كُليَّة من الخريطة التحريريَّة اليَنايريَّة ، أنهم يُقطِّعون بذلِكَ كُلَّ جُذورهِمْ كلها . ! ! . الخَوفُ كُلُّ الخَوْفِ من تقطيع الجذور ، وتمزيق الوحدَة ، والمُتاجَرَة بالوَطَنِ لِحِساب أعداء مصر بالخارج . . مصر ليس لها أعداءٌ من أبنائها . . فَرَحِمُ الوَطَنِ لايَطرَحُ أبَدا ً عَدُوَّا ً . . إنما الغباءُ والعِنادُ قد أسْكَرا اللاعِبينَ بمَصير الأمَّةِ جَهْلا ً ومُراهَقة ً بفلسَفاتِ اللا مَعقول ، فواصَلوا وَصْلَ نسيان ضمير المُجتمَع المَشغول عن المرضى والجوعى والمظلومين قبل وبعد الثورة . . فإلى متى ستظلُّ قبائل الفقراء من المُستضعفين والمرضى والمُعدَمينَ والمعوقينَ مُهَمَّشينَ كُليَّة ً ، برَغم أنهم يَزيدونَ عن أربعين مليون مصرى ، بجانب أسْراب فِرَق البطالَةِ المُجَنِّحَةِ التمَرُّدِ يَأسا ً لِعَدَم حَلِّ مَشاكِلِهِم المُزْمِنة .
وصف القسم
أحداث مصر اليوم 2019 شاهد اخر اخبار الاحداث المصرية الاخيرة الان
بحث جريدة أحداث
COPYRIGHT (C) 2024موقع جريدة احداث اليوم : احد مواقع شبكة مصريات
سلم هذا القلم الرائع لقد استمعت بقراءة النص لغةً وأدباً ومضامين حية وتحليل رصين لواقع الشعوب التي تناضل ضد الطواغيت ولكن سرعان ما تستسلم مع مشاغلها اليومية ليسرق نضالها وكفاحها سماسرة السياسية بأوجها المحتلفة لتبدأ سرقة الشعب والوطم مرة أخرى وتطرسم عجلات الزمان طحارما تسب عجارف الدهر الطمرسة.