هناك هدف خبيث من مظاهرات يوم الجمعة القادمة 27 مايو ، وأكثر الشباب الذين يتحمسون للخروج مخدوعون لا يدرون عنه شيئا . الخطة وضعتها جهات خارجية بالاضافة الى الكنيسة المصرية مع فلول الوطنى وبقايا أمن الدولة وقيادات العلمانيين واليساريين ، وهى بالفعل بالغة الخبث والدهاء ..
فهم يعلمون أن المجلس العسكرى سبق له أن رفض مسألة المجلس المدنى الرئاسى ، و يكتفى الجيش بحفظ الأمن والاستقرار الى حين اجراء انتخابات برلمانية ثم رئاسية ، حسبما اتفق عليه الجميع من قبل .
كما لن يتحقق المطلب الثانى وهو وضع دستور جديد الاّن ، لأن أغلبية الناخبين قد وافقت على العمل بالتعديلات الدستورية خلال الفترة الانتقالية. وأما محاكمات مبارك وعصابته فهى بيد القضاء وحده طبقا للمبدأ المعمول به فى أعرق الديمقراطيات و هو استقلال السلطة القضائية .
وعلى ذلك فلن يستجيب الجيش الى معظم المطالب- طبقا للمخطط الاجرامى الموضوع- وبالتالى سيثور هؤلاء الشباب ، ويحدث صدام عنيف بينهم وبين الجيش أو فئات أخرى كثيرة من المواطنين ضجت من استمرار فوضى التظاهر العشوائى و الشلل التام فى أماكن التجمهر ،فضلا عن استمرار تدهور السياحة وقطاعات أقتصادية أخرى بسبب كل ذلك .
وطبعا هم يخططون لاسقاط أكبر عدد ممكن من الضحايا ، فتكون النتيجة أن يطالب الجميع بتأجيل الانتخابات عدة سنوات ، الى أن تستقر الأحوال ويستتب الأمن ، وهو بالضبط ما يسعون اليه منعا للتيار الاسلامى من الوصول الى السلطة ، و هذا هو الهدف النهائى الحقيقى لمظاهرات الجمعة القادمة و(ما يتلوها )!!
ولمن لا يقتنع بهذا أقول : راجع من فضلك تصريحات كافة خصوم التيار الاسلامى فى الداخل والخارج ، ترى أنها تواترت بما يشبه الاجماع على أن الاسلاميين هم الفائز الأكبر فى الانتخابات القادمة ، بدعوى أنهم أكثر تنظيما واستعدادا، رغم أن هذه ميزة وليست عيبا ، كما أن التأجيل اذا كان سيعطى وقتا كافيا للتنظيم والاستعداد فسوف يستفيد منه الاسلاميون بدورهم !
والقوم يعلمون أنهم لن يظفروا بتحقيق أيا من المطالب المعلنة ، ولذلك أعتقد -وأرجو أن أكون مخطئا – أنهم يسعون فقط و بكل السبل الاجرامية الى عرقلة اجراء أية انتخابات تأتى بالاسلام والاسلاميين ، حتى لو اقتضى الأمر أن يسقط مئات الألوف من أبناء مصر قتلى وجرحى ، فالغرض الحقيقى لمن يحركون ويموّلون المظاهرات فى فترة ما بعد الثورة واحد فقط و هو : هدم المعبد المصرى على رؤوس الجميع !!
وأخشى أن يكون حالنا مما ينطبق عليه قول الشاعر القديم الحكيم :
أرى بين الرماد وميض نار يوشك أن يكون لها ضرام