بسم الله الرحمن الرحيم
كنوز مصر العظيمة
تعتبر أى ثورة فى الدنيا فى أى بلد ناجحة إذا تبع تطبيق الديمقراطية والحرية تخطيطاً ناجحاً للتنمية , فى ظل هذه الديمقراطية والحرية , بل يجب أن يبدأ هذا التخطيط بل والتنفيذ أثناء عملية التحول ألديمقراطى , وبدون تأجيل , وقد حدث هذا فى مصر فعلاً , ولكن بصورة روتينية وتقليدية لحد كبير , وبدون حدوث ثورة على هذا الروتين , والثورة على الروتين لا تقل أهمية عن الثورة على النظام , لأن هذا الروتين ما هو إلا مجموعة من النظم والسلوكيات وضعها وشجعها ألنظام البائد بحيث تصب فى النهاية فى غير صالح ألشعب , وأقول نظم وسلوكيات وليس نظاماً فقط , فتغيير النظم أمر يسير على القيادة تغييره وتصحيحه , أما السلوكيات فمن الصعب تغييرها وإصلاحها بغير ثورة أخرى عليها , لا بالمظاهرات والمطالبة بالسقوط , ولكن بكثير من التغيير فى تصرفات القدوة من القادة , وكذلك بالإعلام وبعض اللوائح والأنظمة ألتى تحول دون ضياع مصالح قومية بدون مبرر ولا ثمن ولا محاسبة للمتسبب , وسوف أضرب أمثلة على بعض هذه التصرفات وعلى بعض المواقف : –
ومن هذه التصرفات مثلاً , وهى الأخطر فى وقتنا الحالى , هى عمليات التحويل ( للمختص ) , فى الوقت الذى تضيع فيه عملية الإختصاص , وفى النهاية وبعد ضياع مصلحة قومية عليا لايستطيع أحد تحديد ألمتسبب فى ضياعها , وبالتالى لايمكن محاسبة أحد , وللتوضيح أكثر سوف أذكر بعض أحدهما فى بدايات النظام والثانى فى نهاياته , وحدثا معى شخصياً ,
من المعروف أن قانون حظر المبانى فى الأرض الزراعية صدر عام 1986م , وقد سميته قانون تشجيع المبانى فى الأرض الزراعية , بدليل ما به مما سماه إستثناءات , هى فى الواقع عملية تشجيع وبالقانون , ونعرف أن الكتلة السكنية لأى قرية منذ 1986م , قد تضاعفت عدة مرات أليوم , هو باختصار قانون يمنع فقط ألبناء وسط أرض زراعية , ويسمح بالزحف عليها , ( بيت بيت ) .
فى سنة 1985م أى قبل صدوره بعام كامل قدمت للمحافظة مشروع بقانون يسمح بالمبانى على مسافات محددة , وبمساحات محددة , وبطريقة تأتى لصالح ألمواطن , وفى نفس الوقت – وهذا هو الأهم – تجعل من هذه المساحة ألمبنية أرض زراعية أيضاً , تنتج أضعاف ألمسحة الأصلية , ويعتمد هذا المبنى على الطاقة المتجددة , فى تغذيته بالكهرباء ومياه الشرب النقية , ويستغل مرفق صرفه فى إنتاج غاز الميثان , ألمستعمل بديلاً للبوتاجاز , وقمت بعمل دراسة للتكاليف فكانت النتيجة أن هذه المرافق لاتتعدى فى تكاليف إنشائها وصيانتها , نصيب كل مبنى من المرافق العامة , بل توفر كثيراً من المميزات مثل توفير الطاقة وتسميد الأرض وخلاف ذلك , حول المحافظ ألموضوع إلى ما سمى مكتب التخطيط العمرانى بالمحافظة , والذى حول مديره ألموضوع إلى أحد موظفيه وهو حاصل على ( دبلوم ألصبايع ) , والذى كتب تقريراً مخجلاً , أول سطر به أن المشروع درب من دروب الخيال , وطبعا قفل الموضوع بهذا التقرير .
وقع هذا التقرير فى يد أحد ألصحفيين بجريدة الأخبار , فقابلنى وطلب منى نسخة من المشروع , والذى قام بدوره وعرضها على مالا يقل عن 20 متخصص من كليات الهندسة والزراعة والعلوم والذين أثنوا عليه جميعاً , فقام بنشره على صفحات الجريدة واتهم المسؤلين بالجهل والرجعية , ولكن كان القانون قد صدر , وبعد حوالى 4 سنوات أنشأت هولندا على أرض محافظتنا نفسها قرية نموزجية , تعتمد فى كثير من صفاتها على المشروع .
وفى عام 1986م أيضاً , نشرت جريدة الأخبار لى ولكثير غيرى من الشباب , أفكار مشاريع تساعد على التنمية وتشغيل الشباب , وكانت فكرتى هى زراعة أسطح المنازل بتجهيزها بالعزل والصرف تحت صوبة , وبحسبة صغيرة أثبت أنه لو قام نصف الناس بهذا العمل , فكأننا زدنا الرقعة الزراعية , بما يساوى بفس مساحة المدينة كاملة , بكل شوارعها وميادينها وبيوتها , وطبعاً تزرع فيها ألخضروات حتى تتفرغ الأرض الزراعية ألأصلية لزراعة المحاصيل ألإستراتيجية مثل القمح والقطن و …. الخ , وفى عام 1989م , حضر لى مهندس زراعى ممن زاروا إسرائيل بأمر الحكومة , أنها نفذت الفكرة , والجميع يعلم الآن ذلك وكيف طورتها بالمنصات المائلة لتعطى إنتاجاً أكبر .
محمد الزكى محرم
احداث مصر
الشباب هو مشروع مصر العظيم للتنمية
اضيف بتاريخ: Tuesday, March 22nd, 2011 في 05:42
كلمات جريدة احداث: احداث, احداث مصر, مصر