الثورة المخطوفة ( ٤ ـ ۷) البابا والرئيس والثورة ـ ثنائية الرعب والقطعنه
لا يمكننا بأي حال من الأحوال عند الحديث عن أحداث ( ٢٥ يناير ـ ١١ فبراير) تجاهل الموقف القبطي من الثورة بل لعلنا قد نتوقف كثيراً وطويلاً أمام الأقباط كقوى سياسة لا يمكن القفز عليها أو تخطيها عند رصد تلك الأحداث، والبابا شنودة كان وما يزال وسيظل دائماً يتنفس السياسة ـ راغباً أو مضطراً ـ ولا يمكن اختزاله أو تقزيم دورة بتوصيفه على انه زعيم ديني وروحي لأكبر أقلية في الشرق الأوسط فالبابا دائماً فاعلاً ومتفاعلاً بل أحيانا يكون محركاً للأحداث السياسية في طول البلاد وعرضها بل قد يمتد هذا الدور إلى خارج الحدود وهذا ما يضيف إلى شخصية البابا ملمحاً سياسياً كبيراً إذا ما أضيف إلى شخصيته الكاريزمية وجدنا أنفسنا إمام زعيم سياسي حقيقى لا ريب فيه ولا شك أدت طول فترة ولاية الرئيس السابق وما شابها من فساد إلى تكريس تلك الزعامة لتصبح مظهر من مظاهر الفساد المشار إليها سواء قبل البابا هذا التحول أم فرض عليه وهو ما طاب للدولة ونظامها فانسحبت تدريجياً من مواجهة التزاماتها تجاه الأقباط كمواطنين ورعايا وليترك شأنهم إلى البابا فإذا ما أضفنا الى هذا أحداث العنف والتطرف التي وقعت على الأقباط في ظل الرئيس السابق والسماح الضمني بتكرار تلك الأحداث لإحداث بعض التوازنات كان طبيعياً أن يتقوقع الأقباط ويتخندق السواد الأعظم منهم داخل الكنيسة ليتصدر البابا المشهد القبطي دائماً.
كان لافتا بل لعله صادماً موقف البابا في الإحداث فهو الشخص الوحيد من بين ٨٥ مليون مصري الذي أعلن تأييده للرئيس السابق ومساندته له بل حذرت الكنيسة أبنائها من المشاركة فى مظاهرات ٢٥ يناير ثم آلت الأمور لما آلت إلية فتم الإطاحة بالرئيس وركب الثورة من ركبها . فهل كانت قراءة البابا للأحداث قراءة خاطئة ؟ وهل خانت البابا حكمته وكياسته حين أعلن عن تأييده للرئيس بينما كل المؤشرات تؤكد أن الرئيس كان فى محنة سياسية كبيرة وأنه كان قاب قوسين أو أدنى من مغادرة الحكم إلى حيث لا رجعة ؟ ولماذا أصدر البابا فيما بعد بياناً يؤيد فيه الثورة ؟ وهل حقاً شق الأقباط الذين شاركوا في الثورة عصا الطاعة على البابا؟
الحقيقة إن النظر إلى موقف البابا من هذا المنظور يبتعد كثيراً عن جادة الحق والصواب، ولكن ما هي حقيقة موقف البابا من الأحداث؟ وكيف يمكننا فهمها للوقوف على حقيقة موقف الكنيسة من تلك الأحداث ؟
وحتى يمكننا الإجابة عن الأسئلة السابقة بحيادية تامة يجب علينا عند البحث عن الإجابات ألا نجتزئ مشهد (٢٥ينايرـ ١١فبراير) عن ما سبقه وما تلاه من مشاهد وإحداث بل يجب أن تؤخذ الأحداث كحزمة واحدة حتى تتضح المواقف وذلك على النحو التالي :
ــ لا يجب التغاضي عن حالة الغليان التي كانت تسرى في الوجدان القبطي والتي بدأت قبل ذلك بعام بمذبحة نجع حمادي والتي أخذت تتصاعد حتى بلغت ذروتها في ليلة رأس السنة الميلادية لهذا العام بحادث تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية
ـ لا يخفى على أحد حالة التذمر التي سادت الشارع القبطي بسبب البطء في محاكمة المتهمين فى مذبحة نجع حمادي والقبض على مرتكبي حادث القديسين
ـ الراصد للأحداث يتبين أنه لم يعد بالإمكان التحكم بحالة “ضبط النفس” للسيطرة على الأقباط وأن الأمر بدأ يخرج عن سيطرة الكنيسة والدولة بعد أن تم تهميش الأقباط وتجاهل التعامل مع الملف القبطي المتخم بالمشكلات وهو ما بدا واضحاً من الغضب الشعبي القبطي عقب أحداث القديسين على الرغم من مناشدة البابا لأبنائه بكبح غضبهم وهو ما يرسل دلالات واضحة تشير إلى أن هناك الكثير من الأقباط قد خرج عن القطيع وشرد وأن الكنيسة لم تعد بعد تحكم قبضتها على أبنائها اللذين تمردوا على سياسة القطعنه .
ولأن البابا يلاحظ عن كثب وبدأ يستشعر ارتفاع معدلات الغضب عند شعبة كان لابد أن يمنع هذا الشعب من الخروج للتظاهر للأسباب الآتية :
ــ لن يكون تظاهر الأقباط سلمياً بل سيكون عنيفاً إلى ابعد الحدود وسينفجر بركان الغضب القبطي الذي أخمده البابا قبل أيام من اندلاع المظاهرات ولا يعلم أحد إلى اى مدى سوف يدوى هذا الانفجار.
ــ البابا أراد أن يغلق باباً لو فتح سوف يؤدى إلى حرق البلاد فإذا ما خرج الأقباط للثورة أصبحت الثورة مبدأ لديهم في مواجهة أي مشكلات سوف تحدث مستقبلاً وكان البابا بعيد النظر في هذا لأنه أستشرف أن المشكلات لن تنتهي بنجاح الثورة فالقادم سوف يأتي لنا بمزيد من تلك المشكلات
ــ كان البابا يعلم مسبقاً أن أبناءة إذا ما خرجوا للثورة فإنهم سوف يتمردون من أجل اضطهاد طائفي حاق بهم خلال حقبة كبيرة من الزمن وهو ما كان يمكن أن يستنفر شركائهم في الثورة والوطن ويصبح ميدان التحرير نقطة الانطلاق لحرب أهلية كان هناك في ذلك الوقت من سيتلقفها على كفوف الراحة لأنها سوف تكون طوق النجاة للخلاص من تلك الثورة
ــ الأقباط غير مسيسين وليست لهم سابق خبرة في التظاهرات السياسية فهم في النهاية قطيع غاضب سوف يبحثون عن دليلاً لهم فإذا ما وجدوا هذا الدليل لا يُعرف كيف يمكن أن يستغل هذا الدليل هذا الحشد وإذا لم يجدوا أصبحوا دهماء يوجهون غضبهم على كل ما سوف يقع في طريقهم
ــ ومن هنا كان ينبغي على البابا تأييد الرئيس وهو يعلم أن الأخير قد أصبح الحلقة الأضعف في منظومة الوطن ولكنه بتأبيدة هذا كان يرسل رسالة واضحة إلى الأتي من بعد الرئيس مضمونها أن الكنيسة لا تخرج على الشرعية الدستورية للدولة حتى لو ضعفت تلك الشرعية وهو ما يبرر بيانه الذي أشاد فيه بالثورة لأن هذه الثورة أصبحت فيما بعد هي الشرعية الموجودة في البلاد، ولكن على الجانب الآخر كان ولا بد أن يشارك الأقباط بشكل ما في تلك الثورة، فغض البابا البصر عن بعض الكهنة اللذين تزعموا رعاياهم من الشباب للذهاب إلى ميدان التحرير وهو ما بدا واضحاً من أقامة قداسات لهؤلاء الشباب في الميدان الذي كانت تُنقل كل فاعلياته على الهواء مباشرة لكل إنحاء العالم ومن المؤكد أن البابا قد شاهد تلك القداسات أو على أقل تقدير وجد من يخبره بها ولم يعترض البابا فيما يمكن أن نطلق علية لعبة توزيع الأدوار لعمل توازنات سياسية .
ولكن رغم كل هذا لا نستطيع أن نغفل أو نتغافل عن تخوفات من المؤكد أنها كانت تؤرق مخيلة البابا كلها تدور وجوداً وعدما حول انفلات السيطرة على القطيع والبابا يعلم تماماً من الذي يتربص بقطيعة فلم يعد بعد خافياً أن البابا يواجهه مشاكل كثيرة داخلياً فشل من حوله في إخفائها عنه وبدأت تظهر على السطح وتصل إلى أيدي قداسته يعلن عن اليسير منها في اجتماعه الأسبوعي ويخفى عسيرها لتتناقله الصحف والفضائيات وشبكة الانترنت وهو ما جعل القطيع يتمرد داخلياً فالكنيسة أصبحت عاجزة عن القيام بدورها الروحي والرعوي والاجتماعي إضافة إلى ما يراه القطيع من إضاعة للحقوق القبطية في المشكلات المختلفة التي تنتهي بجلسات الصلح تلك الجلسات التي كانت تذعن لها الكنيسة، وان كانت تلك المخاوف هي الأقل وطأة من الرعب الخارجي الذي يستهدف الكنيسة من حوادث طائفية أصبحت روتيناً يومياً تصحو الكنيسة وتنام علية يعزى أسبابة لجماعة الإخوان المسلمين ، فإذا ما خرج الأقباط للتظاهر وفشلت الثورة في أن تحسم الصراع لصالحها أصبح على البابا أن يواجه الإخفاقات الثورية لشعبة والتي يمكن أن تحول الغضب الثوري القبطي الخارجي إلى داخل الكنيسة وهو ما لا يحمد عقباه .
نجح البابا في السيطرة على قطيعة فأغلق الكنيسة على الخائفين وأستثمر ثورة الثائرين ليزداد احتماء الخائفين بالكنيسة ويصبح الثائرين ورقة ضغط جديدة في أيدي البابا انطلقت أول ما انطلقت إلى ماسبيرو، ويظل الأخوان متربصون خارج أبواب الكنيسة ليس بالكنيسة فحسب بل بالوطن ككل يتلونون ويغيرون جلدهم مثل حرباء تريد خداع فريستها وتتحين الوقت لاختطافها .. وليستمر القطيع في قطعنتة وتظل الحرباء تنشر الرعب في الأجواء
عادل جرجس
كاتب وباحث سياسي
عادل جرجس
احداث مصر
البابا والرئيس والثورة ـ ثنائية الرعب والقطعنه
اضيف بتاريخ: Sunday, April 3rd, 2011 في 17:33
كلمات جريدة احداث: احداث, احداث مصر, عادل جرجس, مصر, مظاهرات
على فكرة كل الثورات في العالم هدفها أن الشعب يحكم نفسة ويتم ذلك بانتخابات حرة وهذا ما سيتم _ إن شاء الله عز وجل – في مصر .. والشعب العظيم سيختار من يعتقد أنهم أنفع له في الدنيا ومن سيعيهوه على طاعة الله ليكون ذلك سعادة لنا إن شاء الله في الآخرة ,, واسلمي يا مصر من الاستبداد الداخلي والاستعباد الخارجي
ياهذا لاتجد فى كلامك مغالطات وتزييف للحقائق ان النيات ليست خالصة من البعض منكم فالمسلم والمسيحي يتعيشان منذ قديم الزمان دون اى خلاف والذى اوجد الخلاف هو النظام الفاسد القديم والذى كان يثقف له البابا فكيف تصف البابا بانه صاحب حكمة او حنكة سياسية ياخى العزيز ان التعاملات مع الشعب او البشر لايامرنا بها البابا او الشيخ فى المسجد ولكن التعامل يصدر من قبل الدين فالتشريعات هى المنوط بها لتنظيم العلاقات مع البشر وليس قس او شيخ ولكن دورهم لايتعد الاالتوجيه فقط قال رسول الله صلى الله عليه وسلم / من عاد ذميا فا خصيمه يوم القيامة والذمى هو المسيحى وقال ايضا من عاد معاهدا ثم غدر به فلايشم رائحة الجنة وان ريحها ليوجد من مسيرة اربعين عاما والمعاهد هو الذى ليس من دين الاسلام وهناك احاديث كثيرة يطول شرحها اذن المنظم للعلاقات هو الدين وليس الاشخاص والدليل على ذلك يااخى ان الاقباط كانوا كثرة عند الفتح الاسلامى لمصر على عهد عمرو بن العاص وانظر العدد الان يااخى علما بان هناك الكثير ممن جاءوا للفتح مع عمرو بن العاص قد رجعوا الى شبه الجزيرة العربية وانا الذى اخاطبك ربما كنت ——— ولكن الله من على بنعمة لااله الا الله محمد رسول الله وفى النهاية فنحن اخوة وسلامتكم تهمنا
ثوره نظيفه سلميه
معلش الكلام عير متوزن و لامبرر لمادا دائما يتهم الاقباط و انا منهم اننا نسير قطعانا اليس الشباب الدين جاءوا بالثوره هم جاءوا للدفاع عن الاقباط
انا هاقولك لمادا هدا الموقف من البابا شنوده لان هناك ثلاثيه و الدوله ممثله عن الوالى حسنى مبارك و الراعى للدوله ممثله فى امريكا و الزعيم الدينى الموالى لامريكا و هو البابا شنوده بكل اسف ادا كان يدافع عنا فاين دفاعه الصحيح فى كنيسة القديسين و اين موقفه الحقيقى فى نجع حمادى مجرد التهدئه بناءا على تعليمات ماما امريكا و الوالى حسنى مبارك اما موقفه بعدم المشاركه فى التظاهر ضد الفساد و عدم المشاركه بناءا على تعليمات ست الكل امريكا وعدم خسارته زعامته الدينيه لقطيع من الاغنام بدون معنى وهم الاقباط انا اعترف اننا اخطانا خطا فادحا فى توقعاتنا و علينا ان نعيد حسابتنا و مفيش مانع ممكن الانسان يخطئى و لكن الاصرار على تبرير الخطا هو الداهيه الكبرى
!!need truth